دكتور السيد إبراهيم أحمد


انفجرت موجات عنف غاضبة وثارت أعاصير شغب صاخب من المتشددين النصارى ضد صور بالحجم الكبير تمثل شخص المسيح عليه السلام وتجعله شاذاً جنسياً في معرض للفنون بدولة السويد. جاءت تلك الصورة المسيئة مع مجموعة صور أخرى فاضحة ضمن كتاب مصور صدر مؤخراً يجعل المسيح أيضاً في جنس أنثى عارية تماماً على الصليب، وقد جعلت الصور المسيح عليه السلام في أوضاع جنسية مختلفة فمرة هو شاذ جنسياً مع ذكر يقف خلفه في وضع شائن ، ومرة هو في وسط مجموعة من النساء العاريات في حفلة دعارة جماعية ، ومرة تمثله أنثى مهووسة بالسحاق ، والعياذ بالله من تصاوريهم كلها. من جانبها حاولت مجموعة من النصارى المتطرفين اشعال النار في الصور بالمعرض الفني، بمدينة تعد أحد معاقل الطائفة الانجيلية النصرانية الكبري في السويد، إلا أن جمهوراً من ثلاثين شخصاً من النصارى العلمانيين حاولوا منعهم فقام المتشددون بالتعدي عليهم بالضرب.

وقد أقيم مؤخراً معرض فني آخر في نيويورك عرض تمثالاً يصور آدم عليه السلام وحواء عاريين في عملية جنسية كاملة ولوحة لفنان نصراني آخر تصور يسوع وهو يقبل بشهوة أحد آلهة الهندوس من الاناث على فمها. يبقى أن أذكر أن من أشرف على اعداد الكتاب المصور الفاضح سحاقية نصرانية تعتز بصليبها تدعى (كيتريدج تشيري Kittredge Cherry) وهي تحمل درجة لاهوتية رفيعة حيث تعمل في خدمة الكنيسة والتنصير منذ سنوات وعضو مجلس الكنائس الامريكية National Council of Churches وهي كذلك تشغل منصباً هاماً في مجلس الكنائس العالمي World Council of Churches وتشرف القسيسة السحاقية على موقع الكتروني ضخم ترعاه عدد من الكنائس الداعمة لتوجهها حيث خصص لاستيعاب الشاذين جنسياً والسحاقيات والمخنثين (الجنس الثالث) تحت عنوان (يسوع في حالة حب Jesus in Love) (1).

ولقد زرتُ هذا الموقع للتأكد مما قرأت وقد هالنى ما وجدت ، فمنذ صفحة الغلاف وحتى عرض الصور أو تلك اللوحات يصيبك نوعٌ من الغثيان والقرف والإشمئزاز من أناس يعملون فى إلههم ـ كما يزعمون ـ مثل هذه الأفاعيل تحت مايسمى بحرية الإبداع أولاً ثم حرية التعبير .

والشىء اللافت للنظر أن هذه ليست المرة الأولى كما أنها لن تكون الأخيرة .. أما المرة الأولى فقد قام بها جون ويلكس فى القرن السابع عشر الميلادى وهو عضو فى مجلس العموم البريطانى وكان عندهم أحد أبطال الحرية فى إنجلترا ، وذلك حين اتهمته الحكومة بإحتفاظه فى عقر داره بمطبعة وعامل طباعة أمره بطبع اثنتى عشر نسخة من مقال له بعنوان ( مقال عن المرأة ) وهى محاكاة ذكية وبذيئة .. يقول الدكتور رمسيس عوض (2) :… فعلى صفحة الديوان الأولى كانت هناك صورة لقضيب هائل الحجم وصفت إحدى قصائد الديوان أن طوله يبلغ ثلاث عشرة بوصة كما تضمن الديوان مقدمة يقال أن رئيس أساقفة مشهور سطرها وأنه مكتوب تحت القضيب عبارة " مخلص العالم " باللغة الأغريقية .... ويستكمل د. رمسيس فيقول : " سعى أعداء ويلكس إلى إثبات صحة هذه الإتهامات بكافة الطرق ، فذكر أحدهم أنه ورد فى أحد حواشى المحاكاة أن الحمار كان ينعم بالتقدير والإحترام بسبب ضخامة قضيبه حتى دخل يسوع المسيح أورشليم على ظهر أتان ... وأشار الشانئون إلى قصيدة تمتدح القضيب قالوا عنها أنها زراية بالثالوث الذى شبه بقضيب تحيط به خصيتان . 

