إن نامت انثى مقبلة على الحياة في هوى أثرى روحها و أغنى نفسها و اطعم جسمها وأحيى وجدانها و زرع فيها نبات الحياة و أيقظ فيها الرّغبة و اشعرها بالأنس و الرّضى فإنّها تستقبل صباح يومها الجديد راضية مرضيّة و باسمة ضاحكة و خفيفة مرحة.وقد تستعجل النّهوض لعلّها قد ارتوتْ بماء الحياة فتفتّق عودها عن براعم جديدة طريّة من الورد و تفتّحت فيها أكمام الزّهورتعبث فوقها الفراشات لاهية مطمئنّة, وصار وجهها بريئا كوجوه الولدان, و جرى حديثها أنهارا من الرّضى و الحبّ و الغزل فتصير بذلك الوجه الجميل للحياة
و إذا نامت تلك الأنثى في نكد معزولة و منفردة و مستوحشة الفراش و غريبة عن طبيعتها البشريّة و طبعها الآدميّ بعيدة عن ميلها الفطريّ إلى ذات ترغب و تعشق و تحبّ فإنّ أبواب كل نار مهيّأة للفتح فتصير الوجه المرتبط دائما بالشرّ و بالكائنات المتوحّشة و المنحرفة و المنجرفة إلى العداء و المريضة و المعلولة و المسكونة بالشّياطين و المتأهّبة للخصام تنفّر النّاس جميعا وقد تستبطىءُ الخلاص من الفراش لثقل القبح في النّفوس و أثره في تغيير السّلوك......
مقطع من مخطوطة روايتي الجديدة
أحمد بو قرّاعة