بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

  نكمل إن شاء الله تعالى  حديثنا عن قلب سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وآله وسلم روحي له فداء ( 3 )

  ذكرت مسبقا أن سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، كان لاينام وأن الحبيب صلوات ربي وتسليماته عليه وآله وسلم تسليما كثيرا كان يقول كما ذكرت أمنا الطاهرة الصديقة بنت الصديق السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها (( تنام عيناي ولاينام قلبي )) سبق تخريجه

 هذا القلب الطاهر الشريف الذى إذا وزن بالأمة لوزنه (( سبق الإشارة الى الحديث وتخريجه  ))

لم يره أحد ولكن حظي بلمسه ملكان ورئيس الملائكة سيدنا جبريل عليه السلام ، كما بينت فى  شق الصدر الشريف

وبينت ان الحكمة من ذلك هى تهيئة هذا القلب الطاهر المطهر لتلقى أنوار الجلال والجمال

وفقا لما يلى

قال رب العزة سحانه وتعالى فى محكم التنزيل بالنسبة للجبال

{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } سورة الحشر : 21

 وقال عز من قائل فى قلب الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } سورة الحشر : 21

وقال تعالى {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ  (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ  ( 193)عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ } سورة الشعراء ( 194:192)

وقال تعالى { وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } سورة هود :120

وقال تعالي {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } سورة الفرقان :32

وقال تعالى { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} سورة النجم :11

 ولكن لماذا ينام النبي المصطفي العدنان صلى الله عليه وآله وسلم ؟؟

ينام سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وآله وسلم ، إظهاراً للعبودية ، فرب العزة سبحانه وتعالى هو الحى القيوم الذى لاتأخذه سنة ولانوم

لذلك ينام جسده الشريف إلا قلبه

فقلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وروحه عند رب العزة سبحانه وتعالى

قال صلى الله عليه وآله وسلم { وأيكم مثلى إنى أبيت يطعمنى ربي ويسقين} ( رواه البخارى (2/694) ومسلم (2/774)

وقال صلى الله عليه وآله وسلم { إنى لست كهيئتكم إنى يطعمنى ربى ويسقين} البخارى(2/693)

هذا القلب الطاهر الشريف يتلقي أنوار الجلال والجمال من رب العزة سبحانه وتعالي ويتلقي الوحي وهو اثبت من الجبال التى ستنهار إذا أنزل رب العزة سبحانه وتعالى القرآن عليها

ولكن تحملها قلب الحبيب سيد الخلق وحبيب الحق روحي له فداء

وكان الحبيب صلى الله عليه وىله وسلم يقول " إنه ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله فى اليوم مائة مرة } رواه البخارى (2/694) ومسلم (2/774) عن سيدنا ابي هريرة رضى الله عنه

يغان على قلب الحبيب من كثرة انوار الجلال والجمال الإلهي  ، وكأن سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول نستغفر الله من رؤية أى شئ حتى الأنوار فهو ناظر الى ربه بكله ،

 صلى الله وسلم عليك وآلك وسلم ياعلم الهدي ياسيدي يامحمد ياسيدي ياأحمد ياسيدي ياأباالقاسم

وليس معني الإستغفار مائة مرة أنه حدث مائة نقص – والعياذ بالله – أو الإنشغال بالأنوار عن رب العزة سبحانه وتعالى – حاشي لله وكلا

ولكنها العبودية وآدابها وشدة الإلحاح فكان إستغفار الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم من هذا الباب

{{ سأتوسع إن شاء الله تعالى فى الشرح عند حديثى عن عصمة الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين والرد على شبهات وترهات اليهود والنصاري حول عصمة الأنبياء إن شاء رب العزة سبحانه وتعالى }}