دكتور السيد إبراهيم أحمد

 

 

 


الهولوكست..عندما تتحطم الحرية
           

                                                                                                            أصبحت (الهولوكست) الصخرة المجيدة المقدسة التى تتحطم فوق قمتها جميع ادعاءات مايسمى بحرية التعبير فى الغرب الحر فبسببها تعرض مجموعة من المؤرخين والعلماء والمفكرين من مشاهير أوربا وغيرها بالسجن ، والضرب ، والاضطهاد ، والمصادرة ، والعزل ،والهروب ،والملاحقة ، والطرد بل الموت أيضاً.

     من ضحايا تلك الملعونة المؤرخ البريطاني ديفيد ايرفنج الذى حكم عليه بالسجن بتهمة أنه نفى وجودها، مع كونه مؤرخاً مارس حقه فى حرية التعبير وبحسب تخصصه العلمى أعلن:أن المحرقة لم تكن موجودة بالصورة المرسومة في بعض المراجع والادبيات السياسية والثقافية والدعائية.. فسجنوه وسحلوه وشهروا به حتى أعلن صارخاً فى وجه من يحاكمونه : إن التهمة الموجهة إليَّ تعني مصادرة حقي العلمي في حرية التعبير.

  وهى جريمة أقدم عليها قبله المؤرخ وعالم الجغرافيا الفرنسى الشهير بول راسنيين فأصدر عام 1948 ، أهم كتاب تاريخى حول أكذوبة الهولوكست تجاوز الخط ، أثبت فيه بالأرقام والاحصاءات الدقيقة أن عدد اليهود الذين قتلوا بفعل الحرب أو بفعل اضطهاد النازية لهم ولغيرهم من الجنسيات غير الألمانية لم يتجاوز عدة مئات من الألوف ، فكان جزاؤه المطارة ثم المحاكمة التى شملته وناشرالكتاب بل وكاتب مقدمة الكتاب بغرامة مالية كبيرة ثم تلا راسنين بسنوات طوال فى سبعينيات القرن المنصرم روبيرفوريسون الباحث الفرنسى المتخصص فى النصوص القديمة وفرانسوا دوبارأستاذ التاريخ  فماذا كان جزاؤهما ؟ .. أما الأول : فقد حكمت عليه المحكمة الفرنسية بغرامات كبيرة أدت إلى إفلاسه وانهياره وعائلته مادياً ؛ فقد صدر الحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة أشهر والغرامة بمبلغ 5000 فرنك ودفع تعويضات قدرها 10000 فرنك مع إجباره على نشر الحكم على نفقته في الصحف الفرنسية ، وطردته جامعة ليون فخسر كرسيه الجامعى ، والثانى : لم يُنكرالواقعة تماماً وإنما شكك فى عدد ضحايا المحرقة فكان جزاؤه أن يموت فى سيارته منفجراً بها.

   ويبدو أن آفة البشر النسيان فلم تكد تحل ثمانينات القرن المنصرم وفى سابقة لم يعرفها تاريخ البحث العلمى الفرنسى قام مشكوراً ومضطراً السيد وزيرالتعليم الفرنسى آنذاك بسحب الدرجة العلمية التى حصل عليها بامتيازالباحث والمؤرخ الفرنسى هنرى روك عن رسالة دكتوراه كان قد قدمها لجامعة نانت ناقش فيها اعترافات ضابط نازى وفندها تاريخياً علمياً ، بل واتُهم بمعاداة السامية ، ولم تستطع دار نشر من الاقتراب من محاولة نشرها ، وعندما تجرأت دار نشر صغيرة وفعلتها ، لاحقتها المحكمة الفرنسية باصدار قرار منع وبيع وتداول الكتاب، وذلك استناداً للقانون الفرنسى الذى يهدد كل من يعترض أو يناقش أو يشكك فى مسألة استئصال وإبادة اليهود بالسجن سنة وغرامة تصل إلى 300 ألف فرنك . ولم تكن فرنسا بدعاً فى هذا الأمر فالنمسا هى الأخرى لديها قانون جاهز وفورى بالحكم بالسجن لمدة ستة أعوام لمن ينفى وجود المحرقة.   

