جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بدأ المشهد الأخير لمظاهرات ميدان التحرير أمس بوضع النصب التذكاري لشهداء الثورة في وسط الميدان, ووضعت عليه أكاليل الزهور, ثم وقف الآلاف الذين احتشدوا بالميدان ليقرأوا الفاتحة علي روح شهداء الثورة. في التوقيت نفسه وفي نفس المشهد الأخير لأحداث ميدان التحرير, نجد الشباب مملوءا بالحيوية والنشاط يعمل بكل جد في تنظيف الميدان من كل المخلفات والتراب والطوب الذي ملأ الطرقات, وجزء آخر من الشباب يقوم بطلاء الرصيف باللونين الأبيض والأسود ليعود كما كان من قبل اندلاع الثورة.
|
|
هذا الشباب يعمل وهو مقتن دون أن يطلب منهم أحد ذلك!! فهذه هي الروح التي يجب أن تسود كل المجتمع المصري خلال المرحلة المقبلة.. فلابد أن يعمل الجميع ويبدأ الإنتاج والتطوير. بينما نختتم هذا المشهد الأخير بقيام عناصر الجيش التي ظلت تحمي الشعب المصري في ميدان التحرير بإزالة الحواجز الحديدية من محيط الميدان وسط القاهرة, وبدأ الجيش في تحريك دباباته وفتح جميع الطرق المؤدية للميدان, بينما يقطع هذه الأحداث مشهد رائع لأب وأم يحملان طفلهما الرضيع وقد رسما علي وجهه علم مصر, تأكيدا منهما أن المستقبل في مصر سيكون أكثر حرية وأمانا واستقرارا وديمقراطية, وبهؤلاء الشباب والأطفال سيكون المستقبل أكثر إشراقا. من جانبه, أكد عمر السيد عبدالحميد أنه جاء إلي ميدان التحرير ليشارك شباب ثورة25 يناير في عمليات التطوير والإصلاحات التي تتم حاليا بعد قرار التنحي, قائلا إن الشعب المصري أثبت للعالم كله أنه قادر علي التغيير في ظل أي ظروف, وفي الوقت نفسه علي الإصلاح بالجهود الذاتية دون الوقوف علي جهة أو هيئة معينة. ويتمني محمد سليم عبدالغني أن تأتي حكومة نظيفة تقضي علي المشاكل التي عاني منها الشعب المصري خلال السنوات الماضية, وأهم هذه المشكلات هي البطالة وتدني مستوي التعليم وانتشار الرشوة في كل المصالح الحكومية. أما محمد عبدالمقصود فيثق في إمكانات الجيش الإدارية, قائلا: إن الجيش عنده القدرة الكافية للإصلاح وقادر بكل قوة علي قيادة أي شعب بطرق علمية وصحيحة دون ظلم لأي نفس. وقال إن الجيش دائما ما يعرف بالقيادة الناجحة في الأزمات الصعبة وفي مثل هذه الأزمات أيضا, لذا يتوقع أن يحقق كل مطالب الشعب في إطار القانون والدستور. بينما أكد عبدالسلام صالح أنه يثق في الجيش ثقة عمياء, لذا فهو يضمن انتخابات نزيهة لمجلسي الشعب والشوري والرئاسة. وأعرب حسني فتح الله عن سعادته لإشراق عهد جديد علي شعب مصر, متوقعا أن يكون أكثر نقاء وديمقراطية وحرية ـ علي حد قوله ـ قائلا: أنا سعيد جدا علشان وصلنا لدرجة نجاح لم تحدث قبل ذلك ولن تحدث خلال الأيام المقبلة. وقال أحمد إبراهيم الذي يعمل بإحدي شركات الاتصالات إنه يشعر لأول مرة بمعني الوطنية وبمعني العلم الذي يرفرف في يد الصغير قبل الكبير, وقال إن كل مواطن لابد أن يثبت وفاءه لوطنه من موقعه عندما يمتنع عن الرشوة ويطالب بحقوقه ويبلغ عن أي واقعة فساد.. ودعا إلي ضرورة تبني مشروع قومي تجتمع حوله الملايين مثلما شهدنا في الأيام الماضية مثل مشروع قومي للتعليم أو الصحة. والتقطت سمر ربيع أطراف الحديث متمنية ألا تكون هذه الروح مجرد حماسة وتنتهي, وقالت: لابد أن نستمر في حب الوطن من خلال العمل البناء والانتخابات الحرة, مؤكدة ضرورة الحرص علي الا يقفز أحد علي ثورة الشباب التي اجتذبت معها مختلف فئات المجتمع بأطفاله ومسنيه, وامتدحت سارة سعيد طالبة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية الشباب الذين لم يترفعوا عن تنظيف الشوارع بأنفسهم. وقالت إننا رأينا بالفعل دور المرأة وحتي الأطفال في صناعة التاريخ ودخول المشهد السياسي وتبني الإصلاح. وتابعت مني فايق ـ ربة منزل ـ إنها الآن اطمأنت علي مستقبل مصر من خلال هؤلاء الشباب الذين يعتبرون جزءا فاعلا وحقيقيا في التنمية إن صح استغلالهم وتوجيههم, وهو ما تأكد من خلال اللجان الشعبية في الفترات التي تهدد فيه أمن المواطنين وسلامتهم, ومن خلال المطالبة بالحقوق وأيضا تبني مشروعات للنظافة والتجميل وحماية الآثار.. وقالت إن هذه الأجواء أشعرتني أنني في فرحي للمرة الثانية.. ولكن هذه المرة الحاضرون بالآلاف.
|
المصدر: الأهرام المسائى
ساحة النقاش