والأدهى والأمر أن دفاع ويلكس عن نفسه كان مقبولاً من وجهة نظر الذين ينادون بحرية التعبيرالأن ، فبالرغم من أن ويلكس لم يجاهر بتلك الصور خارج بيته ولم يسع لنشرها ، بل ضبطتها الحكومة على إثر وشاية من راعى كنيسة سىء السمعة هدد المطبعجى ورشاه وضغط عليه حتى اعترف ، إلا أن ويلكس قال بإستخفاف ودهشة : أن من حق الحكومة معاقبة الزراية بالمقدسات ولكن من حق الفرد أن يعبر عن زرايته بهذه المقدسات فى خلوته فهو حر فى السخرية مما يشاء.

وبالرغم من أن هذه السخرية كانت بيتية فردية لم تنشر ، ومع هذا فقد أصر مجلس اللوردات على إتهامه بإستخدام البذاءة فى إهانة المسيح والله .. وهرب ويلكس لما علم بإتجاهات المحكمة فقامت الحكومة البريطانية عام 1764 بمحاكمته غيايبياً أمام محكمة الملك التى قررت إدانته ... وأهدرت المحكمة دمه ...

ولكن ويلكس كان قد أرسى مبدأ السخرية مما يشاء ولو كان الله نفسه ، وتلك هى ركيزة حرية الإبداع والتعبير السارية فى الغرب منذ أن أخذ بالعلمانية ديناً بديلاً عن الدين وأسكن المسيحية الكنائس والكاتدرائيات والأديرة ، فلا تلامس حياة البشر إلا على سبيل الطقوس والإحتفالات . أما حرية التعبير والرأى فقد أصبحت فى مفهومها الواسع هى الحرية الكاملة أحياناً فى التعبير عن الأفكار والآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أوعمل فنى بدون رقابة أو قيود حكومية بشرط أن لايمثل طريقة ومضمون الأفكار أو الآراء ما يمكن إعتباره خرقاً لقوانين وأعراف الدولة أو المجموعة التى سمحت بحرية التعبير ، ويصاحب حرية الرأى والتعبير على الأغلب بعض أنواع للحقوق والحدود مثل حق حرية العبادة وحرية الصحافة وحرية التظاهرات السلمية .

وعندما قلت أن هذه الرسوم لن تكون الأخيرة ، سواء تلك التى جاءت من ويلكس ومروراً بالموقع المشار إليه كنت أعنيها فقد كانت هناك لوحة قام الفنان الأمريكى من أصول كوبية وأفريقية اندريس سيرانو Andres Serrano برسم لوحته المسماة " البول على المسيح " Christ Piss وهى عبارة عن صورة لصلب المسيح قام الرسام بغمسها فى بوله الشخصى ، بل يعتقد البعض أن اللوحة قد غمست فى دم اندريس نفسه لكون لوحته حمراء اللون . ووجهة نظر الفنان الفنية هو إظهار الطابع الإنسانى للمسيح وترابطه مع الإنسان البسيط ، الذى يقوم بعملية البول .. أحدثت هذه اللوحة جدلاً كبيراً واجتمع بسببها مجلس الشيوخ الأمريكى 1987 ودار النقاش المعتاد بين حرية الفنان فى التعبير والإساءة لرموز الدين ، وكان هنك معارضين وأعتبروا تلك اللوحة إهانة شخصية للمسيح .