     تشمل قائمة من اضطهدوا لنفس السبب العديد من أمثال: أوجين كوجن لتأليفه كتاب: (فرق الهجوم الكاذب)، وريتشارد هاروود مؤلف كتاب: (أسطورة رقم واحد)، وأيضاً البروفيسورآرتور باتزأستاذ الهندسة الكهربائية والكومبيوتر في جامعة نورتوسترن في إونستون ايلينويز بولاية شيكاغو الأمريكية، وهو مؤلف كتاب:(خدعة القرن العشرين) والذي يشير فيه إلى الهولوكوست وابتزازالصهيونية لهذه القضية ، وستاغليس فيلهالم مؤلف كتاب :أكذوبة معسكر أوشفيتز(1)، وديثليب فيلديرر لتأليفه كتاب :(الخروج من معسكرأوشفيتز)، أما جريمة المؤرخ سرج تيون من وجهة نظرمضطهديه فتكمن فى قيادته لمجموعة من المفكرين تولت الدفاع عن روبير فوريسون ونشر كتاباً  وضع له عنوان:(حقيقة تاريخية أم سياسية).

 أما جريمة الجرائم فهى ما فعله البروفيسورفريدرك بيرج حين أثبت علمياً استحالة قتل البشر بغاز الديزل وهى الوسيلة التي ادعى اليهود أن النازيين استخدموها فى إبادتهم  ، الخبير الدكتور فردريك توبن مدير مؤسسة آديلايد في استراليا وكانت عقوبته السجن لمدة ستة أشهر في ألمانيا لكونه ألمانياً وذلك بتهمة التحريض على الحقد العنصري خاصةً وأنه أكد زيف قضية الهولوكوست كما قال: أن الهولوكوست أكذوبة انتهى عمرها ومما لا شك فيه فان الذين يؤيدون قضية الهولوكوست الزائفة هم إما أفراد جاهلون أو بشكل متعمد ولأهداف خاصة يضخمون هذه الأكذوبة, وحسب اعتقادي أن كل من يؤيد هذه القضية هم شركاء مع الكيان الصهيوني في قتل الفلسطينيين .

    وليس بيرج ولا توبن وحدهما بل حذا حذوهما القس نويها وزلرلأنه كتب كتابه الشهير: (داخل معسكر داخاو)(2)، المشكلة الكبرى إن مضطهديه لايستطيعون الادعاء عليه بالكذب لأنه كان نفسه معتقلاً في نفس المعسكر. وفي عام 1988 تم طرد وإخراج أرنست زاندل الناشر الكندي من أصل ألماني من كندا بعد إقامته فيها لمدة أربعين عاماً بتهمة انكاره الهولوكوست ، فكان جزاؤه أن أدانته محكمة ألمانية في مدينة مانهايم بالسجن لمدة خمس سنوات ، وهو الحكم الأقسى والأشد في تاريخ محاكمة المتهمين بانكارالهولوكست .

    وينضم إلى من سبقوه الكيميائي غرمار رودولف مؤلف كتاب : (تحقيق حول الهولوكوست) في عام 1995 والذى فرهارباً من ألمانيا ثم  لبريطانيا ثم أمريكا لتتم إعادته إلى ألمانيا مرة أخرى عن طريق الصهاينة وهو الأن قابع في المعتقل ينتظر مصيره . بينما اضهدوا المؤرخ برنارد كنتيل لنشره سلسلة من المقالات كذب فيها مزاعم الهولوكست ، أما أخر تلك المجموعة فهو جان بلانتين المحرر بمجلة تُدعى أكربيا والذى قضت محكمة فرنسية بسجنه لنشره أعمالاً اعتبرتها المحكمة تشكيكاً في المحرقة.

   مازالت ذاكرة العالم تحتفظ بأسماء ضحايا ممن أقدموا على انتقاد المحرقة يأتى المفكر الفرنسى المسلم رجاء جارودى على قمتهم ، فكما يقول محمد حسين هيكل(3): والحقيقة أن آخرين- قبل الاستاذ جارودي- حاولوا أن يقتربوا، من الموضوع، لكن (جارودي) تجاوز من سبقوه ، بالاحاطة الشاملة بكل الأساطير الاسرائيلية، بمعنى أن كل من سبقوه- وعلى الاقل فى حدود ما أعلم- ركزوا على أسطورة واحدة في الغالب، ولعل أكثر التركيز كان على المحرقة النازية Holocaust التي تقول الاساطير الاسرائيلية أن ضحاياها من اليهود وحدهم وصلوا إلى ستة ملايين ، وربما أن الضجة التي دارت حول هذه الاسطورة بالذات كانت "مشادة بين الضمير أو الشعور بالذنب الاوروبي، وبين محاولة الضغط عليه وتعذيبه لصالح المشروع الصهيوني وكان من الطبيعي أن يحاول الضمير الاوروبي أن يبحث عن الحقيقة ويضعها في مكانها من التاريخ الانساني، كما أنه كان طبيعياً من ناحية أخرى أن تحاول الحركة الصهيونية قصاراها لكي تضع اسرائيل في الموضع الذي أرادته لها على خريطة الشرق الأوسط!

