جريدة حروف الشجن الابداعيه

منبر ادبى لكل الشعراء العرب



كثيرما يرتبط اسم شاعر بمدرسة او اسلوب او جذوة يختص بها ، وبهم ما يختص بشعور يركض وراءه طيلة ايام المتعبة بالشعر ، في السبعينات قدم د. عبدالغني الملاح سلسلة في مجلة الثقافة الصادرة في بغداد ان شعور المتنبي بأنه عظيم نبع من تصورات انه ابن الامام المهدي الذي يظهر اخر الزمان وقد حاول ان يثبته من خلال شعره وان جاء بروايات كرواية الوشاء او غيرها الا ان الاثبات الاساسي والمرجع الاول يعود للشعر . 
وهنا نطرح السؤال : هل فعلا يفصح الشاعر عن مكنونه ( سره يبيحه في شعره) ؟ 
لقد ذكرني الشاعرالعراقي ابومهدي صالح بذلك حين قرأتُ البيت :
وقد يطول غيابي عنكمُ زمناً
لكنَّ لقاءكم يبقى لنا سرمدا
في مقدمة كلامية على الفيس قصيرة توضح انه كتب هذا البيت وآلامه مبرحة وانه قد لايلتقي بأصدقائه . 
في البيت مغزى وحكمة وفيهما استخدام الفعل المضارع للحياتين لكنه اختار يطول والاطالة لابد لها من نهاية فالشطر الاول :
- عبرفيه عن مكنون نفسي ان مرضه له نهاية
- عبر فيه عن مكنون اعتقادي ان الدنيا قصيرة.
-عبر فيه ان تبادل العمر كما تتبادل حروف الجر وامنياته لاصحابه بطول العمر
اما الشطر الثاني اختار يبقى وهو فعل لا حد له ومنه اشتق كلمة البقاء ودليله على الا نهاية القرآن الكريم ((( ويبقى وجه ربك))) فالحياة الاخرى للجميع ويحتاج ان يؤمن وهو آمن بأن يلتقي بهم هناك ولم يحدثنا عن اللقاء باللجنة او النار كما يؤمن لكن ترك اشارة للجنة وهي (( لنا)) فأمله بالله كبير ان يدخل الجنة وبما انه يدخل فاشارته الجمعية ان كل معارفه معه . 
قد يكون حلم الجنة منذ ان اصبح يتيما ويسمع ان اباه بالجنة وان اليتيم الدنيا مهما اتسعت فهي ضيقة 
العيد لا يأتي يوما الى حزنٍ
اويطرق الباب على قلب يتيم
فالحزن ان صاب قلبا لايفارقه
ان كان في فقر اومال تميم
ومن الواضح جدا ان اليتيم لايتذوق طعم العيد ابدا بل العيد لايطرق باب اليتيم كما نراه فهو افصاح تام عن مكنونه ثم يؤكد ذلك بالبيت الثاني ان الحزن لايفارق اليتيم ابدا ان كان هذا اليتيم فقير او انه صحاب مال كثير جدا جدا كما تعبر عنه كلمة تميم وهذه الصورة الحزينه دائما نلمسها في شعره حتى انه في قصيدة ( الجوال) من ديوانه ( بكاء من ضريح الحسين) وهي من الحر يصف لنا عالمنا اليوم من قتل وتهجير وذبح اذ ان الجوال شخصية خرجت في معركة الحسين ع ليضع كيسا على ظهرة يجمع الرؤوس ويصيح رؤوس ... رؤوس ... رؤوس معلنا انه تجول في بغداد بالعامرية وهو ملجأ قصفه الامريكان وان الجوال سيحمل رؤوس العرب جميعا من التكفريين وال سعود وهذا ما جعل نظام صدام حسين يلغي الديوان ويصادر جميع النسخ التي لم تر النوروجر الى التحقيق لكنه خرج اخيرا وبقى جواله معه باجزاء اخرى يتداولها الاقرب اليه كانت قصيدته تعبر عن موروث اليتم حين انه كان ينتمي للحسين ع فهو يتيم ليس الآن او قبل بضع سنين بل يمتد يتمه الى ١٠ محرم سنة ٦٠ هجرية بل فيها ملامح اكثر الى سنة ٤١ هجرية بل هناك عمق يمتد الى ابعد في سنة ١١ هجرية حين انتقل الرسول الى الرفيق الاعلى وهذا واضح في قصيدته العينية الرائعة التي سجل بها تاريخ العراق واوجاعه ومطلعها
