ـ الباب الأول: في فضل العلم والتعليم والتعلم وشواهده من النقل والعقل:
بدأه المصنف بالشواهد المؤيدة لفضيلة العلم من القرآن الكريم، ومن الحديث الشريف، ومن الأقوال المشهورة للعلماء.
يرى الإمام الغزالي أن للعلم شرف يفرح من ينتمي إليه ولو في أمرٍ صغير، ويصيب الحزن والكدر من قيل له أنك لست بعالم.
وفي فضيلة التعلم، يؤكد الغزالي أن الذهاب لطلب العلم جهاد في سبيل الله، وفي فضيلة التعليم يرى أن العلم حياة القلوب، وأمَّا الشواهد العقلية، فينبه إلى أن غايته منها فقط تبيين قيمة العلم ومدى نفاسته، وأن من أراد أن ينال شرف المثول بين يدي الله تعالى، ويفوز بالنظر الجميل إلى وجهه الكريم عز وجل، وأن من أراد الدار الآخرة وأن يصل إليها سعيدًا سعادة أبدية فبالعلم يصل، لأن أصل السعادة في الدارين إنما يتحقق بالعلم، وأن كل خير طريقه العلم وقرينه العمل.
ــ الباب الثاني: في العلم المحمود والمذموم وأقسامهما وأحكامهما:
يبين الإمام الغزالي في هذا الباب أن العلم يدور بين أن يكون فرض عين من حيث طلبه والسعي إليه، لأن العبادات لا يمكن للمسلم أن يؤديها إلا إذا علم أحكامها من أركان وشروط، وكذلك ما يرِد ُعلى القلب من خواطر فهو أحكام اعتقادية، وأما أن يكون العلم فرض كفاية.
يُقسِّم الغزالي العلوم بين شرعية وهي ما استفاد منه الأنبياء صلوات الله عليهم، أو غير شرعية وتدور بين المحمود ويتعلق بالمصالح الدنيوية. ومنها ما يكون فرض كفاية أو فضيلة وليس بفريضة، وعلم الكفاية هو أي علم لا يستطيع المسلم أن يتخلى عنه من علوم الدنيا، والتعمق في هذه العلوم هو الفريضة. أما العلوم التي لها علاقة بالشرع، فيراها الغزالي كلها محمودة.
ــ الباب الثالث: فيما يعده العامة من العلوم المحمودة وليس منها: وهو العلم الذي لا يمدح بل يُذَم لأسبابٍ ثلاثة:
السبب الأول: أن يؤدي العلم إلى ضرر يمس صاحبه أو غيره، مثل السحر.السبب الثاني: عندما يكون العلم ضارًا لصاحبه، كالمنجمين.السبب الثالث : عندما يتعلم المرء علمًا لا فائدة تعود منه عليه.
ــ الباب الرابع: في سبب إقبال الخلق على علم الخلاف وتفصيل آفات المناظرة، والجدل وشروط إباحتها:
ويتعرض الغزالي للفقهاء الذين أعزهم الله بعز العلم، فعرفوا للعلم حقه، فطلبهم الخلفاء فكانوا يفرون منهم، فرأى بعض الناس إلحاح الخلفاء على العلماء وهروبهم منهم، فطلبوا العلم لما عند السلطان، فأصبحوا طالبين وكانوا مطلوبين، ولحقتهم الذلة بعد أن كانوا أعزة. أما المناظرة للغلبة دون طلب الحق فيرى الغزالي أنها مذمومة. ــ الباب الخامس: في آداب العلم والمتعلم:
أما المتعلم فأدابه كثيرة ومنها: طهارة النفس، عدم التعلق بالدنيا، عدم التكبر على العلم، عدم الخوض في المسائل الخلافية سواءٌ في أمور الدين أو الدنيا على السواء حتى لا تصيبه الفتنة والفتور، كما يجب على المتعلم أن يبدأ بالأهم من العلم إذ الترتيب مطلوب ولا يهجم على العلم دفعة واحدة ، كما عليه أن ينتهي من العلم الذي يدرسه أولا ثم يدخل في العلم الذي بعده حتى ينتهي منه وهكذا فالترتيب في العلوم أمر ضروري.
وأما المعلم فمن وظيفته، الشفقة على المتعلمين كأنهم أبنائه، والاقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي ما تقاضى على ما أفاد الناس فيه من علم أجرًا ولا شكورًا، والنصح للمتعلمين بالانكباب على ما يتعلمون دون التشاغل عنه، كما أن من وظيفة المعلم ردع المتعلم وتأديبه بالتعريض دون التصريح، وبالمودة والرحمة دون التعنيف والتوبيخ.
ــ الباب السادس: في آفات العلم وبيان علامات علماء الآخرة والعلماء السوء:
يرى الإمام الغزالي أن من عَلِمَ صفات علماء الآخرة سيببتعد عن علماء السوء، وأن صفات علماء الآخرة، هي: عدم المبادرة للفتوى من عند أنفسهم، ولكنهم إذا اضطروا لها تيقنوا قبل أن يجيبوا المستفتى عن سؤاله، ويبتعدوا عن التصدي للفتاوى، ويبحثون في العلم الذي يفضي إلى العمل، واتباع الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين الأخيار.
ــ الباب السابع: في العقل وشرفه وحقيقته وأقسامه:
يرى الإمام الغزالي أن من العقل ينبع العلم، فهو الأساس له، و والناس ليسوا سواء في العقول، فلا يجب على من قل تحصيله أن ينشغل بالعلم.
وقال الإمام الغزالي في الختام: (تم كتاب العلم بحمد الله تعالى ومنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى كل عبدٍ مصطفىَ من أهل الأرض والسماء!)..
ساحة النقاش