   وما أن صدركتاب جارودى : الأساطير المؤسِسِة للسياسة الإسرائيلية حتى رفضت كل دور النشر طبع الكتاب ، بل حاصرت المنظمات الصهيونية صاحب مكتبة في سويسرا تجرأ ووزع الكتاب بعد أن طبعه جارودى على نفقته الشخصية دون تمويل من أى جهة ولو عربية ، ثم أقاموا عليه دعوى فكان جزاؤه فى عام 1998 الحكم بالسجن لمدة أربعة أشهر وبغرامة مالية قدرها 20 ألف دولار ، ولا تزال تلاحقه عيون وأعوان اللوبى اليهودى فى كل مكان يذهب إليه بل وهددوه بالقتل ومارسوا ضده أبشع وسائل الإرهاب الفكري ، إذ بدأت الصحف شن حملات تشهير وانتقاد بشكل واسع ، بل رفضت جميعها مضطرة أومأمورة أو مذعورة مجرد نشر ردوده إعمالاً لحرية الرأى والرأى الأخر وهذا حق قانونى يحق لمن وُجِهَ له النقد أن يرد بنفس المساحة فى ذات الصفحة من الجريدة ، ولم يكتفوا بهذا بل مُنِعَ جارودى أيضاً من الظهورفى الإذاعة والتليفزيون فيما يشبه الشكل القمعى بمصادرة الحريات والرهن الإعتقالى الذي يمارس مع بعض الساسة المغضوب عليهم ، وإمعاناً فى ترهيبه وترويعه قامت أذناب الصهيونية المتواجدة بفرنسا بحرق واجهات المكتبات التى جاهرت وتجرأت وتحدت الستار الحديدى المفروض عليه وعرضت ذلك الكتاب ، ولم يكتفوا بهذا فقد شوهوا وجه موزع كتبه ليكون عبرة لكل من يحاول تكرار تلك الفعلة الشنعاء .

 يقول هادي أحمد : ولقد مثلت محاكمة جارودى في نظر الكثيرين منعرجًا في الحياة الفكرية والسياسية الفرنسية أصبح فيها لسلاح (معاداة السامية) معنى حقيقي وقانوني وردعي، وأسدل الستار بعدها وللأبد في الإعلام الفرنسي وفي المنتديات الفكرية والسياسية على شخصية جارودي فقد دفن الرجل حيًّا على حد تعبير صديقه الأب ميشال ليلونج ، وتخلى عنه كلالمقربين منه وانعزل في شقة قاصية في ضواحي باريس وربما حتى وفاته(4).

    بينما من جانبها فسرت إيزابيل باير محامية جارودي اختفاءه عن الساحة الإعلامية الفرنسية التي قاطعته منذ سنة 1995، قائلة: بأنه لا يزال يعاني من آثار الضجة التي خلفها كتابه، والقضايا التي رفعت ضده بعد صدور هذا الكتاب.    لقد نال جارودى ماناله لأنه دعم البحث العلمى وصحح المسار التاريخى بكتاب لم ينكر فيه المحرقة بل شكك كغيره من المؤرخين والعلماء السابقين عليه في أعداد الهالكين فيها وإن كان يُستشف منه فى النهاية الإنكار ، فهل هذا ما يتفق مع حرية البحث العلمى والحق كل الحق فى التعبير عن الرأى ولو خطأ . مازلت أندد بالذين يتطاولون على مجمع البحوث الإسلامية وغيره من الجهات الرقابية التى تستخدم حقها فى المنع أو المطالبة باستصدار الأمر بالمصادرة حماية للقيم المجتمعية لا لحماية طائفة دون أخرى.

