بــــقلم الـــشاعرة الجزائرية: فاطمة حــمادي
***** والــــــــــــــــدي*****
---- والــــدي -----
في هذا اليوم الموعود
سرتُ وإيـــّــــــاك سوياً ....
مشينا بضع خطوات
لحظتها تمعنت في غموض
عينـــــــيك ملـــــيا....
أحسستُ تعبك ...تألمتُ
لأجلك ...أحسستُ ما عانيته
من الزّمن عتـــيا.....
والدي....يا أنا...يا نفسي....
يــــــا كُلّي....يا....كُلّي....
والدي... يا حناني وحزني....
يا سعادتي و......أملي....
فأنا بعض بعضك....
وأنت أنا...وحقيقة أملي...
بكيتُ أشعاراً بكلّ الفصول...
ذرفتُ الدّموع أمطاراً وسيول...
وغنيتُ بلغة الرّبيع...ونثرتُ
بضحكاتي كلّ أنواع الزّهور...
لأقـــــــول لك: أنّـــك نــــبض
ما بــــــين ضــــــلوعي....
خــــوفك وحـــزنك هــــزّ
أركان أرضي وقلوعي....
لوهلة ضاعت سفينة حياتي ....
وتمنيت نقطة لــــــرجوعي.....
ليلة طويلة كانت من السّهر...
من العذاب...من القلق القاتل
وللأمان أعلـــنت جـــوعي
الفاتح من جوان كان دربي...
حين مشيتُ في خطى متسارعة
تحــــت دمــــــوع المـــطر...
غرفة الإنعاش كانت مقصدي
حينها أدركتُ أنّ ربّ العزّة....
قــــــــــــد أمـــــــــــــر.....
ليكتب لوالدي عمراً جديداً....
فوق شــــــقاء العمـــــــر....
وصلتُ أخيرا ....ارتميتُ
بين أحضانك....قبلتُ يديك...
وفي جبينك بين عينيك....
حمدتُ الله العظيم على رحمته
ورفعتُ بالشّكر له راحتيّ وراحتيك...
في جوف هذا الألــــم....في عمق
هـــــــذا الصّمت الصّاخب......
لا يُـــسـمع في هذه الغرفة سوى
التّأوهــــات والأنـــــين اللاّهب ...
الذي أحرق فؤادي ....في نهاية
هــــــذا اليوم الغــــــارب....
العمر فيه نَـــفَـــس ذاهب ....
نفس غير آيـــــــب(عائد)....
معذرة والدي....تركتك وقلبي
يتمزّق ألماً وحدك.... لا ولداً
معك ولا صاحب.....
سمراء الليل