بل يقول محمود سلطان : في عام 1960 صدرت رواية لليوناني "نيكولاس كازانتزاكس" بعنوان مسيء للمسيح عليه السلام يقول ""آخر وسوسة للمسيح" ، ثم تحولت بعد ثمانية وعشرين عاما ـ أي عام 1988 ـ إلى فيلم سينمائي، بل لم يتورع الفنان الأمريكي "أندريس سيررانو" قبل عرض الفيلم الأخير بعام ـ أي عام 1987 ـ عن رسم صورة للمسيح بعد أن بال عليها أو غمسها في بوله الشخصي كما قيل، وعرفت لوحته باسم "البول على المسيح".. والفنان "كوزيمو كافالارو" نحت تمثالا للمسيح من الشيكولاتة أسماه "إلهي الحلو" ، عرض في صالة لعرض الأعمال الفنية بحي "مانهاتن" بنيويورك في مارس عام 2007 (3). 

أن على أرض الدانمارك ـ أرض الإساءات ـ كان سيقام ولعله أقيم ـ معرض تحت عنوان الإباحية أو عالم الإثارة) سيشارك فى هذا المعرض ما يزيد علي 200 ألف مصور سيرتدى بعضهم ملابس مشابهة ومماثلة تماما للملابس التي كان يرتديها السيد المسيح في زمانه لكن بطريقة مثيرة وفيها كثير من الإباحية، ويشترك فيه كذلك عدد من أشهر نجوم ونجمات أفلام البورنو في العالم ، والمؤسف أن هذا المعرض القذر تواكب موعده مع يوم الجمعة الحزينة حسب التقويم الغربي وهو اليوم الذي يقدسه ويحترم ذكراه كل المسيحيين في العالم.

أساقفة الدانمارك عبروا عن استيائهم الشديد مما جري وأكدوا أن اختيار هذا اليوم كان مقصودا بعينه لإقامة هذا المعرض وذلك زيادة في الاستهزاء وامعاناً في السخرية وعدم مراعاة الشعور المسيحي لذكري اليوم المقدس. وليس خفياً على أحد أن يوم الإباحية موجود أيضا في برلين بألمانيا وتاريخه معروف ومحدد في كل أوروبا.

وقد شهدت الدنمارك قبل سنوات قليلة قضية مشابهة للاساءة للسيد المسيح حيث قامت بعض مصانع الأحذية وعلي الأخص «الصنادل» بطبع صورة أو وشم عليها يعتقد أنها أو إنه صورة السيد المسيح مما أثار حفيظة واحتجاج المواطنين المتدينين وأدي الغضب إلي سحب «الصنادل» من الأسواق الدانماركية . 

وقد نشرت صحيفة ’’ تايمز’’ اللندنية تقريرا في موضوع الإساءة إلى الديانات وردود الفعل التي أثارتها،نجتزىء منه ما نحن بصدده :

ـ فيلم يصور رجلا نصابا، يدعي أنه ينادي بدين، من أجل تكوين الثروة ويصبح رجلاً غنيا. حظر عرض هذا الفيلم في الولايات المتحدة، حيث رفعت الكنيسة السيانتولوجية ضده دعوى قضائية، رغم ادعاءات صانع الفيلم بأنه لا يتحدث عن مؤسس هذه الكنيسة، رون هوبارد. وقال أتباع هذه الكنيسة إن الفيلم أعد من أجل التأثير على هيئة المحلفين في قضية ليزا ماكفرسون، التي ماتت أثناء وجودها في رعاية كنيسة سيانتولوجية في فلوريدا. 

ـ تجمع الجمهور محتجا أمام مسرح برودواي، في نيويورك، عندما كانت تعرض مسرحية عن المسيح ويهودا على المسرح لأول مرة، إذ اعتبر المسيحيون أن تصوير المسيح على أنه رجل وليس إلهاً يعد إهانة، كما أن إغفال ذكر قيامة المسيح في المسرحية كان نقطة أخرى للخلاف والجدل. واعتبرت بعض الجماعات اليهودية أن المسرحية معاداة للسامية في تصويرها لليهود وهم مجتمعون مطالبون بموت المسيح. 

