صدر مؤخرًا عن دار ناشري للنشر الالكتروني المجموعة القصصية: "طقوس للعَودةِ’’ للأديب القاص السيد إبراهيم أحمد، والتي تتناول الجانب الاجتماعي والسياسي المحلي من خلال رؤية كونية بعيدة عن التعقيد والتقعير، وإنما بالتأمل العميق، متجاوزةً حدود الشخوص، لتبدأ في الولوج إلى البنية الفكرية للأحداث، واستخراج علاقات متشابكة وجدلية تتلاقى وتتنافر، مايُبينُ من سطحها بخلاف ما يطمره باطنها، دون تكلف أو عنت أو تحريك الشخصيات والأحداث بحسب نظرة المؤلف لها.
تقع المجموعة فيما يزيد عن الخمسين صفحة، وتضم ست عشرة قصة، فازت إحداها وهيَّ قصة "القطار" في مسابقة: "قصص على الهواء" التي تنظمها مجلة العربي الكويتية مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، وقد اختارها الناقد البحريني الأستاذ فهد حسين لتفوز عن شهر مايو 2010، معللاً سبب اختياره لها بقوله:[قصة فنية تعاملت مع شخصيتين رئيسيتين لإيمان القاص بقدرة القصة على طبيعة استيعاب الشخصيات في القصة، بلغةٍ قصصية جميلة، وتقنيةٍ تعاملت مع القص بشكل فني. وضحت فكرة البُعد التراثي في الفكر التقليدي للعائلات في المجتمع].
تحتل المرأة مكانة الصدارة في قصص هذه المجموعة، حيث تناولها المؤلف من خلال تنويعات مختلفة، متسقة أحيانًا ومتضادة أحيانًا أخرى، انتصر لها حينًا وانتصر للرجل حينًا، بل تكاد تغطي المجموعة المراحل العمرية للمرأة، وكذا المكانة الاجتماعية المتفاوتة بينهن.
أما مايميز هذه المجموعة بحق هو تناولها ــ ولأول مرة ــ طقسًا شعبيًا لاتكاد تلتفت إليه الأعمال الأدبية وهو "الشبشبة"، وهو طقس له اتصال بالعالم السفلي والسحر الأسود يستخدمنه نساء مصر والسودان والمغرب لجلب الحبيب وهو عندهنَّ مجربُ أكيد، غير أن الكاتب تعامل معه بآلية كسر التابو، ومعاداة البديهية، حتى شكل انسجامًا رافضًا لمعطياته من خلال الحبك والسرد الفني التقني الذي يعي مكونات ومفردات النسق القصصي، دون الاتكاء على النهج الوعظي الصارخ والمباشر.
قام بالتدقيق اللغوي للمجموعة: الأستاذة هبة العربي، وصممت الأستاذة أسماء الصياح الغلاف، وأخرجتها الأستاذة ليلى الألمعي، برعاية وإشراف الأديبة الأستاذة حياة الياقوت مؤسس ورئيس تحرير دار ناشري..
ساحة النقاش