إلى أصحاب العروش الورقية
لَكُمُ العروش ملوثاتُ ُ
فامنحوها عشقكم
طوفوا بها
ولتشربوا نخْبَ الدياثةِ والعبيدْ
لَكُمُ الحشود من الدراهم
فامنحوها شوقكم
ابنوا بها أمجادكم
وتساقطوا فوق البغايا
فوق جفنات الثريدْ
لَكُمُ الوسائد
فامنحوها نومكم
أما أنا
حُزْنُ النوارس في الشتاءات الحزينةِ
في الليل الشريدْ
لَكُمُ البغايا فامنحوها ليلكم
أما أنا حُزن الثكالى
دَمْع الأرامل والصبايا
صرخة الأطفالِ
.. دَمُ الشهيدْ
لَكُم وثَـنُ ُ
ولي رَبُّ القصيدْ
وحيُ ُ من الكلمات يزجرني
إذا ما نِمتُ فوق اليأس مهموما ً بليدْ
كلما أغمضتُ عيني
تركلني صياحات البراءة
باحثاتٍ عن نجاهْ
والراحلون بلا أوانْ
فوق اليدين الأمنياتْ
ماتت على جَـفـْن الورودْ
إني أنا وحدي
تجرعتُ المساءات الحزينهْ
ورأيتُ أحلام الطفولة تُـنْـتَـزعْ
ورأيتُ القدس مصلوباً
وعين القدس تدمعْ
ورأيتُ أطياري بلا عشٍّ
ورأيتُ أوطاني بلا وطنٍ
ورأيتُ أعراض النساءْ
تستصرخ القوم النيامْ
تستصرخ القوم اللِئامْ
يا أيتها الدُّمَي الورقيهْ
أين الحَمِيَّهْ
لكنكم
بعتم حياء الوجه من زمنٍ بعيدْ
قد بِعتمُ الأمجاد في سوق العبيدْ
يا عابدي هذي العروش
هذي العروش بنيتموها من جماجم إخوتي
وأقمتموها فوق أجسادٍ تكبلها القيودْ
فلترقصوا طرباً على عرض النساءْ
وعلى جماجمنا أقيموا عُرسكم
.. فوق أحلام الصبايا
.. فوق أجداث الجدودْ
جَفَّت كرامتكم
ومات صهيلكم
ودماؤكم قد غادرت ذاك الوريدْ
يا عابدي هذي العروش
أنتم على الأحرار من وطني أسودْ
لكنكم
حِمْلان صهيون اللعينةِ
أوفياءُ ُ للعهودْ
يا أيها الوطن الجريح المستباحْ
إني أنا
شوق الحناجر للصياحْ
شوق المدائن للصباحْ
حلمُ ُ تأجَّج في صهيل الروحِ
يوماً
سوف يصرخ بالنشيدْ
يا أيها الوجع النبيلْ
إني سأنسج من جماجم صبيتي
شمساً لتشرق في الوجودْ
إني سأحفر من دموع ثكالتي
شلال نورٍ يحمل الفجر الوليدْ
إني سأبني من حُطام مدائني
وطناً وقد كسر القيودْ
سأصوغ من وجعي فلسطينا
وقد لبست جديدْ
سأعيد رايات الكرامة سامقاتْ
يوماً سأوفي بالوعودْ
سيعود لي الأقصى
وجرح النيل مندملُ ُ
يراقص ذلك الزمن التليدْ
ومع الفرات الشام تشدو بالقصيدْ
تزهو عيونك يا رياض ويا خليج
وشموس برقة و الرباط
تراقص الخرطوم في اليمن السعيدْ
تونس الخضراء تزهو
والجزائر واحة الزمن العَـهِـيدْ
أمحو غبار الرق عن وطني
فيعود يضحك ذلك الزمن المجيدْ
يا أمة ً مكلومة ً
قد راح قلبي في ثنايا حبها
متناثراً شوقاً عميدْ
إني أنا البركان يوماً
سوف ينسف كل قيدٍ
أو حدودْ
فجرُ ُسيولد من عيون الليل
جباراً عنيدْ
إني أنا الحزن الذي
يوماً
سيصنع ألف عيدْ