~ سُـورُ الـصِـيْـنِ الـعَـظِـيـم ~


في قلب قارة آسيا ...
وبين أنهار الصين ..
يمتد سور عظيم ...
يقطع من الأرض " 3600 " ميل ، في وسط آسيا ..
إنه .." سُورُ الصِينِ العَظيم "
ينطلق السور العظيم قاطعاً شمالي و وسط الصين من البحر الأصفر ، وحتى وسط قارة آسيا ،
ويختلف الخبراء في تقدير طوله ، فمن حسب طوله من الغرب إلى الشرق ، مع تجاهل الانحائات خرج
بـ " 1600 " ميل ، أما اذا ادرجنا التعرجات و الانحرافات نصل إلى 3600 ميل ،
وفي الواقع يجب علينا استخدام النتيجة الثانية ! ، تقديراً لجهود من بنوه ، وضاعت أرواحهم ليكتمل ...

بنيان السور صَمدَ أكثر من ألفين سنة منذ 400 ق.م ( عندما شُيد القسم الأول ) ، وحتى سنة 1600م ( يوم تم إعادة بناءه )
بطبيعة الحال ، غالبية الجدار انشئت في عشر سنوات ما بين 224 ق.م و 214 ق.م ، وأمر ببنائه الإمبراطور " شي وانج تي".
وقَد كان شي وانج تي هذا أول امبراطور يوحد الصين المتشتتة تحت قيادة واحدة ، وقد أتم هذا بقسوة وقوة ،
و تعبيد للشعب ، و من أقبح ما عمل ، إحراقه كتب الفيلسوف الصيني الشهير " Confucius " ، وكذلك
جمع كل من قام بتدريس كُتبه ، ودفنهم أحياء ! :confused: ردعا لكل من يجرؤ على التفكير بمخالفة هذا الشخص ،
وقد قام الإمبراطور بمشاريع ضخمة لأقنية و طُرق ونهضة عمرانية فائقة ، ولكن أضخم مشاريعه ، كان هذا السور ، حيث ربط بواسطته ، مجموعة أسوار قديمة و متناثرة ،
في الواقع ، كان السور مطلوباً ، و احتاجته الصين ، ذلك ان شعب الـ Tartars وشعوب أُخرى ، كانت تضايق الصين بهجماتها المتواصلة وضرباتها المتصلة
كانوا يحرقون المنازل ، والمعابد ، ويقتلون غالبية الرجال والأطفال ، والنساء كانوا يؤخذون كـسبايا ! ، ولم تكن الصين ، لتحتمل كل هذا
وحتى أسوار المدن ، ما كانت تحتمل الصمود أمام هجمات العدو .. فبمجرد الضرب الطفيف تسقط الأسوار ، ويُهجم على المُدن ..
وأخيراً .. قرر الإمبراطور صُنع حد فاصل لكل هذا البؤس !
قام بتكليف جيش من أضخم جيوشه ( قوامه 300.000 رجل ) تحت قيادة
رجل من أقدر قواده " مينج تيان " ليعملوا على مشروعه الضخم ! ..

قلب الصين


تم فرض العمل على العديد من السكان المحيطين ، وبينهم كانت الآلآف من النساء
الذين كن يعملن على العناية بالمخيمات ، و نقل الاشياء البسيطة
أصعب الأعمال ، أُوكلت إلى السجناء ، الذين ارسلوا إلى مواقع البناء تحت حراسة مجهزة بأقسى أدوات التعذيب ، جنباً إلى جنب مع المجرمين ،
للعلم : غالبية السُجناء هم أسرى حرب أو بلا تهمة !!
عَمل على هذا السور ، أكثر من مليون شخص ، من الفجر ، وحتى اختفاء الشفق ، في الشتاء القارس وعواصف
الصيف اللاهبة ، وكانت الحجارة الضخمة تُنقل من الجبال ، والطين على السلال والظهور ،
أغلب العاملين تعذبوا تحت المعاملة القاسية ، الطعام الناقص و الفاسد ، و المخيمات الرديئة ، وكان بعضهم ينام في العراء ، بدرجة حرارة تسقط عن حد الصفر - شتاءً - و تلهب حرارة بالصيف ، كما أن المصيبة العظمى هي
الهجوم المعادي ، والذي كان يودي بحياة الكثير من العُمال مما أدى إلى سقوط أكثر من 400.000
رجل و امرأة ، موتى ! ، اثناء العمل ، ودفن اغلبهم تحت الجدار .. حتى أن بعضهم سموه بــ
" أطول مقابر العالم ! "