مستنفع قديرى مافي حيازتنا
ملكا له والناس كلهم تبع
ماجاع في بيته مصرانه ابدا
مادام مصراننا في فمه رضع
وهو يتحسس ظلم الحكام وان كانوا من طائفته لذا سمى قصيدته حكومتي الذي ختممها بان حكومته حكومة على وهي الميزان فالانسان اي كان معياره تلك الحكومة وهو مكنون عاش معه وكان شعوره به كشعور يتمه وقد يكون يتيما لهذا السبب حتى له قصيدة نثرية في ديوانه( توم وجيري)
ايرضيك هذا ايها المهدي
حكام مدعون
غوثاك كم حملنا من آلام السنين
ومن يتمك زاد يتمنا انين
منحنيات ذاته تشير الى ان الشعر صادق فيه لكن هل هذا مقياس على ان الشاعر فعلا مؤمن بما يقول او انه جزء من حياته او افراغ لمكنوناته
لقد مدح صدام على الرغم من كرهه له وعدم انتماءه للبعث وسأله صديقه فقال(( في الادب كلمة رائعة : أعذب الشعر اكذبه )) هذا يعني يفند ما سطرناه في لقاء معه قال: نحتاج الى مسافة وكل شعري صادق الوجدان .
اذا كيف نميز ذلك؟وجدت على ديوانه المخطوط (( الهنابث)) وهو مدح لصدام حسين كلمة كتبها بورقة صغيرة ملصقة به بعد السقوط(( كلمة واحدة تغير الديوان من المدح للذم)) وحين سألته قال : لهذا قلت كل شعري صادق حتى في اخطاءه الاملائية ، والنحوية فانها مقصودة ؟
رحلة مضنية مع الشعر والوطن ففتحت مصاريع جوارحه ليكتب بكل قوة عن هجرة العراق ويعتبر ان هؤلاء اصبحوا ايتاما وهم لا يشعرون
حجت عليك المنية يا سفينتنا
والسفن في نجواها انت في غرق
بل تألم اكثر وطال به الالم حين بدا يرى البعض يهرب والبعض يموت وكأن الجوال جمع كل رؤوس العراق من الطف بل العراق كله طف 
ان العراق لطف اذ يلج دم
مضرج الاردان ضاحك بسم
لاتزال بسمة الام الجريحة ولايزال هو كذلك يرى ان يبتسم للناس فقط اما ما بداخله حزن
ما سرني عيدا او زال من ألمي
بل زاد حزني ياليلى بخلاني
لكني رأيت من الناس فرحتهم
وجهي لهم باسم والقلب حزنان
لربما انتماءه للارض كذلك يفضحه شعره فكثيرا ما كتب عنها ربما لانه ابن قرية وشعوره ان الناس التي عاش بينهم ظلموه كما ظلم قبل ١٤٠٠ سنة له فدك في حاضره وفدك في ماضيه في ديوانه (( السباريت)) الذي يعني الارض القفر وهو من النثر
ذبحوها
وزرعوا في نحرها الأسل
كما في ديوانه (( الصفاريت)) ويعني الفقراء قصيدة عائشة وهي تجربة عالية جدا من امتزاج البحور وكذلك قصيدة يا أمي كلها توحي الى مزج ارضه به وكأنما هي التي ولدته ومن هذا الحب كان انطلاق مكنوناته من قرية صغيرة في محافظة ذي قار الى وطن كبير
ادلة من الشعر تشير الى سلوكيات الشاعر من حب وكره وغربة ماتسمى ( مكنونات الشاعر) قد نراها نحن ببساطة لكن تبقى المقولة الاهم : المعنى في قلب الشاعر

 

elwan2020

جريدة حروف الشجن الابداعيه منبر لكل المبدعين رئيس مجلس الاداره الشاعر محمد سلامه علوان نائب رئيس مجلس الاداره شاديه على

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 19 أكتوبر 2015 بواسطة elwan2020

جريدة حروف الشجن الابداعيه

elwan2020
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

50,275