تحذير من ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي

كشف تقرير أمريكي عن أن الرصيف الجليدي للقطب الشمالي واصل ذوبانه للعام الرابع على التوالي ليتقلص إلى أصغر مساحة له منذ 100 عام جراء ارتفاع درجات الحرارة المرتبط على ما يبدو بتراكم غازات الاحتباس الحراري التي قد تجعل القطب الشمالي في فصل الصيف بلا جليد على الإطلاق قبل نهاية القرن الحادي والعشرين.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء في تقرير لها الخميس 29-9-2005 قول علماء إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) والمركز القومي الأمريكي لبيانات الثلوج والجليد الذين يراقبون الجليد من خلال الأقمار الصناعية منذ عام 1978: إن إجمالي جليد القطب الشمالي في عام 2005 سيغطي أصغر مساحة منذ أن بدءوا قياسه.

وبحسب تقرير للعلماء -يستند إلى بيانات الأقمار الصناعية وبيانات ملاحية ترجع إلى سنوات أبعد- فإن مساحة جليد البحر القطبي الشمالي تراجعت إلى 5.31 ملايين كيلومتر مربع حتى 21 سبتمبر 2005. وأضاف أن متوسط مساحة جليد البحر القطبي الشمالي في الفترة من 1978 إلى 2000 بلغ 7 ملايين كيلومتر مربع.

وأشار التقرير إلى أن ذوبان الجليد بالقطب الشمالي عام 2005 بدأ 17 يوما مبكرا عن التوقيت المعتاد. وحذر من أن اتجاه الذوبان قلص أراضي الصيد لسكان القطب الشمالي، كما يهدد الدببة القطبية وغيرها من الحيوانات البرية.

وقال العلماء: إنه إذا استمرت معدلات ذوبان الجليد على ما هي عليه فإن القطب الشمالي ربما يكون في فصل الصيف بلا جليد على الإطلاق قبل نهاية القرن الحالي. ويؤكد هذا التحذير نتائج توصل إليها عام 2004 تقرير وضعه 250 خبيرا من الدول الثماني الأعضاء بمجلس القطب الشمالي (الولايات المتحدة وكندا وروسيا واليابان وفنلندا والسويد وأيسلندا والنرويج).

وقال العلماء: إن اتجاه ذوبان جليد القطب الشمالي ناجم بشكل متزايد على ما يبدو عن تراكم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.

وأوضح "مارك سيريز" من المركز القومي لبيانات الثلوج والجليد أنه "من الصعب على نحو متزايد رفض فكرة أن جانبا على الأقل مما نراه في القطب الشمالي بالنسبة لجليد البحار أو بالنسبة لدرجات الحرارة المرتفعة... ناجم عن تأثير غازات الاحتباس الحراري".

ويشير العلماء إلى أن درجة حرارة القطب الشمالي ترتفع بمعدل أسرع من بقية الكوكب؛ لأنه بمجرد انكشاف المياه أو الأرض فإنها تمتص حرارة أكثر مما يمتصه الجليد والثلوج. وهذه العملية تعني أن الذوبان يمكن أن يؤدي إلى درجات حرارة أكثر سخونة وإلى مزيد من ذوبان الجليد.

ويضم القطب الشمالي كلا من المحيط القطبي وجزيرتي جرين لاند وبافن، إلى جانب عدد من الجزر الشمالية الصغيرة، والأجزاء الشمالية القصوى من أوربا وروسيا (سيبيريا) وألاسكا وكندا. ويتجاوز عدد سكان القطب الشمالي مليوني نسمة من الروس والإسكيمو والساميين.

وفي عام 2004 صدقت روسيا على اتفاق كيوتو الخاص بالتغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري العالمية؛ ما أتاح دخوله حيز التنفيذ. غير أن الولايات المتحدة- التي تعد المصدر الأول للتلوث في العالم- لا تزال ترفض التصديق على الاتفاق الذي انسحبت منه عام 2001.

ويهدف اتفاق كيوتو -الذي تم التوصل إليه عام 1997- إلى خفض الكميات المنبعثة من الغازات الناجمة عما يعرف بتأثير ظاهرة الصوب الزجاجية، حيث تحتبس الحرارة داخل الغلافين الجوي والمائي للكوكب الأرضي؛ وهو ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض وتغيير المناخ العالمي.


emansamy

Emi

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 291 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2005 بواسطة emansamy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,306,851