تعريف
توجد العديد من الوظائف السلبية للأسرة تجاه الابن المعاق ذهنياوالتي من أهمها أساليب التنشئة الاجتماعية الغير سوية من الأسرة تجاه الابن المعاق والتي تتراوح من الإيذاء البدني والنفسي وإهمال أوعزل الابن المعاق من الأسرة عن المجتمع، هذا وتقوم الخصائص الأسرية بدور كبير في التأثير سلباً على استعداد الأسرة لرعاية الابن المعاق والقيام بوظائفها تجاهه .
- الخصائص الأسرية:
- انخفاض المستوي التعليمي للأسرة.
- قلة الدخل الاقتصادي .
- الاضطرابات النفسية والصحية التي يعاني منها الوالدان.
- أساليب التنشئة الاجتماعية غير السوية تجاه الأطفال المعاقين ذهنيا
يتعرض الأطفال المعاقون ذهنيا إلي العديد من أساليب التربية والتنشئة الاجتماعية غير السوية في البيئة الأسرية وتتفاوت هذه الأساليب من العنف والإساءة البدنية والنفسية إلي إهمال المعاق ذهنيا ونبذه انفعالياً ونفسياً.
وتعد الإساءة الموجهة ضد الطفل المعاق من أخطر أنواع الإساءات الموجهة للأطفال نظراً لما لها من آثار سيئة عليه حيث يتحول الطفل إلي موضوع لعدوانية الكبار جسمياً وانفعالياً مما ينعكس سلباً على صحته النفسية حيث يتحول إلي الجنوح والعدوانية .
العنف الأسرى :-
أنه استعمال القوة المفرطة ضد أحد أفراد الأسرة بالقدر الذي يسبب الأذى الجسيم أو الموت ، والعنف الأسرى على هذه الشاكلة لا تقره الشرائع السماوية ولا القوانين الوضعية ولم تعرفه تقاليد المجتمعات العربية القائمة على أساس الأسر الممتدة التي تربط بين أفرادها المحبة والاحترام المتبادل وفي ظل متغيرات العولمة أصبحنا جزءا من المنظومة الكلية للمجتمع الدولي ، فالأسرة العربية أخذت طريقها إلى الانفتاح على العالم الخارجي من خلال الدراسات التي تنتشر عن العنف الأسرى في المجتمعات العربية ، وتشير كثير من الدراسات إلى ارتفاع معدلات العنف الأسرى في المجتمع العربي ورغم ذلك نجد أن الإحصائيات المنشورة عن العنف الأسرى لا تشكل كل النسب الحقيقية وهذا يعود لعدة
- أسبابها:
أن المجتمع العربي مجتمع محافظ ومترابط يهتم بسمعة العائلة ورد الفعل الاجتماعي على أي تصرف سلبي يحدث في الأسرة حتى لو وصل إلى حد العنف وبالتالي تستطيع الأسرة خاصة رب الأسرة احتواء أي بوادر للعنف الأسرى ويتم حل المشكلة دوما بحيث لاتصل إلى علم السلطات ولا تسجل في السجلات الرسمية ،وقد أكدت دراسات متعددة علاقة الارتباط بين الإعاقة والعنف ففي دراسة حديثة حول العنف الذي يتعرض له المراهقين في عينة من المجتمع في محافظة بنى سويف أجرتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع كلية الطب ووزارة الصحة والسكان , تمت دراسة انتهاك المراهقين بدنيا وعاطفيا وجنسيا في عينة مختارة عشوائيا في بني سويف خلال عام 1998، و العينة تتألف من 555 من طلاب المدارس بعمر وسطي مقداره 15.6 سنة ،وقد أجرى لكل مراهق فحص طبي حيث بلغ معدل انتشار انتهاك المراهقين 36.6 % وكان معدل الانتهاك العاطفي 12.3% والجسدي 7.6 % والجنسي 7.0 % والانتهاك المتعدد 9.7 % .
