و أنتِ لي
قصيدة \ و أنتِ لي \
من شعر الشاعر \ جمال الشرقاوي \
(1)
حبيبتي
جميلة ٌ كالطفلة ِ
تسيرُ بين جـَـنــَــبَـاتِ شارعُنا
كلمَّا رأيتـُـها
تأخذ ُ مسامـعـُـنا
تخطفُ عيوني
إلىَ جسدٍ يُشاغلـُـنــَـا
(2)
طويلة ٌ بيضآءْ
عيونـَـها خضرآءْ
تسيرُ عيوني في أجوائِها
بين التضاريس ِ و القبابِ
تسيرُ عيوني علىَ بشرة ٍ
هىَ و الرخام سواءْ
ليس لي منها مآبْ
تتوهُ عيوني
بين هضابٍ و جبال ِ
مِن قــَـدَم ِ الأرض ِ لشَـعَـر ِ السماءْ
(3)
إذا تكـلـَّـمَـتْ
فالنهدُ مرفوعٌ في كبريآءْ
أو تحَرَّكـَـتْ فالردْفُ يرقصُ
كأوراق ِ الشجر ِ في فصل ِ الشتآءْ
(4)
تهجمُ أفكاري علىَ شفتيها
تقبيلاً و تمزيقا
لو ابتـَـسَمَـتْ لا تتسِعُ أحضاني
لكومة ِ الوردِ الجوري تطويقا
و لو لم تلقْ تحية َ الصباح ِ و المساءْ
لـَـفــَـرَ النبضُ مِن قلبي رُعْبَـاً و تفريقا
و لو لم ترُشَّ عطرَ السلامَ
يُرْعِدُ الشوقُ في كياني إعصار ٍ و تحريقا
إذا كلـَّـمْـتــُـها تلـوَّتْ و تـثـنـَّـتْ
و اتــَـسَـعَـتْ عيونـُـها و لــَـمَـعـَـتْ
و ظلـَّـتْ رغمَ الحياءِ
تــُـحَـدِّقُ فِـيَّـا تدْقيقا
و ظلَّ شوقــُـها صوتاً رخيماً
كَـمُـرْسَـل ِ الشـِّـعْـر ِ يصْدَحُ
بحروفِ الحبِّ تفخيماً و ترقيقا
(5)
و أظلُ في كلِّ أحلامي
أقولُ لها إني أحبُّـكِ يا صغيرتي
رغم ِ ما بيني و بينِك مِن زمانْ
و أظلُ أهجمُ علىَ قلبـِـها
كفارس ٍ يدْفعُ عن أوطانهِ العدوانْ
و لا أبكي و لا أركعْ
و لا يهمُنِي الشيبَ في رأسي
و لا تعاقــُـبُ الحَدَثــَـانْ
و لمْ أعُدْ أعبَـأ ُ بالوقار ِ
و لا بالجرح ِ إذا هُزمْتُ
فالبحرُ يجري للأمام ِ رغم ِ ما بهِ مِن الغــَـلــَـيَـانْ
ماض ٍ أنا كالسيف ِ إليكِ حبيبتي
لِأسَجـِّلُ اعترافُ أني أحبُّـكِ و أنتِ لي
بماءِ الحبِ لِكلِّ إنسانْ
القاهرة \ ديسمبر \ ليلة الجمعة 18 \ 12 \ 2015 م \ الساعة 17 و 3 ليلاً \ جمال الشرقاوي \ كاتب و شاعر \