بمناسبة قرب قدوم شهر رمضان المبارك احببت أن أذكر نفسي
وأياكم بكيفية إستقباله وإستغلاله فنقلت لكم هذا الموضوع عن
الكاتب خالد الدرويش
اولاً:الطرق السليمه لإستقبال شهر رمضان
1. الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية
حتى تنشط في عبادة الله تعالى , من صيام وقيام وذكر ,
فقد روي عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا دخل رجب قال :
*( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ( رواه أحمد والطبراني )
وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان , ثم يدعونه أن يتقبله منهم .
فإذا أهل هلال رمضان فادع الله وقل
( الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ,والتوفيق لما تحب وترضى ربي وربك الله )
2.- الحمد والشكر على بلوغه قال النووي – رحمه الله – في كتاب الأذكار :
( اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة , أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة
أن يسجد شكراً لله تعالى , أو يثني بما هو أهله )
وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة ,
والعبادة فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة
تستحق الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها , فالحمد لله حمداً كثيراًكما ينبغي لجلال
وجهه وعظيم سلطانه .
3. الفرح والابتهاج , ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه كان يبشر أصحابه بمجئ شهر رمضان فيقول :
( جاءكم شهر رمضان , شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه
تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم ... الحديث . ( أخرجه أحمد ) .
وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان
يهتمون بشهر رمضان , ويفرحون بقدومه , وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان
موسم الخيرات , وتنزل الرحمات .
4- العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان , كثيرون يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور الدنيا
ولكن قليلون هم الذين يخططون لأمور الآخرة وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة, ونسيان أو تناسى أن للمسلم فرصاً كثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية نفسه
حتى تثبت على هذا الأمر ومن أمثلة هذا التخطيط للآخرة
التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات ,
فيضع المسلم له برنامجاً عملياً لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى
وهذه الرسالة التي بين يديك تساعدك على اغتنام رمضان في طاعة الله تعالى
إن شاء الله تعالى
5- عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة
فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير , قال الله عز وجل :
{ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ }
6. العلم والفقه بأحكام رمضان , فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم ,
ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد ,
ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه
ليكون صومه صحيحاً مقبولاً عند الله تعالى :{ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ }
7- علينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب
والإقلاع عنها وعدم العودة إليها , فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب ؟
قال الله تعالى :
{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
8- التهيئة النفسية والروحية من خلال القراءة والاطلاع على الكتب والرسائل
وسماع الأشرطة الإسلامية من { المحاضرات والدروس }
التي تبين فضائل الصوم وأحكامه حتى تتهيأ النفس للطاعة فيه
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يهيء نفوس أصحابه لاستغلال هذا الشهر
فيقول في آخر يوم من شعبان : جاءكم شهر رمضان ... إلخ الحديث
9-الإعداد الجيد للدعوة إلى الله فيه , من خلال :
1- تحضير بعض الكلمات والتوجيهات تحضيراً جيداً لألقائها في مسجد الحي .
2- توزيع الكتيبات والرسائل الوعظية والفقهية المتعلقة برمضان على المصلين وأهل الحي .
3- إعداد ( هدية رمضان) وبإمكانك أن تستخدم في ذلك ( الظرف) بأن تضع فيه شريطين
وكتيب , وتكتب عليه (هدية رمضان) .
4- التذكير بالفقراء والمساكين , وبذل الصدقات والزكاة لهم .
10- نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع
أ- الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة .
ب- الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر .
ج- مع الوالدين والأقارب , والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة .
د- مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبداً صالحاً ونافعاً قال صلى الله عليه وسلم :
( أفضل الناس أنفعهم للناس ) .
هكذا يستقبل المسلم رمضان استقبال الأرض العطشى للمطر
واستقبال المريض للطبيب المداوي ,
واستقبال الحبيب للغائب المنتظر.
فاللهم بلغنا رمضان وتقبله منا إنك أنت السميع العليم .
ثانياً :استغلال شهر رمضان المبارك
كي تتحمس لاستغلال رمضان في الطاعات اتبع التعليمات التاليه :
.1.[الإخلاص لله في الصيام :
الإخلاص لله تعالى هو روح الطاعات ، ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات ، وسبب لمعونة
وتوفيق رب الكائنات ، وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله وفي إرادة الخير تكون معونة
الله لعبده المؤمن ، قال ابن القيم رحمه الله : وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون
توفيقه سبحانه وتعالى وإعانته .وقد أمرنا الله جل جلاله بإخلاص العمل له وحده دون سواه فقال تعالى
{ وما أمروا إلا لعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } [البينة:5]
فإذا علم الصائم أن الإخلاص في الصيام سبب لمعونة الله وتوفيقه هذا مما يحفز المؤمن لاستغلال رمضان
في طاعة الرحمن سبحانه وتعالى ( صيام + إخلاص لله ) = حماس وتحفيز .
2- معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهر الكريم :
وخصلة أخى تدعوك للتحمس لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن ألا وهي : معرفة أن الرسو ل صلىالله عليه وسلم كان يبشر أصحابه فيقول : « جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه .. الحديث »
وهذا يدل على عظم استغلال رمضان في الطاعة والعبادة ، لذا بشر به الرسول صلى الله عليه
وسلم الصحابة الكرام ليستعدوا لاغتنامه .