وتوجد العديد المداخل النظرية التي تفسر العنف ويهمنا منها نظرية الحرمان البيئي حيث ترى هذه النظرية أن البيئة التي لا تشبع احتياجات أفرادها ينتج عنها شعور بالحرمان يدفع الأفراد دفعا نحو العنف فمثلا هناك كثير من المناطق تعاني من الحرمان البيئي ويمكن على سبيل المثال ملاحظة أن صعيد مصر كبيئة تعاني من الحرمان مقارنة بالوجه البحري في كثير من الخدمات والمرافق والاستثمارات ولذلك انتشر العنف في الصعيد أكثر من الوجه البحري.
أساليب التنشئة الاجتماعية القائمة على الإساءة الجسدية للمعاق:-
إن إساءة معاملة الأطفال ظاهرة سلبية لها آثار مستقبلية على الصحة النفسية والعقلية للطفل بوجه عام وللطفل المعاق بوجه خاص، كما أن العنف الموجه ضد الأطفال المعاقين ذهنياً قد يطور حالاتهم العقلية إلي الأسوأ بحيث تصل إلي مراحل متقدمة ومستعصية على العلاج في حالة تعرضهم المتكرر والإساءة من قبل الأسرة أو المدربين في مراكز التأهيل والمدرسين في المدارس الخاصة نتيجة إخفاق الفئات السابقة في التعامل مع حاجات ومتطلبات أبنائهم من ذوي الإعاقات المختلفة عموماً والعقلية منها تحديدا ويؤكد الباحث أن هناك بعض الأبحاث والدراسات أشارت إلي أن الأطفال المعوقين عقلياً هم أكثر الفئات تعرضاً للعنف والإساءة نتيجة أن هذه الإعاقة قد تكون مصدر للضغط والتوتر للأسرة .
- مفهوم الإساءة للأطفال :-
يقصد بالإساءة بوجه عام أنها تصرف يحدث في محيط الطفل الصغيرأو الكبيروالذي يعوق جهوده في أن يصبح إنساناً، ويتضمن هذا المفهوم صور متعددة للإساءة للطفل مثل العدوان الجسدي أو النفسي أو الاعتداء الجنسي أو التحرش والاستغلال والإهمال.
إساءة جسدية وإساءة نفسية وانفعاليةوإهمال الطفل وعزل الطفل من الأسرة والمجتمع.
- مفهوم الإساءة الجســـدية:-
أفعال يقوم بها الوالدان أو أحدهما تتسم بالعنف الموجه نحو الطفل مما يؤدي لإصابته بأذى جسدي، ومن المظاهر الشائعة لهذه الإساءة (الكدمات - التجمع الدموي - الحروق - الجروح - الخدوش) في أماكن مختلفة من الجسم، وتوجد عدة سمات لها ،أن يتوافر تعمد فعل الإساءة، أن تكون متكررة، أن تكون ردة العقل عنيفة لأي سلوك يصدر عن الطفل سلبياً أو إيجابياً،هذا وتنتشر إساءة المعاملة الجسدية بين أسر الأطفال المعاقين عقلياً بصورة أكبر من الأسر العادية اعتقاداً منهم أن هذا هو أسلم طرق التربية وضبط سلوك الطفل .
وقد قامت منظمة اليونيسيف بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة بدراسة ظاهرة (العنف الموجه ضد الأطفال في مصر) أشارت نتائجها إلي أن حوالي 37% من الأطفال يتعرضون للضرب من خلال أبويهم ، و26% من الحالات التي تبلغ عن السلوكيات العنيفة الموجهة ضدهم تحدث لهم إصابات بدنية ، كما تحدث حالات إعاقة دائمة ناتجة عن استخدام العنف .
ويذهب الخبراء الدوليون العاملون في اليونيسيف أن علاج ظاهرة العنف أو ما أطلقوا عليه تحطيم دائرة العنف يتم من خلال توعية الآباء والأسر حول الآثار المترتبة على العنف ضد الأبناء وتنمية وسائل التنشئة أو العقاب التي لا تعتمد على العنف ، سن التشريعات القانونية التي تهدف لإيقاع عقوبات قانونية ضد كل من يمارس العنف ضد الأطفال ، كذلك من خلال إدراك أن العنف الموجه ضد الأطفال هو عنف موجه ضد المجتمع ككل، وهو فعل إجرامي من الممكن السيطرة عليه من خلال إدراك فكرة أن السلام يعد من أهم الحقوق الإنسانية وهذه المسئولية تقع على عاتقنا جميعاً.
ساحة النقاش