    أما آخرضحايا المحرقة ـ حتى أوائل عام 2009ـ فهو الأسقف الكاثوليكي ريتشارد ويليامسون العائد إلى بريطانيا بلده قادماً من الأرجنتين مطروداً من قبل حكومتها ، لأنه تجرأ وأدلى بتصريحات أنكر فيها الهولوكوست مما أثارضجة واسعة ، واعتبرت تصريحاته تلك معاداة للسامية ؛ إذ ذكرالأسقف في مقابلة له مع التلفزيون السويدي : أعتقد أن الدلائل التاريخية تخالف بقوة القول بأن ستة ملايين يهودي قتلوا بصورة متعمدة في غرف الغاز، ضمن سياسة مقصودة وضعها أدولف هتلر. ثم أتى بداهية الدواهى حين أضاف في تلك المقابلة التي تناقلتها المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام لاحقاً: أعتقد أنه لم يكن هناك غرف غاز. والرجل كان من الشجاعة بحيث لم يسحب أقواله بالرغم من إنها ستعرضه للتوتر والصدام مع البابا التى طالبته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في وقت سابق بالرد بحزم على الدعوات المنكرة لقضية المحرقة اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية ، وقالت بحسم : يجب على البابا والفاتيكان أن يوضحا بشكل قاطع بأنه ليس هناك إنكار للهولوكوست. و لم يتأخر البابا عن تلبية طلب ميركل فقال خلال استقباله وفد من مؤتمر رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية الكبرى :أن الهولوكوست شكل جريمة بحق الله والبشرية، ومن هذا المنطلق لا يمكن القبول بأي موقف ينفي حصول هذه الجريمة الفظيعة أو يقلل من شأنها، وأضاف: يجب ألا ننسى أبداً هذا الفصل المظلم من تاريخ البشرية، لأنه يشكل تحذيراً لنا، ويحثنا على العمل الدؤوب في سبيل المصالحة، ثم اختتم حديثه: إنني أرفع الصلاة إلى الله كي تقوّي هذه الذكرى الأليمة عزيمتنا على تضميد الجراح التي لطخت العلاقات بين المسيحيين واليهود، بل وأكد لهم عزمه القيام بزيارة إلى إسرائيل، التي وصفها بـ ’’ تلك الأرض المقدسة للمسيحيين واليهود على حدٍ سواء ’’،.. وبالطبع حصر قداسة الأرض فيمن ذكرهم ونفاها عن المسلمين ، بحديث ودود مستعطف معتذر.

  وشجع الكرم البابوى الحاخام شير ياشوف كوهين كبير حاخامات حيفا أن يطلب من البابا وهو معه في إجتماع في الفاتيكان : هل يمكننا أن نقترح عليكم أن يكون التاريخ والتأثير الأخلاقي للمحرقة موضوعاً مقرراً ضمن مناهج الدراسة في المدارس الكاثوليكية في جميع أنحاء العالم ،إن مثل هذا الإجراء سيعزز من موقفكم القوي ضد إنكار المحرقة وإعلان أن معاداة السامية خطيئة ضد الرب.

  وكعادته مع اليهود وفى البابا بوعده لوفد المنظمات اليهودية الأميركية فقد أعلن خلال صلاة الأحد  التالى للمقابلة أمام آلاف الزوار في الفاتيكان: من 8 وإلى غاية 15مايو 2009 ، سأقوم برحلة حج إلى الأراضي المقدسة لأطلب من الرب نعمة الوحدة والسلام في الشرق الأوسط والإنسانية جمعاء. وكان البابا قد ناقش تحضيرات هذه الرحلة مع الوفد اليهودى، وهي زيارته الأولى التي يقوم بها إلى المنطقة ، والزيارة الثانية التي يقوم بها حبر أعظم على الإطلاق لإسرائيل، فقد قام بالزيارة الأولى للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني في عام 2000.

  كما أعرب مبعوث البابا في إسرائيل أنتونيو فرانكو عن أسفه للسجالات التي حصلت مؤخراً بين الفاتيكان واليهود بسبب إنكار الأسقف ويليامسون للهولوكست ، فقال: أنه لا يمكن أن نكون كاثوليكيين وننكر المحرقة، بعدما تأكد بأوضح العبارات أنه لا مجال للنقاش حول هذه المسألة.

