(رحلة الوجع )
أنني لأذكر ...
ذاك اليوم الرهيب ...
في عرس ...
وداعك انت مشينا ...
بموكب الذكرى...
للموت العجيب ...
وحرقتي والآخ...
والدموع والأحبة ...
وراح الصبر ومن ...
اين الصبر نجيب ...
وهنا نواح وصراخ ...
وهناك عويل ...
وبكاء ودموع ...
وتعداد مزايا ونحيب ...
وسرنا بك محمولا ...
على اﻻكتاف ...
نطوي الشوارع ...
ونراكض بعرس مهيب ...
ويغالبني الشوق ...
لذكراك فتنهمر دموعي ...
وأكاد أختنق لمزاياك ...
لفراقك ، يا حبيب ...
والنسوة يزغردن ...
وينثرن الورود والأرز ...
على موكب ...
عريس الترب ...
شاب لبيب ...
ونحن في ...
طريقنا الى ...
مآواك لفتتني ...
تلك الفتاة ...
حبيبتك أم النصيب ...
تقدمت نحو الجموع ...
وأستوقفتنا راجية ...
ودموعها تنهمر عبرا ...
بنظرة وداع كئيب ...
وخطت خطوتين ...
ووضعت وردة وقبلتك ...
وقالت ربي ...
أرحم وأغفر ودعائي ...
أستجيب ...
ومضينا وكان ...
الصبر حرجا ...
بذاك الوقت ...
والزمن يمضي بنا ...
وكان الوقت صعيب ...
وأقبلنا على ...
منزلك الأبدي ...
بحجر وكراكيب ...
ووقفنا صفوفا ...
نشكو فراقك وندعوا ...
وصلينا عليك ...
صلاة الموت ...
عند المغيب ...
ونواري ذاك الشاب ...
رفيق العمر بأحلام الثرى ...
واحسرتاه ...
على ما مضى ...
من شباب وشبيب ...
انت اليوم ...
نلحدك يا رفيقي ...
وأنا غدا ....
وكم من اجيال ...
أكلت الترب ...
بموت ودبيب ...
وسأعيش على...
ذكراك ما حييت ...
يا عشيري ...
وسأتذكرك ...
بدموع ونلتقي ...
ربما اللقاء قريب ...
وأمك الحنون ...
ماذا اقول لها ...
تعاتبني لغيابي ...
وطوله عنها ...
وتصفني بأوصاف ...
من روائح الطيب ...
وتشمني وتبعثر شعري ...
وتداعب خصلات الشيب ...
وأخواتك ينظرن ...
بشوق الملهوف ...
وحنينهن يغالبهن اليك ...
يروني بك اخ ...
ويكثر حرق اعصابهن ...
لفراقك ولموتك ولفقدانك ...
الغريب ...!!!
للشاعر زين صالح /بيروت لبنان