ولكن هذه المراكز غير مفعلة وهذا وراء قلة انتاجنا من هذه الحرف التراثية التي تعبر عن الشخصية المصرية, موضحا أن مصر عندها حضارة تاريخية مرتبطة بعصور ذات قيمة لايمكن تجاهلها لذا يمكن ان نعد البلد الأول عالميا نجاحا وانتاجا في هذه الحرف في حالة الاهتمام بها واعداد البرامج اللازمة لها بشكل متطور حديث بشرط الحفاظ علي تاريخها الجميل الذي يعد سر تفوقها. وقال إن عدم وجود خطة واضحة من الدولة للنهوض بهذه الحرف وراء تراجعها الي الخلف وغزو المنتجات الصينية لمصر ايضا, لذا لابد أن نتعلم جميعا ضرورة اقتناء هذه الاشياء والاعتماد عليها بشكل اساسي داخل المنزل وعدم استبدال المنتجات الصينية بها. وأكد عبد الرحمن أننا في حاجة الي تخفيض اسعار المنتجات المحلية بحيث يزداد الاقبال عليها نظرا لأن المنتجات المحلية تزيد ثلاثة اضعاف المنتجات المستوردة وهذا ضمن اسرار العزوف عنها. وطالب عبد الرحمن الجهات المعنية بضرورة اعداد معارض محلية وعالمية من اجل زيادة الاقبال عليها مرة اخري. بيوت الخبرة واشار المشرف علي الفنون التشكيلية الي عقد اتفاقيات مع بيوت الخبرة مثلما فعل مركز الفسطاط للحرف اليدوية الذي وقع اتفاقية مركز الامير تشارلز للحرف اليدوية, ويعد هذا المركز من أهم المراكز العالمية المتخصصة في هذا المجال, موضحا أن هذا الاتفاقية جاءت من أجل الحفاظ علي الحرف اليدوية من الاندثار, وساعد ذلك في اكتشاف ركيزة من الشباب يمكن الاعتماد عليهم في تطوير هذه الحرفة, خاصة انهم يتمتعون بمواهب خارقة في حرف مختلفة وانتجوا انتيكات فاخرة ترجع الي العصور الاسلامية. وأكد ان المركز ينظم حاليا ورشة عمل مع مركز الحرف التقليدية المقرر عقدها في اكتوبر المقبل.. من اجل تنمية الحرف اليدوية, موضحا ان المركز سيدعم المشاركين في عملية التدريب بمبلغ مادي يقدر بحوالي3000 جنيه وهذا لعدم اهدار وقتهم بالاضافة الي زيادة خبراتهم في هذه الحرف. وفي السياق نفسه قال محمد عيسوي ــ عامل بالخيامية ــ إن الحرفة كانت تشهد اقبالا كبيرا منذ فترة خاصة في الفراشة سواء كانت في الأفراح أو الجنازات أو المناسبات الأخري, أما الآن فأصبح لايقبل عليها إلا الأجانب فقط. الطباعة الحديثة وقال إن دخول الطباعة الحديثة عن طريق التكنولوجيا أثر بدرجة كبيرة علي هذه الحرفة, مما أدي إلي هروب الحرفيين إلي مهن أخري تحقق أرباحا تساعد في ظروف المعيشة. ويتوقع عيسوي اختفاء هذه الحرفة بعد سنوات قليلة إلا في حالة الاهتمام بها بتدريب أجيال جيدة وفتح أسواق جديدة وزيادة وعي الناس أيضا لزيادة الاقبال علي هذه المهنة, خاصة أنها تحتاج إلي وقت كبير يصل إلي أسبوعين أو شهر تقريبا. أما اسلام جمال اسماعيل ــ25 سنة ــ ويعمل في الحفر علي النحاس فيري أن هذه الحرفة بدأت تندثر بشكل كبير, ومن المتوقع أن تختفي تماما خلال السنوات القليلة المقبلة, وأرجع سبب ذلك إلي دخول الطباعة بالليزر. وقال إن الناس عندها إقبال كبير علي تعلم هذه المهنة ولكن عدم توفر أدوات الحفر أدي إلي تغير وجهة النظر في تعلم الحرفة والبحث عن مهنة أخري. وأكد صالح بدر الدين45 سنة حرفي صناعة الـ الحصير أن هذه الحرفة بدأت تختفي في الآونة الأخيرة وخاصة بعد ظهور وانتشار الحصير البلاستيك الذي لايتعدي سعره25 جنيها بعكس الحصير اليدوي الذي يباع بـ75 جنيها, وهنا يكمن سر عزوف الناس عنه, موضحا أن الحصير اليدوي صحي اكثر من البلاستيك نظرا لأنه مكون من الطبيعة دون تدخل أي مواد صناعية. فيما أكد محمد عبدالغني59 سنة أن مهنة الخرط العربي أرابيسك تشهد إقبالا كبيرا بعكس كل الحرف اليدوية الأخري, ولكن ذلك بشكل نسبي, حيث كان الأرابيسك يستخدم في الجوامع والقصور والأماكن الأثرية والكنائس, أما الآن فتستخدم الحرفة في أشياء بسيطة مثل البراويز وللرف العربي والحامل العربي والكراسي وعلب المجوهرات. ويري أحمد عثمان سليمان ـ ويعمل بمجال النحت علي الخشب ـ أن هذه المهنة لاتوجد لها سوق علي الاطلاق حاليا, وأن من يعمل بها لايعتمد عليها بشكل أساسي خاصة أنها لاتدر أي ربح وأن العاملين بها يعملون فقط من أجل إشباع الذات, ورغم ذلك أكد أنها لايمكن أن تختفي نظرا لأنها هواية مثل الموسيقي والشعر وهو ما سوف يبقي عليها. ويؤيده في ذلك سالم أحمد عبدالمنعم ـ62 سنة يعمل في النحت علي الخشب والحجر ـ حيث طالب بضرورة تعليم أجيال جديدة وفتح أسواق لها من أجل الحفاظ علي هذه الحرفة.
|
ساحة النقاش