ذهبوا الذين أحبهم
وحدي سأعبر الظلام
وأحتفي بلا رفيق
وأصوغ فلسفة الجِراح
بمرارة الألم العميق
وبروعة الإصرار من
بُؤسي المبلّل بالشهيق
رغم المخاطر والجراح
وعواصف الموت العتيق
هيمان ضاق به الوجود
وضاق بالعيش الأنيق
أمضي نهاري كالشريد
وليل حالك بلا بريق
تجذّه الأوهام آه
يقدّه خيطٍ رقيق
وحدي أُدينُ بالبكاء
وبخيبة الأمل الرفيق
والليل يرقص حولنا
ببشاشة الأمل الغريق
عبث الشقاء بناضِري
وأختفى شفق الشّروق
لا خل يُؤنس وحدتي
في زحمة الغسق السحيق
وأبي وأمي والصِّحاب
تنكّروا وقت المضيق
وتنمرّوا كل الرِّفاق
وعافني حتى الشقيق
ذهبوا الذين أحبّهم
بمعيّة الزمن العريق
جفّت على هُدبي الرُّؤى
ولم يعد في الفم رِيق
أروي الثّرى من أدمعي
يلوكها كما يُليق
لا آخر لدموعِنا
ولا نِهاية للطريق
يا نجمة الصّبح اشرقي ؟
لأستمد منك البريق
وإقلعي نحس الخريف ؟
من دربنا حتى العُروق
قصف الدّجى طريقنا
وأشعل فيه الحريق
وشِراع عُمري أنطوى
أطفأته ريحٍ صفيق
وتناثرت أحلامنا
في ثورة الوطن الغريق
أين السعاد والطريق
تصدّني أين الصديق ؟
دعني لأحلامي وضَع ؟
حداً لتجار الرقيق
عفواً إذا ما استأسد
هِرٌّ يخاف من النعيق
كيف السبيل إلى الصباح
وكل من حولي يضيق
ومتى تزول غُيوما
وتثور في صخبٍ صفيق
وكم من العُمرٍ انقضى
لنصبر حتى تُفيق ؟
...............................جمال العامري م 28 / 12 / 2015