ـ في التصوير الروائي لشخصية الأب نيقولا، الذي يعيش في مدينة البابا،(مدينة الفاتيكان)، ويعمل كمحرك لشخصية البابا الكرتونية، ظهر كبير الأساقفة كشخصية غبية جدا. وحذفت تلك الحلقات المسلسلة التي أنتجتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي (، من جدول العرض على التليفزيون البريطاني ، خشية أن تعد إهانة للكاثوليك في روما. وفي ألمانيا قامت حملة شرسة ضد هذه الحلقات. 

ـ جرى تصوير عملية صلب المسيح في شخصية كوزيمو كافالرو على حلوى الشيكولاتة، وسحبت من معرض نيويورك الفني أثناء الأسبوع المقدس لدى المسيحيين، تحت ضغط الرابطة الكاثوليكية . كما أن التمثال الكبير الذي كان يصور الأعضاء التناسلية للمسيح أثناء احتضاره، أثار رابطة الكاثوليك ، الذين أمطروا المعرض في مانهاتن بوابل من رسائل البريد الإلكتروني المحتجة. 


ــ أما الصور التي كانت تصور المسيح وهو يأكل مع اللوطيين، ومع من يغيرون جنسهم في معرض في السويد، فأثارت موجة من الاستغراب في أوروبا وجعلت تلك الصور البابا السابق، يوحنا بول الثاني، يلغي اجتماعا مع رئيس الأساقفة الإصلاحي السويدي، كارل غوستاف هامر، الذي كان يساند هذا المعرض. 

ــ أدى غلاف الألبوم الذي كان يصور مريم أم المسيح، وهي تحمل فأرا في المهد، ومكتوب تحته "مهنة الغانية"، وهي عبارة من اللغة السلوفانية، والتي كانوا يطلقونها على تعاليم الكاثوليك بشأن عملية الإجهاض، (أدى) هذا الغلاف إلى حدوث ثورة عارمة، إذ تجمع حوالي أربعة آلاف معارض أمام مكتب النائب العام، وقدموا أكثر من ألف اتهام ضد الألبوم . 

ورفضت المحكمة هذا الألبوم، قائلة إنه يخلو من الذوق، إلا أنها لم تحدد ما هو المسموح به، وما هو غير المسوح به.


ــ صورت أوبرا بريطانية شخصية المسيح، وهو يرتدي ثياب طفل رضيع، وقد اتسخت ملابسه. وعندما عرضت الأوبرا على التليفزيون البريطاني، اعترض المسيحيون، وأقدموا على إحراق رخص عمل تليفزيون البي بي سي، أمام مركز هذا التليفزيون نفسه، بينما كانت هناك مظاهرات أخرى متفرقة في أماكن أخرى، ولكنها غير شرسة. 

ــ أما الفيلم الذي مدته ساعة، والذي أعده مونتي بايثون عن حياة بريان، فهو تصوير كوميدي لشخصية بريان كوهين، الذي أحرق خطأ على أنه هو السيد المسيح. ولكون هذا الفيلم يتهكم ويسخر من التدين، فقد منع من العرض في العديد من المدن في المملكة المتحدة، لما يحتويه من سب للدين. ورفعت دعوى قضائية ضد مشهد الصلب في الفيلم، الذي يصور أولئك الذين جرى إعدامهم وهم يغنون أغنية على الموسيقى بعنوان :"أنظر دائما إلى الجانب المشرق من الحياة". وفي نيويورك، فتشت الراهبات والحاخامات عن دور السينما، حيث كان محظورا عرض الفيلم نهائيا في بعض الولايات.

أما في ايرلندا، فلم يعرض الفيلم إلا بعد ثماني سنوات من إعداده، وعرض في إيطاليا بعد أحد عشر عاما. وبعدها تم عرضه في كنيسة في نيوكاسل، حيث أثار ضجة لدى جماعة الصوت المسيحي المحافظة. 

ــ في ألمانيا، حكم على مانفريد فان بالسجن لمدة عام، لأنه أرسل ورق نظافة يستعمل في المرحاض، مكتوب عليه آيات قرآنية، إلى مساجد ووسائل إعلام . واجه فان تهمة الإساءة إلى معتقدات دينية بطريقة تهدد الأمن العام. 


