نتوقف قليلا مع حديث أمنا الطاهرة الصديقة بنت الصديق السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها وعن ابيها سيدنا أبى بك الصديق وأرضاهما
ذكرت مسبقا قول أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها فيما رواه الإمامان البخاري ومسلم وغيرهما
قالت أم المؤمنين أمنا الطاهرة الصديقة السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها وأرضاها : ماأرى ربك إلايسارع فى هواك
رواه البخارى (1/14) ومسلم (1/66).وغيرهما
ومن المعروف ان سيدنا ومولانا وقدوتنا وشفيعنا وحبينا سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وآله وسلم : هو سيد الوجود وأشرف موجود ، وأحب الخلق إلى الملك الديان القاهر المعبود سبحانه وتعالى
لذا كرمه رب العزة سبحانه وتعالى تكريما لم ينله أحد من العالمين : فذكر فى كتابه الكريم { إسمه صلى الله عليه وآله وسلم - بلد - عصره - امته - نسائه أمهات المؤمنين رضوان الله وسلامه عليهن أجمعين ، آل بيته رضوان الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين ، أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ، وصوته ، ولسانه وعينه وبصره وفؤاده وقلبه ووجهه وظهرة وصدره وأذنه وعقله وملابسه وحجراته ، وكل مايتصل به صلوات الله وسلامه عليه }، فأى تكريم بعد هذا التكريم الإلهي من قل رب العزة سبحانه وتعالى ؟؟؟!!!! وأى محبه بعد هذة المحبة الإلهية
وأبداء من الأسماء
الآيات التي ورد بها اسم (محمد) صلى الله عليه وآله وسلم، هي:
(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران- 144)
(مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (الأحزاب-40)
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) (محمد-2)
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح-29)
الآيات القرآنية الكريمة التى ورد فيها إسم أحمد{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }
( سورة الصف - 6)
هذا وقد إهتم حفاظ الأمــــة على مر العصور بتتبع أسماء سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأفردوها بالتصنيف والشرح والتعريف.
وَلِرَسٌولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم أسماء كثيرة
، أفردَ فيها الإمام الحافظ أبوالقاسم على بن الحسن بن هبة الله بن عبدالله الشافعى الدمشقى المعروف بابن عساكر - رحمه الله - بابا فى تاريخ دمشق ، ذَكَرَ فيهِ أَسماءً كَثيِرَةً ، جاء بعضها فى الصحيحين
البخارى ومسلم (2354) من حديث جبير بن مطعم أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال : { لى خمسة أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحى الذى يمحو الله بى الكفر ، وأنا الحاشر الذى يٌحشر الناس على قدمى ، وأنا العاقِب الذى لانبى بعدى }
قال العلامة المناوي : " وفيه جواز التسمية بأكثر من إسم ، وقال إبن القيم لكن تركه أولي ، لأن القصد بالإسم التعريف والتمييز ، وليس كأسمــــاء المصطفي صلى الله عليه وآله وسلم لجــــــــــلالة المســــــــمي لاللتعريف فحســــب}
وفى صحيح الإمام مسلم ( 2355) من حديث أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسمى لنفسه أسماءً فقال : أنا محمد ، وأنا أحمد والمقفىَّ ، والحاشر ، ونبى التَوبةَ ونبى الرحمة }
وفى رواية { ونبى الملحمة } .
وفى الموطاء للأمام مالك - رضى الله تعالى عنه (1861 ) - حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي وَأَنَا الْعَاقِبُ "
وقد أوصلها الإمام الحافظ السيوطى إلى أكثر من ثلاثمائة أسم فى كتابه { الحدائق فى اسماء خير الخلائق صلى الله عليه وآله وسلم} ثم أوصلها الإمام السيوطى رحمه الله تعالى إلى نحو الخمسمائة فى كتابة {البهجة السنية } ، واوصلها الإمام الحافظ السخاوى فى كتابه { القول البديع فى الصلاة على النبى الشفيع صلى الله عليه وآله وسلم } إلى أكثر من أربعمائة وخمسين أسما ، وأخذها منه الإمام القسطلانى فوضعها فى كتابه { المواهب اللدنية } كما هى ، وأوصلها الإمام الزرقانى فى شرحه للمواهب اللدنية إلى أكثر من ثمانمائة إسم ، هذا وقد جمعها الإمام النبهانى فى كتاب { الأسمى فيما لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الأسما}
قال الإمام النووى فى أول كتابه ( تهذيب الأسماء واللغات (1/22) عند الكلام على سيرة سيدنا ومولانامحمد صلى الله عليه وآله وسلم : وَكٌنْيَةٌ النبىَّ صلى الله عليه وآله وسلم المشهورة أبوالقاسم ، وَكَنَّاهٌ جبرِيلٌ - عليه السلام - أبا إبراهيم .
وقال الحافظ السيوطي فى الخصائص الكبري : " إن من خصائصه صلى الله عليه وآله وسلم أن له ألف إسم ، وإشتقاق إسمه من إسم الله تعالى ، وأنه سٌمي من اسماء الله بنحو سبعين إسماً ، وأنه سٌمي أحمد ولم يٌسم به أحد من قبله " أه
وقال سيدنا حسان بن ثابت رضى الله عنه (شاعر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ).
أغرٌ عليه للنبوة خاتــــــــــــــــمٌ --------- من الله نــــــــــــــور يلوح ويشهدٌ
وضم الإلهٌ إسم النبي إلى إسمـه --------- إذا قال فى الخمس المؤذن أشــهدٌ
وشــــــــــق له من إسمه ليجلهٌ --------- فذو العرش محمودٌ وهــــذا محمدٌ
ومن أراد الإستفادة فاليراجع
1- تاريخ دمشق للإمام الحافظ إبن عساكر .
2- الدر المنضود فى الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود صلى الله عليه وآله وسلم للإمام الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي .
3- فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم للإمام الحافظ إسماعيل بن إسحاق الأزدي الجهضمي البصري ( 199-282ه) .
4- جلاء الأفهام فى الصلاة والسلام على خير الأنام ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للحافظ إبن قيم الجوزية
5-القول البديع فى الصلاة على الحبيب الشفيع للإمام الحافظ شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي الشافعي (831-902) ه
وغيرها من المصنفات
ساحة النقاش