الحسّونُ الحالم
*********
يا غُبْنَ ريشاتٍ نتَفْتَ مُتيّماً يا طائرَ الحسّونْ
لِتَشيدَ مِن دمِها ومِن ألْوانِها وَكْرَا
حنّيْتَهُ مِن وجْنتيْكَ وزعفرانِ البَوْحْ
وعصرْتَ فيه الطّلَّ من جفْنِ الدُّجى خمْرَا
ولَقَطْتَ من لُبِّ الزّهورِ حُشاشةً
ونثرْتَها في حضنِهِ ريّانةً عِطرَا
أَشْهدْتَ عنكَ العاشقاتِ من الطّيورْ
فعزَفْنَ سمْفونيّةً مجْدولةً سِحْرَا
ونثرتَ قُبْلاتِ الأصيلِ على هفيفِ الرّوحْ
وقَطَرْتَ ريقَ الشّمسِ في حافاتِهِ قطْرَا
ووقفْتَ تنتظرُ الجميلةَ في فِناءِ الدّوْحْ
لكنّها مرّتْ وقد نظرتْ لهُ شَزْرَا
لا ترْتجِفْ يا والِهَ الحسّون من وَجعِ الْجَفا
لا تبتئِسْ من بُعدها قهْرَا
قَدَرٌ بأنْ تهفو لأسْرِ البدْرِ في أقفاصِ ريحْ
والبدرُ مثلُ الرّيحِ يأبَى للهوى أسْرَا
هسْهِسْ جواكَ على رموشِ قصيدةٍ
سَتَرى بأنّ الحرْفَ مثلُ الحُبّْ
يبدو أنيقًا إنّما لا يمْنعُ الكَسْرَا
( علقمة اليماني )