ــ أوفيلي هو الرجل الذي عرض صورة مريم العذراء مرسومة بروث الفيل، ومحاطة بأعضاء جنسية أنثوية من صور مجلات إباحية. وجرى استبعاد تلك الصور من متحف بروكلين للفن، في معرض عام 1999 بعد أن هدد رودي جولياني، الذي كان يشغل منصب العمدة في ذلك الوقت، بسحب منحة قدرها 7 ملايين دولار أميركي، كانت مخصصة للمتحف. وهي صورة رسمتها دانوتا نيتزنلاسكا، ويقول عنوان تلك الصورة" كل شيء بصراحة". وحكم على من رسمت هذا الرسم بالسجن لمدة ستة أشهر، تعمل خلالها في الخدمة العامة كعقوبة لها.

أما صورة السيد المسيح المعلق على الصليب وهو يتدلى متبولا في جرة، ففازت بجائزة مركز الجنوب الشرقي للفن المعاصر، عام 1989، وهي جائزة تشارك في رعايتها وكالة المنح الوطنية للفن، وهي وكالة حكومية في الولايات المتحدة الأميركية. وثار الجدل حول تلك الصورة في مجلس الشيوخ الأميركي .. 

كما جاءت مسرحية (المسيح المثلى)لكى تتمم منظومة الإساءة وقد عرضت على مسرح نيويورك ،ورفض مدير المسرح آنذاك حذف أى من مشاهدها، تلاها عرض مسرحية «كوربو كريستى» فى لندن، والتى أدت بإحدى الجماعات الإسلامية هناك إلى استصدار فتوى بإهدار دم ماك نالى مؤلف العمل. كما كان هناك عرض «جيرى سبرينجر» الغنائى، الذى لعب على الفكرة نفسها وعرض على العديد من مسارح لندن وبثته قناة الـ «بى. بى. سى2»، لا يخلو الأمر من التشكيك فى عذرية السيدة مريم العذراء من وقت للآخر مثلما حدث فى حلقة أذاعتها قناة البى بى سى 1 عام 2002 شككت خلالها فى معجزة ولادة المسيح ووضعت من خلال فيلم أذاعته وتناقش الضيوف حوله عدة افتراضات أخرى لكيفية حمل السيدة العذراء التى كانت تعامل ابنها المسيح بعدم احترام. كما أذاعت القناة الرابعة بنيوزيلاندا حلقة كارتونية ساخرة، إنتاج أمريكى بعنوان «بلودى مارى» أو «مريم الملطخة بالدماء»، والتى سخرت فيها من معجزات الشفاء التى يقول بابا الفاتيكان إن العذراء تصنعها من خلال مشاهد وألفاظ صنفت على أنها للكبار فقط، مما أثار غضب المطارنة الكاثوليك الذين طالبوا نصف المليون كاثوليكى الذين يعيشون فى نيوزيلاندا بمقاطعة القناة الرابعة و أختها قناة «تى فى3» التى عرضت هذه الحلقة فى الوقت الذى قدمت فيه اعتذاراً لعرضها الرسوم الدنماركية المسيئة لرسول الإسلام (4). 

وعلى نفس النهج الحرفى الاساءة أعدت شركة "سوني" اليابانية العملاقة لعبة عن إطلاق النار، وجعلتها تدور في كاتدرائية مانشستر، ببريطانيا، من دون تصريح من رئيس الكاتدرائية، وهددت الكاتدرائية بمقاضاة الشركة من أجل انتهاكها حق الملكية الفكرية الخاص بالكاتدرائية. وقال رئيس الوزراء آنذاك، توني بلير، في البرلمان، إن المؤسسات الكبيرة مثل "سوني"، يجب أن تكون أكثر حساسية وأكثر مسؤولية تجاه المجتمع في مثل تلك الأمور. وظهر الجدل من جديد، عندما اختيرت اللعبة للحصول على جائزة، وطلب من الكنيسة أن تنال شرف سحب قرعة الجائزة. 

