دكتور السيد إبراهيم أحمد


أحمد الله تعالى الذي هدانا لدينه الحنيف، وشرعه الشريف، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم الزاهد العفيف، الذي أمرنا بطاعة الخبير اللطيف.. فأصلي وأسلم عليه كما ينبغي أن يُصلىَ عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه، واقتفى أثره إلى يوم الدين، أما بعد: 
لقد ارتبك العقل المسلم أمام فقر الرسول صلى الله عليه وسلم حتى صار الديدن عند أغلبهم أن الإسلام إنما يدعو إلى الزهد، وأن الفقر قرين الإيمان، وكلما ازداد فقرك كلما ضمنت الحظوة الكبرى في مكانة جيدة ومقام أمين في الجنة. 
ومن أسفٍ أن الخطاب الديني كرس لهذا الفكر عبر الخطاب الرسمي، وعبر الطريقة الصوفية، وعبر الخطاب والطريق السلفي على حدٍ سواء، حتى انمحت الفروق الظاهرة بين القعود عن طلب الدنيا، والركون إلى أمر الدين، واختلطت المفاهيم بين ما يريده الإسلام والذي وضحه كتاب الله العزيز، والسنة الشريفة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ما هو قارٌ في الأفهام تباينًا كبيرًا. 
ولا أستطيع تحميل المجتمع المسلم بكل التبعة التي تبناها بالتبعية عبر تاريخ طويل من كتب السابقين الذين روجوا لها، وأشاعها من بعدهم، ومن هنا فسنحاول عرض مواقع الالتباس بين الفقر والزهد في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم فقيرًا أم زاهدًا؟، وكيف نقل مفهومه صلى الله عليه وسلم عن الزهد إلى كل من حوله بدءًا من أسرته ثم إلى الصحابة رضوان الله عليهم، عبر وسائل الاقتداء والتطبيق. 
أما لماذا منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم وليس المنهج؟.. والجواب: المنهج يعني: أسلوبًا في التفكير، وخطوات عملية منظمة تهدف إلى حل مشكلة أو معالجة أمر من الأمور..وهو برنامج عمل في البحث العلمي، وفي نقل النظري إلى التطبيق، وفي التخطيط للمستقبل وفق نظرة بصيرة، أما المنهاج هو الطريق أو الشريعة، في حين أن المنهج طريقة في الاستدلال. المنهاج أسلوب حياة، نظام أخلاقي واجتماعي وسياسي، في حين أن المنهج أقرب إلى طريقة النظر. ولذا كان المنهاج هو الأصوب والأقرب لخطة ومنهج الكتاب الذي بين أيديكم. 
فمِن الله تعالى صاحب العطايا والمنن، أطلب أن يتفضل فيمُن على عبده بمدد التأييد، والسداد والمعونة في إتمام ذلك العمل على الوجه الذي يرضيه عني، والذي أبتغي به رضاه سبحانه، وأن يكون فيه النفع والفائدة للإسلام وأهله من المؤمنين والمؤمنات. 
نسأل الله تعالى أن يعيننا فنكون من المتقللين الزاهدين، وأن نفهم الزهد على وجه اليقين، وألا يكون على حساب الدنيا أو الدين، وأن يجعل ما كتبناه في ميزان حسناتنا يوم الدين. 
................................................................ 
محتويات الكتاب: 
ــ المقدمة .................................................. 5 
الباب الأول: الزهد.. مفهومه وغاياته ....................7 
ــ الفصل الأول: مفهوم الزهد في الإسلام ................8 
ــ الفصل الثانى: زهد لايعرفه الإسلام ....................17 
ـ الفصل الثالث : ديننا لايدعو إلى الفقر ..................23 
ــ هوامش الباب الأول: ....................................31 
ــ الباب الثانى: الرسول بين الزهد والفقر..................35 
ــ الفصل الأول: هل كان الرسول فقيرًا؟ .................36 
ــ الفصل الثانى: تفنيد مظاهر فقر الرسول .............43 
ــ الفصل الثالث: سمو الفقر عند النبي ..................54 
ــ هوامش الباب الثاني: ....................................61 
ــ الباب الثالث: الزهد .. أسلوب ومنهاج للحياة ..........64 
ــ الفصل الأول: الزهد .. أسلوب حياة ...................65 
ــ الفصل الثانى: منهاج الرسول مع الصحابة ...........70 
ــ تأثر الصحابة بزهد الرسول ..........................77 
ــ الفصل الثالث: منهاج الرسول مع أزواجه ..........80 
ــ تأثر أمهات المؤمنين بزهد الرسول .................86 
ــ الفصل الرابع : منهاج الرسول مع ابنته ..............87 
ــ تأثر السيدة فاطمة بزهد أبيها ........................92 
ـ الفصل الخامس: الزهد منهاج للحياة الاقتصاد نموذجًا94 
ــ هوامش الباب الثالث: .................................112 
ــ ثبت بالمراجـــــــع .................................. 120 
ــ سيرة تعريفية بالكاتب.................................126

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 49 مشاهدة
نشرت فى 13 فبراير 2017 بواسطة elsayedebrahim

ساحة النقاش

السيد إبراهيم أحمد

elsayedebrahim
الموقع يختص بأعمال الكاتب الشاعر / السيد إبراهيم أحمد ، من كتب ، ومقالات ، وقصائد بالفصحى عمودية ونثرية ، وكذلك بالعامية المصرية ، وخواطر وقصص و... »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

61,178