جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
واحةُ الذّكرى
°°°°°°°°°°
يا واحةَ الأحلامِ والأشجانْ
لمّا تَريْن حبيبتي أسْرتْ
تُبرِّدُ باكرًا أطرافَها في نبعِكِ الرّيّانْ
لا تبْخلي عنها بماء الوَرْدْ
فلطالما دلّكتُها فَجرًا بعطر الياسمينْ
ودهنْتُ كاِحلها بزيْت الزّعفَرانْ
وبريشِ طاووسٍ رسمتُ الخدَّ نجْماتٍ
لها دَلٌّ يداعبُها قمرُ الزّمانْ
وسراجُهُ من نورها الفتّانْ
ونقشتُ في أقدامها شعرًا شجِيّ اللّحنْ
ومِدادُهُ من دفْقةِ الشِّريانْ
واذا تغنّج خَطْوُها كبِدَ الضّحى
فلديْكِ خلْفَ الرّبوتين عريشتانْ
مُدْهامّتانْ
تسمو على الأغصانِ تيهًا نخلتانْ
تتعانقانِ وتلثمان أحداقَ الزّمانْ
فلتحْمليها في كفوفِ الرّفقِ مثل فراشةٍ
ولْتُسنِديها جذعَ إحدى النخلتيْنِ وحرّكيهْ
يُسقِطْ عليها الرّطْبَ وضّاءًا كحبّاتِ الجُمان
فلطالما أطعمْتُها شهْدًا مُصفّى
ولها رمشي سريرٌ من حريرٍ الشّوقْ
وهي تهوى الحضنَ في ذاك المكانْ
وإذا تورّدَ جفنُ شمسِكِ في ذُؤاباتِ السّماءْ
فلتصْبغي خصلاتِها بالعشقِ والحِنّاءْ
ولْتُلبسيها شهقةَ الليل المُعتّقِ طيْلسانْ
لكنْ رجائي واحةَ الذّكرى وأشجانِ الهوى
لا تُخبريها أنني أفشيتُ أسرارًا لها
أو أنّني أُمضي الليالي ساهرًا
في حافة الوادي أناجيها وأُلْبِسُ طيفَها
بُرْدَ الهوى من فوقِ غُصن الزّانْ
( علقمة اليماني )
جريدة حروف الشجن الابداعيه منبر لكل المبدعين
رئيس مجلس الاداره
الشاعر محمد سلامه علوان
نائب رئيس مجلس الاداره
شاديه على