ولقد أثار برنامج تلفزيوني ترفيهي إسرائيلي موجة غضب واستياء واسعة في أراضي 48 لتطاوله على السيد المسيح عيسى وتهكمه بمريم العذراء عليهما السلام. ودعا مقدم البرنامج الفكاهي "الليلة" في القناة العاشرة ليؤور شلاين لعدم تصديق الكنيسة وطعن بطهارة مريم العذراء، وقال إن اعتقاد المسيحية بكون مريم بتولا "ادعاء خاطئ بل وكاذب"، مضيفا أنها حملت وهي في الخامسة عشرة من عمرها من أحد زملائها على مقاعد الدراسة".

كما طعن صاحب البرنامج ليلة الثلاثاء في معتقدات المسيحية ومعجزات المسيح، وأضاف "تعتقد المسيحية أن المسيح يمشي على مياه طبرية وهذا خطأ فادح فقد كان سمينا جدا ولم يستطع فعل ذلك، ولو لم يكن يعاني من السمنة المفرطة لعاش حتى جيل الأربعين(5) . 

ولم يقتصر الأمر على رسل الله محمد وعيسى عليهما السلام بل واصل قطارالإساءة تقدمه حتى طال نبى الله موسى ، فقد كتب بيني شانون، الأستاذ الإسرائيلي في الفلسفة الإدراكية، مقالة نشرتها مجلة "تايم أند مايند" البريطانية أن النبي موسى والإسرائيليين كانوا على الأغلب تحت تأثير أدوية مخدرة، عندما استلم الوصايا العشر من الله. ووفقاً لشانون، الأستاذ في الجامعة العبرية، فإن ثمة نبتتان طبيعيتان توجدان في شبه جزيرة سيناء، تتميزان باحتوائهما على مكونات مخدرة، شبيهة بتلك الموجودة في غابة الأمازون، والمعروفة بقدراتها على تغيير الحالة العقلية للإنسان.

وقال شانون في تصريح للإذاعة الإسرائيلية: بخصوص صعود موسى على جبل سيناء، فإما أن الأمر كان حادثة كونية خارقة للعادة، وهذا أمر لا أؤمن به، أو أسطورة، وهذا أيضاً أمر لا أؤمن به.. ولكن ما أرجحه هو أن حادثةً ما جمعت موسى وشعب إسرائيل تحت تأثير المخدرات. ووصف الأستاذ الإسرائيلي الحديث في سفر الخروج عن الرعد والبرق ودوى البوق، ما هي إلا تخيلات كلاسيكية لأناس تحت تأثير المخدرات. وذهب في تفسيره لرؤيا الشجر المحروق، باعتبارها من هلوسات المخدرات .

ولم تتحمل للأسف مؤسسة الحوار الإنساني هذا السفه فى تناول شخصية السيدة العذراء مريم بنت عمران وابنها السيد المسيح تحت مسمى حرية التعبير الممجوجة المرفوضة ، فأصدرت البيان التالى :

... كثيراً ما يتناول الإعلام الغربي شخصية سيدنا عيسى وسيدتنا مريم عليهما السلام بنوع من الانتقاص والازدراء والاحتقار كاتهامهم سيدتنا مريم عليها السلام بأنها زانية أو اتهامهم سيدنا عيسى عليه السلام بأنه شاذ جنسياً . 


لقد زرنا الولايات المتحدة الأمريكية ضمن برنامج الزائر الدولي ، وفي ولاية بوسطن زرنا كنيسة تسمى "كنسية الثالوث المقدس"، وكل المؤمنين هناك يقدسون المسيح ولكن يصفون أمه بالعاهرة .وهذا بالضبط ما أشار إليه المرافق الأمريكي بل وأضاف بأن بالولايات المتحدة ثلاثمائة دين والحرية مكفولة للجميع !!

• مجلة نيوزويك تايم في الثمانينات وصفت السيد المسيح بأنه كان شاذ جنسياً.

• جودار- يهودي فرنسي أنتج فيلم بعنوان: "أهلاًمريم" وصف فيه السيدة مريم ـ عياذاً بالله ـ بأنها عاهرة ، وعندما أحتج الكاثوليك ـ ونحن معهم ـ وتقدموا بدعوة قضائية قال جودار أمام القاضي :أنا إنسان أنتجت فيلماً بما يتناسب مع عقلي فكيف لامرأة أن تنجب طفلاً دون أن تنام مع رجل وإذا كان الكاثوليك يعتقدون أنه بوسع المرأة أن تنجب طفلاً دون زواج فعليهم أن ينتجوا فيلماً ويبرزوا ذلك لنا !! والعجيب أن يصدر القاضي حكمه ببراءة جودار بعد هذا الكلام .


