خـــــــــــــــــــــــ (الـفـقـر) ــــــــــــــــط !!!
<!-- / icon and title --><!-- message -->
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ....
هناك الكثير من الخطوط الوهمية التي تقسم المجتمعات الى طبقات منغلقة في الكثير من الأحيان على نفسها إنغلاقاً يقاس بمدى التباعد النوعي بين الطبقات أو البون الشاسع في مستوى المعيشة ....
فعندما تنظر في وجه إنسان فاحش الثراء تشعر ان هناك خطأ وهمياً يعزلك عنه و تصنيفاً غريباً يفرقكما أكثر من ان يجمعكما ...
و احياناً عندما تنظر في وجه إنسان ميسور الحال و لكنه ليس غنياً تشعر ان هناك قاسماً مشتركاً تستطيعان أن تتعاطيان من خلاله بدون الكثير من التحفظات او التوجسات ....
و لكن عندما ينظر الكثير منا في وجه أنسان فقير يشعر بأنه يستطيع ان يتعامل معه بكل أريحية حتى أحيانا يمكنه أن يتجاوز بعض الخطوط الحمراء و يتعدى حدود الأدب ....
و هذه الطبقة هي الأكثر في المجتمعات ، و هي في الغالب ترث الفقر من أسلافها لعدم توافر الفرص الممكنة للخروج من حدود هذه الطبقة او لعدم استغلال الفرص السانحة ، وً يلاحظ في العقدين الماضيين ارتفاعاً مخيفاً و متفاقماَ في حجم هذه الطبقة حيث ان الرقع إنفرط على الراقع إن كان هنالك اصلاً راقع يتحرك بمسؤولية تصل الى حد لا بأس به من المصداقية ...
و الطبقة الفقيرة ... هي محور الحديث ...
و هي تبدأ من تحت خط الكفاف بقليل و تنتهي الى الفقر المدقع ...
و خط الكفاف هو المستوى الذي يعيش عنده الإنسان مستوراً قادراً على ان يوفر المستوى الأدنى من الضروريات و الاحتاجات فلا يكون في حاجة الناس و لا يكون قادراً على توفير الكثير من الامور الاضافية التي تساعد في تسهيل الحياة ، و هو في السعودية - بحسب بعض الإحصائيات المستقلة - يقدر بـ 1660 ريال للفرد الواحد من دون ذكر تكاليف المسكن ...
و لتوضيح معني الكفاف : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " وددت اني أخرج منها كفافاً لا لي و لا علي " .
و يبدأ خط الفقر عند النزول من مستوى الكفاف و يتدرج كثيراً و يتفاوت من مجتمع الى آخر و يصل الى الفقر المدقع الذي لا يجد فيه الفقير المأكل و الملبس و المسكن ...
و يتناسب خط الفقر طردياً مع الأسعار والانفاق حيث ان العائلة التي تكون في مستوى الكفاف بأربعة افراد ربما تتحول الى الفقر عندما يزداد عددها الى خمسة او ستة ...
و يطول الفقر الكثير من العاطلين عن العمل و المسنين و النساء و المرضى و الأميين ..
و هذا الخط البائس يتحمل أبنائه شظف الفاقة و ضنك الحياة ومع هذا نحملهم تبعات اجتماعية كثيرة ، فهذه الطبقة للأسف ليست مهمشة من الحكومات و حسب بل حتى من المجتمعات ، فالنظرة العامة لها تشعر أفرادها بأنهم إقترفوا ذنباً مــا ، حولهم الى فقراء ، و في هذه النظرة الكثير من الازدراء و التسلط و الغرور ...
قد يرى البعض اني ابالغ في كلامي هذا و لكن عندما تشعر انك تتواضع عندما تتحدث الى الفقير او المحتاج فأعلم انك لا تتواضع و انما تتكبر لأن شعورك بأن هذا الانسان الذي أمامك أقل قدراً منك هو ما جعلك تعتقد بأنك تتواضع عندما تتحدث معه او تمازحه ....
عدد زيارات الموقع
1,306,903
ساحة النقاش