كيف تتعامل مع الإحباط؟!
نتعرض جميعاً لأوقات تبدو فيها الحياة صعبة وشاقه علينا ، فعندما نشعر بابتعاد الأخرين عنا ، وعندما نشعر بالعجز عن تسديد ديوننا ، او فقدنا لعملنا ، أو شخصاً عزيزاً علينا ، فإننا نفكر كيف سنجتاز الأيام القادمة ، وفي بعض أحيان كثيرة ننجح في ذلك.
فمن الممكن أن تتغير نظرتنا للأمور ونراها بصوره موحشة أكثر من حقيقتها ، ونتطلع على مستقبل يبدو كأنه محفوف بالصعاب ، ونتساءل كيف يمكن لأي إنسان على وجه الرض أن يتأقلم مع مثل هذه الصعاب التي نواجهها ؟
من سوء التفكير ان يحمل المرء معه زاد حياته كاملاً وهو لا يطيق سوى أن يحمل زاد يوم واحد .
فكيف تفكر وتحمل على عاتقك هموم الخمسة وعشرين عاماً القادمة في حياتك وتسأل بعد ذلك عن سبب قسوة الحياة؟!
فإننا نعيش أربعه وعشرين ساعه في اليوم الواحد ولا ينبغي لنا أن نحمل أنفسنا أكثر من ذلك .
فلا فأدة في ان نضيع اليوم في قلق لما قد يحدث في الغد .
في المره القادمه التي تشعر فيها باليأس اسأل نفسك هذه الأسئله :
هل لا يزال هناك هواء كاف لتتنفس ؟
هل مازلت تملك طعام يومك ؟
( فإذا كانت الإجابة "بنعم" فكل شيئ على مايرام !)
فكثيراً مانغفل حقيقة أن أهم مانحتاجه في هذه الحياة متاح لنا .
سأروي لكم قصة هذا الرجل الذي أتصل بالدكتور " روبرت شولير " . وكان الحوار بينهما على النحو التالى :
قال الرجل : " كل شيئ قد أنتهى وأنتهيت . وفقدت كل أموالي وضاع مني كل شيئ ".
فسأله الدكتور " شولير " أما زلت تتمتع ببصرك ؟ "
فرد الرجل : " نعم "
فسأله الدكتور " شولير " : " أما زال بإمكانك أن تمشى ؟ "
فرد الرجل : " نعم بإمكاني أن أمشى ".
فقال الدكتور " شولير " : " من الواضح انه مازال بإمكاتك أن تسمع وإلا فلم تكن لتتصل بي ".
فقال : " نعم ، مازلت أسمع ".
فقال الدكتور " شولير " : " أعتقد أنك لا تزال تملك كل شيئ . فكل مافقدته هو أموالك فقط ! ".
هناك سؤال اخر يمكن ان نسأله لأنفسنا وهو : ماهو أسوأ ما يمكن أن يحدث ؟
وإذا ماحدث ذلك بالفعل ، هل سنكون بعدها لا نزال على قيد الحياة ؟ فإننا في أغلب الأحيان نبالغ ونعظم من الأمور .
فربما يكون أسوأ مايمكن ان يحدث شيئاً مزعجاً جداً بنسبة لنا ، ولكنه ليس نهاية العالم.
والسؤال التالى الذي نسأله لأنفسنا هو : " هل أخذنا الأمور بجدية زائدة وأعطيناها أكبر من حجمها ؟ "
هل لا حظت على سبيل المثال أنك تضيع أسبوعاً كاملاً بلا نوم ، للتفكير في أمر ما لن يضيع أحد أصدقائك ثانيه واحدة للتفكير فيه ؟
ذلك اننا في أغلب الأوقات نبالغ في تقديرنا للأمور . فنعتقد ان العالم كله ينظر إلينا . وليست هذه هي الحقيقة . وحتى إن كانت ، فلا شك اننا نعيش الحياة بأفضل طريقة متاحة لنا .
السؤال الذى ينبغي لنا أن نسأله لأنفسنا بعد ذلك : " ما الذي تعلمناه من هذا الموقف؟
" فعندما ندرك طبيعة الأمور ، وتخبو وتضعف حدة تلك الأشياء التى مرت بنا يمكننا أن نتعلم من الأمور الأوقات الصعبة .
فعندما تمر الأيام الصعيبة تعود الأشياء إلى توازنها الأول ، وبذلك ندرك أنه يمكننا أن نتعلم من معاناتنا ،
وإلا فلماذا نعاني إذن ؟ . إن أسعد الناس هم الذين يرون دائماً في أوقات الشده التي مروا بها دروساً مفيدة .
فهم لا يفقدون ثقتهم بأنفسهم ويرسمون دائماً ابتسامه على وجوههم ، فهم يؤمنون بأن الأمور ستتحسن وأن مثل هذه المحن والشدائد تخلق أشخاصاً . ومع أن هذا القول سهل ويسير إلا ان الاتزام به أمر صعب.
وسؤال أخر هو : لو أن الأمر خطير بالفعل هل سأكون على مايرام خلال الخمس دقائق المقبلة ؟ فبمجرد أن تنجح في أجتياز هذه الخمس دقائق بسلام ، أجعل هدفك أن تجتاز الخمس دقائق الأخرى القادمه بسلام وهكذا تدريجاً حتى تتخلص من جميع مخاوفك . أيضاً ؛ أشغل نفسك دائماً ، أعط لنفسك ولو خمس دقائق تقوم فيها بشيئ يفرغ طاقتك . فنحن دائماً نشعر بتحسن أكبر عندما نكون مشغولين وبعيدين عن التفكير .
ما الذي يمكننى فعله أيضاً ؟
قد تكون أفضل طريقة تشعر من خلالها بتحسن شديد ورضا عن النفس ، القيام بشيئ من أجل الأخرين . فالقلق المفرط و الخوف ينبعان من الانشغال الزائد بالنفس .
فمن الأفضل أن تمنح الأخرين بعضاً من وقتك . ففي كل مرة تجعل الأخرين يشعرون فيها بالسعادة سواء كان ذلك بإرسال زهور لهم ، أومساعدتهم ،أو زيارتهم ، فتشعر بتحسن كبير ! فهذا شعور تلقائي وبسيط ورائع .
الخلاصه
إن وطأة الأزمات تهون بعض الشيئ إذا ما تعاملنا مع كل منها على حدة . وكلما كنا اسرع في إدراكنا أننا نكتسب أشياء جديدة من التجارب التي نمر بها ، أصبح من السهل علينا أن نتعامل مع هذه التجارب وأن نجتازها بسلام .<!-- / message -->
عدد زيارات الموقع
1,306,903
ساحة النقاش