• ونسي جودار ونسي القاضي أن الله قد خلق أبانا آدم عليه السلام من دون أب ومن دون أم وخلق أمنا حواء عليها السلام من دون أم وخلق سيدنا عيسى عليه السلام من دون أب وخلقنا جميعاً بأب وأم مما يدل على أن الله على كل شيء قدير وإنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون قال تعالى : ’’ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ’’(6).

وعليه كان لابد من تبيان موقع سيدنا عيسى وسيدتنا مريم عليهما السلام في القرآن الكريم من خلال بعض الآيات وليس جميعها فالبحث لا يتسع لكل ما ورد فالهدف إلقاء الضوء حول القواسم المشتركة بيننا ونختم المقدمة بما قاله أحد العلماء: إذا كان اليهود داخلون الجنة فنحن سندخل معهم إن شاء الله لأنهم يؤمنون بموسى عليه السلام ونحن نؤمن بسيدنا موسى عليه السلام وإن كان النصارى داخلون الجنة فنحن سندخل معهم إن شاء الله لأنهم يؤمنون بعيسى عليه السلام ونحن نؤمن بسيدنا عيسى عليه السلام ولكن السؤال هو: إذا دخل المسلمون الجنة فكيف سيدخل اليهود وكيف سيدخل النصارى !! ليس ذلك فقط ولكن أي مسلم بالتحديد ينتقص أو يشتم أو لا يؤمن بسيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهما السلام أو غيرهما من الأنبياء فهو ليس بمسلم .


إن الطعن فى أى نبى طعن فيهم جميعاً ، ذلك أن الرسالات كلها عقد واحد نظامه الدعوة إلى الله وهداية البشر إلى أقوم الطرق، والأنبياء جميعهم أخوة فى أسرة واحدة وإن كان الله فضل يعضهم على بعض ، ومحمد صلى الله عليه وسلم أحد أفرادها ، وإن كان أفضلهم جميعاً ، فهو سيد ولد آدم كما صح فى الحديث.

ومن واجب الأخ أن يوفر كل احترام لسائر اخوته ، صح فى الحديث قوله عليه الصلاة والسلام : ’’ الأنبياء أخوة من علات ، أمهاتهم شتى ودينهم واحد ’’ .. والأخوة من العلات هم المولودون من أب واحد وأمهات متعددة .

إن الإيمان بالرسل وتوفير الاحترام لهم والدفاع عنهم واجب على كل مسلم ، وهو إنصاف من الإسلام وتقدير لدورهم الكبير فى خدمة الإنسان ، ومن القيم الدينية إنزال الناس منازلهم ، والدفاع عن الأبرياء منهم (7).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
(1)www.jesusinlove.org 
(2) دكتور رمسيس عوض ،عصر العقل ونهاية المسيحية : مجلة القاهرة العدد (152) ص199 ـ 200 .
(3)المصريون: بتاريخ 17 - 2 – 2008.
(4) Netarabic Lebanon News March 5th, 2008.
(5)وديع عواودة-حيفاالأربعاء 23/2/1430 هـ - الموافق18/2/2009 الجزيرة.
(6) آل عمران : 59 .
(7) عطية صقر ، المصطفون الأخيار ،ص 33 ومابعدها ، كتاب مايو الدينى.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 269 مشاهدة
نشرت فى 11 أكتوبر 2012 بواسطة elsayedebrahim

ساحة النقاش

السيد إبراهيم أحمد

elsayedebrahim
الموقع يختص بأعمال الكاتب الشاعر / السيد إبراهيم أحمد ، من كتب ، ومقالات ، وقصائد بالفصحى عمودية ونثرية ، وكذلك بالعامية المصرية ، وخواطر وقصص و... »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

70,033