تـربيــــــــة .. الضميــــــــر


<!-- / icon and title --><!-- message -->


لا يتم بناء الأمم إلا ببناء الرجال ..
وبناء الرجال لا يتأتى بدون ضمير حي يقظ..
ولا يربى الضمير إلا في ظل العقيدة


إن الضمير هو المحكمة الإلهية في النفس البشرية
المحكمة التي تصدر أحكاما فورية لا تقبل نقضا ولا استئنافا..

فإذا ما أحسن الإنسان وأجاد كان الأجر راحة في النفس
وسعادة في القلب
ورضا وسرورا ولذة وحبورا..

وإن كانت الأخرى كان الجلد بدون جلاد..
ولذع السياط بلا سياط ..
قلق
أرق
تمزق
شعور بالذنب بقض المضاجع
ويمنع لذة الكرى عن الأجفان

إنه النفس اللوامة التي أقسم بها الحق عزوجل في كتابه فقال:
"لا أقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنفس اللوامة"

إنه القلب الذي عناه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله:
"البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب .. والإثم ماحاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك "رواه أحمد والدارمي بإسناد حسن




ويخطئ من يعتقد أن للضمير مدرسة يربى فيها ..غير مدرسة العقيدة
ولذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم ربى الرجال على مراقبة الله وخشيته
ثم فتح بهم الدنيا بعد ذلك..

ثم يربهم في منظمات ولا أحزاب
ولا معاهد للإشتراكية وإنما رباهم على مائدة القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم.

"يابني إنها تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأتِ بها الله, إن الله لطيف خبير"

علـّمهم أن الله مطلع على خفايا النفوس وأسرار القلوب
فهو بكل شيء محيط ولو كان هذا الشيء مثقال حبة من خردل في داخل خصرة صماء ملساء فعلمها عند الله ..


ولقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المجتمعات التي تظن أنها بالقوانين الأرضية ورجال الشرطة وشرطة الآداب تستطيع أن تجعل المجتمعات في حالة انضباط دائم .. هذه المجتمعات واهمة..

فما من يوم ينشق فجره إلا وتطالعك صفحات الصحف وهي تسيل بأخبار الإختلاسات والسرقات والعمولات والكسب غير المشروع وإحصاءات رهيبة للشركات التابعة للدولة والتي حققت بجدارة أبشع أنواع الخسارات ..

عصابات خطف النساء لهتك أعراضهن ...... لن تعالج بالشرطة
عصابات حرق المصانع والعهد ....... لن تعالج بالقوانين الأرضية
عصابات التزوير والنصب على البسطاء والسذج ..... لن تعالج بالتشريعات الوضعية



شبكات السرقة المنتشرة في طول البلاد وعرضها ..... لن يجدي تتبع رجال الإستخبارات لها ..


ويكون مثلنا في معالجة هذه الظواهر المدمرة كمريض بالزائدة الدودية ويحتاج إلى مبضع الجراح ... فتعمل له كمادات ساخنة عساها أن تخفف الألم ... إن المريض سيموت قبل التفكير في استدعاء الطبيب !!!!



والعلاج .... هو الإسلام ..... والإسلام وحده..

ماذا يصنع التشريع الوضعي في:

المدرس الذي لا يراقب الله في عمله .. ويهمل إجادة عرض دروسه ليجد التلميذ نفسه مضطرا إلى درس خاص ... ؟

والطبيب الذي يهمل فحص مرضاه في المستشفى ليضطرهم إلى الذهاب إليه في عيادته الخاصة ... ؟

والموظف الذي يتقاضى الرشوة لينجز أعمال المراجعين .. ؟

والعامل الذي يخرج العمل من بين يديه مختلا وفي استطاعته الإتقان والإحسان...؟

والمحامي الذي يستغل ثغرة في القانون الوضعي ليلبس الباطل في ثوب الحق .. ؟

و..........و........والواوات لا تنتهي ..


ولا ترجع النفس عن غيها .. **** .. مالم يكن منها لها زاجر



وضعنا الخطط الخمسة والعشرية
وكتبنا المواثيق والورقات
وركزنا على الإنسان كجسد .. كطين .. ككم من اللحم لا كيف من العقل والروح والخلق..
وظننا أننا بالأعداد الغفيرة التي تفرخها المدارس والجامعات قد أصبحنا شيئا في دنيا الناس .. ولم نعلم أن العلم وحده بلا خلق .. بلا ضمير .. بلا مراقبة لله وخوف من عقابه يصبح من أسرع وسائل الهدم والخراب والتفنن في صنع الجريمة ويصبح دور معاهد التعليم تخريج أفواج مشوهة .. منحرفة .. عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها..





ماذا يصنع العلم بلا ضمير ؟؟؟؟

لننظر إلى الضمير في أوروبا وكيف خربته حضارة المال والجنس
وأقرب مثل على هذا الخراب عندما انقطع التيار الكهربائي ساعة عن نيويورك .. لقد حدث انفجار في السلب والنهب والسطو في أعماء الظلام... وكأن جموع الشعب قد تحولت إلى عصابات من اللصوص وقطاع الطرق ..

أين حدث هذا ..؟!!
إنه حدث في عاصمة الدنيا وقمة الحضارة ..

في "نيويورك" !!!!

ولعلك قرأت عن "بي بي" وهي بريجيبت باردو .. التي تزعمت الدعوة المقامة في مرسيليا ضد الدكتور "شارل" الذي يجري التجارب على الحيوانات وهي مازالت حية .. :"يقوم بأفعاله _حسب أقوال بريجيب _ في ظروف فظيعة " وهي تتساءل في ألم "هل يجب التضحية بالحيوان في سبيل الإنسان " ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!


هل رأيت الرقة ...؟ هل رأيت العذوبة ...؟

هل رأيت إلى أي مدى وصل خراب الضمير الذي
لا يستيقظ لقتل آلاف البشر "لا أقول المسلمين" في أنحاء المعمورة
ولا يستيقظ لتشريد الملايين الذين يفترشون الجليد ويلتحفون البؤس والمسغبة
وفي الوقت نفسه يذوب من رهافة الحس على الحيوان ؟؟
(نعم يأمرنا الإسلام بالرفق بالحيوان ولكن الإنسان أولى)

"قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"




وبعد ..
فإنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ..
لقد كانت تبلغ يقظة الضمير في المسلم إلى درجة لا يمكن أن يوجد لها نظير إلا في مجتمع يتربى على الإسلام منهجا وسلوكا ..

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال : يا رسول الله .. إني زنيت , فأعرض عنه ... ردد عليه أربع مرات .. فلما شهد على نفسه أربع شهادات .. دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "أبك جنون" ؟ قال .. لا ,, قال: "فهل أحصنت" ؟ قال: نعم, فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "اذهبوا به فاجموه" متفق عليه



وعن أبي نجيد عمران بن الحصين الخزاع رضي الله عنه .. ان امرأة من جهينة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنا قالت: يارسول الله أصبت حدا فأقمه علي.. فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها فقال : " أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها" ففعل فأمر نبي الله صلى الله عليه وسلم فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر: تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت؟ قال: "لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين رجل من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها الله عزوجل" . رواه مسلم



صور مشرقة للضمير الحي اليقظ الذي تربى في مدارس الإيمان

emansamy

Emi

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 465 مشاهدة
نشرت فى 19 يوليو 2006 بواسطة emansamy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,306,724