3- استشعار الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين ومنها :
أ- أن أجر الصائم عظيم لا يعلمه إلا الله عز وجل « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به »
ب- من صام يوماً في سبيل الله يبعد الله عنه النار سبعين خريفاً فكيف بمن صام الشهر كاملاً .
ت- الصيام يشفع للعبد يوم القيامة حتى يدخل الجنة .
ث- في الجنة باب يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون .
ج- صيام رمضان يغفر جميع ما تقدم من الذنوب
ح- في رمضان تفتح أبوان الجنة وتغلق أبواب النيران
خ- يستجاب دعاء الصائم في رمضان .
اخي هلا أدركت الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين
فما عليك إلا أن تشمر عن ساعد الجد وتعمل بهمة ونشاط لتكون أحد الفائزين بتلك الجوائز العظيمة .
4- معرفة أن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار
من انواع العبادات :
وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور ، ومما يزيدك تحمساً لاستغلال رمضان
أن تعلم أن رسولك العظيم صلى الله عليه وسلم كان يكثر من أنواع العبادة بما لا يخص غيره من الشهور
الأخرى فهل لك في رسول الله قدوة وأسوة ؟ والله تعالى يقول { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } [الأحزاب:21]
فتُكثر من أنواع الطاعات في هذا الشهر .
5- إدراك المسلم البركة في هذا الشهر الكريم ، ومن ملامح هذه البركة حتى تزيدك حماساً :
أ-البركة في المشاعر الإيمانية : ترى المؤمن في هذا الشهر قوي الإيمان حي القلب ، دائم التفكر ، سريع التذكر
إن هذا الأمر محسوس لانزاع فيه أنه بعض عطاء الله تعالى للصائم .
ب- البركة في القوة الجسدية : فأنت أخي الصائم رغم ترك الطعام والشراب ، كأنما ازدادت قوتك وعظم تحملك على احتمال الشدائد
ومن ناحية أخرى يبارك الله لك في قوتك فتؤدي الصلوات المفروضة ، ورواتبها المسنونة ،وبقية العبادات رغم الجوع والعطش .
ج- البركة في الأوقات : تأمل ما يحصل من بركة الوقت بحيث تعمل في اليوم والليلة من الأعمال ما يضيق عنه الأسبوع كله في غير رمضان .فاغتنم بركة رمضان وأضف إليها بركة القرآن ، واحرص على أن يكون ذلك عوناً لك على طاعة الرحمن ، ولزوم الإستقامة في كل زمان ومكان .وهذا مما يزيدك تحمساً وتحفزاً على استغلال بركة هذا الشهر .
6-استحضار خصائص شهر رمضان .
أخي الحبيب خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها :
أ - خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
ب - تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا .
ج - يزين الله في كل يوم جنته ويقول « يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك »
ح - تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار
خ - فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله
د - يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان
ر - لله عتقاء من النار في آخر ليلة من رمضان
7- استشعار أن الله تعالى اختص الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال :
ومزية عظيمة يحصل عليها مستغل رمضان في الخير ، تجعل المرء لا يفرط في رمضان ألا وهي : أن الله
تعالى اختص قدر الثواب والجزاء للصائم لنفسه من بين سائر الأعمال كما في الحديث ، قال صلى الله عليه
وسلم : قال الله عز وجل : « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ... » إن هذا الإختصاص
مما يزيد المؤمن حماساً لاستغلال هذا الفضل العظيم .
8- معرفة مدى اجتهاد الصحابة الكرام والسلف الصالح في الطاعة في هذا الشهر :
لقد أدرك الصحابة الأبرار فضل شهر رمضان
عند الله تعالى فاجتهدوا في العبادة ، فكانوا يحيون لياليه بالقيامو وتلاوة القرآن ، كانوا يتعادون فيه الفقراء
والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وتفطير الصوام ، وكانوايجاهدون أعداء الله في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله .
9- معرفة أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة :
وخصلة أخرى تزيدك تعلقاً بالصيام وحرصاً عليه هي أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة عند الله تعالى ويكون سبباً لهدم الذنب عنه ، فنعم القرين ، قرين يشفع لك في أحلك المواقف وأصعبها ، قال صلىالله عليه وسلم « الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة : يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان » رواه أحمد في المسند .
10 – معرفة أن رمضان شهر القرآن وأنه شهر الصبر :
وأن صيامه وقيامه سبب لمغفرة الذنوب ، وأن الصيام علاج لكثير من المشكلات الإجتماعية والنفسية والجنسية والصحية .فمعرفة كل هذه الخصال الدنيوية والأخروية للصائم مما يحفز على استغلاله والمحافظة عليه .
هذه بعض الحوافز التي تعين المؤمن على استغلال مواسم الطاعات ، وشهر الرحمات والبركات
فإياك والتفريط في المواسم فتندم حيث لاينفع الندم
قال الله تعالى { وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً }
نسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين<!-- / message --><!-- sig -->
عدد زيارات الموقع
1,306,882
ساحة النقاش