و أخيراً .. تم بناء السور ، على امتداد 3500 ميل وأكثر فيما بعد !
و قد كان السور بسمك 25 قدم عند القاعدة ، و 17 قدم عند القمة ..
أي ما يكفي لمرور " 8 " رجال ، كتفاً إلى كتف ..
أو فارسين ، على خيلهما !

وكل عدة مئات من الياردات ، شُيدت أبراج لمراقبة السور و حراسته من الأعداء
أحتوى كل واحد منها على فرقة من الجنود ، والواقع أن الجيوش في بداية عهد الإمبراطورية كانت
في أوج قوتها ، وتكون الجيش مما يفوق 1.000.000 جندي !
واتُفق على اشارات معينة .. في النهار ، عند الخطر ، يتم بعث دُخان كثيف
وفي الليل ، كان يجب أن تستمر الأشارات على شكل
الأحمر : للخطر ! .
الأزرق : كل شيء على ما يرام ! .
وبهذه الطريقة ، تم حماية السور ، من كل هجوم مقبل .. وبقي السور ، عظيماً شامخاً يحمي الصين
بكل ما يملك من قوة حتى سنة " 1211 م " عندما جاء الرجل الأسطورة .. " جنكيز خان "
على جيش ضخم من المغول ، فاخترق السور بالقوة ، وهدم بعض اجزائه ، وعاث في الصين فساداً
وبعد ذلك بمئة سنة ، تم إخراج المغول سنة 1300متقريباً ..
ومع مرور السنوات ، أخذ السُكان المحليون ، يسرقون من أحجار السور ، لبناء بيوتهم و معابدهم ، وتساقطت العديد من اجزاء السور و بقي هكذا !
و أثناء الحرب اليابانية ، قام الجيش الياباني بهدم جزء ضخم من السور لفتح منفذ لها ، سنة 1930 مـ .
وبعد أن استقامت الصين على ظهرها سنة 1949 م ، تم إعادة انشاء اجزاء السور المهدمة
وترميم ما أوشك على السقوط منها .. ليس للحاجة العسكرية ، إنما لحفظ التراث ..
واليوم يعد السور ، أعظم معالم العالم الباقية مع الأهرامات الفرعونية !
"عَلم بُني باجساد و ثُبت بدماء ، رجالٍ عرفوا معنى الرجولة "
* هذا ما يقوله الصينيون بفخر ! .
يُزار السور من قبل الآلآف السياح من أنحاء العالم .. ويستفيد منه العديدون ،
- العلماء بدراسة تأثير الزلازل على البناء .
- وعلماء التاريخ البشري ، بمحاولة استخراج أدوات البناء ، وغيرها .
وكل فترة .. يتم استكشاف اقسام جديدة ..
وفي 1983 ، اكتشفت 620 ميل من السور ، مدفونة تحت الأرض ! ، اضيفت إلى طوله العظيم
ـــ ــ ـ حقيقةً ، أعجوبة العالم ! ـ ــ ـــ

وطبعا للي ماراح الصين .. هذا سورها بين ايديكم



















عارفة الوموضوع اشوي طويل
لكن اتمنى يحوز على رضاكم واعجابكم

والسلام
 
emansamy

Emi

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 330 مشاهدة
نشرت فى 27 نوفمبر 2005 بواسطة emansamy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,306,837