      وأرجو ألا ننسى أن البابا بندكتوس السادس عشركان قد زارمعسكرأوشفيتز تلبية لرغبته الشخصية ، وكان هذا ضمن زيارته الثانية بعد تسلمه كرسى البابوية : أما الأولى فكانت لبلده ألمانيا  ، والثانية كانت من نصيب بولونيا، بلد سلفه البابا يوحنا بولس الثانى ، فبعد أن أمضىبها أربعة أيام ختمها بعد ظهر الأحد الموافق 28/5/2006، بزيارة إلى معسكرأوشفيتز ، التى فشل فيها البابا  فشلاً تاريخياً وإنسانياً وأخلاقياً  ـ على حد قول بديعوت أحرنوت  فى المقال التى نشرتها عنها جريدة (الحياة) اللندنية في 31/5/2006ــ فقد وصل إلى المعتقل في سيارة ألمانية سوداء مصفحة، وألقى خطبة تثير الغضب، فتلفظ بكلمات رخوة مثل التسامح والتفاهم، وصلى من غير طلب الصفح والاستغفارعن الجرائم التي ارتكبها شعبه  ، ثم أنه تكلم بالألمانية وهى عند بعض اليهود لغة القتلة ... ولهذا كانت هذه مناسبة قوية ـ فيما أعتقد ـ لتصحيح أخطاء البابا فى زيارته الأولى لمعسكرالإبادة سيعقبها نجاح أكبربزيارته البابوية الأولى لإسرائيل.

     و كلام (ميركل) أوبندكتوس السادس عشرليس غريباً فالكل يعلم أنه محظورعلى الجامعات ومراكز البحث التاريخي والسياسي أن تتناول مسألة الهلوكوست بمنظور يخالف (المسلّمات) اليهودية أو الصهيونية  كما تؤكد الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفض أي إنكار كلي أو جزئي لوقوع المحرقة كحدث تاريخي .. وتحث الأمم المتحدة الدول الأعضاء على وضع برامج تثقيفية لترسيخ الدروس المستفادة من محرقة اليهود في أذهان الأجيال المقبلة واتخاذ اجراءات لتعبئة المجتمع المدني من أجل إحياء ذكرى هذه المحرقة.

     لهذا فالحكومات والمحاكم لا تسمح مطلقاً بأي مقالة أو كاريكاتير أو أي مقابلة تلفزيونية أو أي كتاب يدعو إلى معاداة السامية، كما لا يجرؤ أي كاتب أو مؤرخ على إنكارالهولوكست ألا أولئك القلة التى تهورت وفعلتها فنالها ما نالها .

   وبعد ماتقدم.. ألا يخجل غثاء السيل من المسلمين ـ على كثرتهم ـ من فشلهم فى فرض قانون تتبناه الأمم المتحدة ، بحرمة وتجريم التعرض بكافة وسائل الإهانة والاساءة والازدراء لشخصية مقدسة عند الكافة ممن يدينون بدين الإسلام ، فى الوقت الذى يفلح فيه حفنة من شتات الأرض ، وشراذم الدول ، أن يصدروا قانوناً دولياً بتجريم من يتعرض لأكذوبة خلقوها..؟!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) يقع معسكرأوشفيتز Auschwitz , في جنوب بولونيا الحالية ، على مسافة70 كلم غرب كراكوفي Cracovie منطقة تابعة الآن لبولونيا . وينقسم المعسكرإلى عدة أجزاء: أوشفيتز رقم واحد ثم بيركناو أو أوشفيتز رقم اثنان (الذي يفترض أنه كان مركز إبادة) ثم مونوفيتز Monowitz أو أوشفيتز رقم ثلاثة وهو مركز إنتاج صناعي ضخم كما كان هناك عدد من المعسكرات الصغيرة الملحقة بالمراكز الثلاثة.‏ (2) أقامت النازية معسكرات أخرى إلى جانب معسكر أوشفيتز، مثل؛"ساكسنهاوزن"،"داخاو"، و"رافنزيروك ، غير أن معسكر داخاو ـ وداخاو مدينة صغيرة قريبة من ميونيخ ـ كان أول معسكر بناه النازيون لدى وصولهم الى السلطة في 1933 للسجناء السياسيين .ثم تغيّر الغرض منه داخاو مع مرور الزمن, فأصبح أحد المعسكرات التي خصّصت لليهود، وتم اعتقال اكثر من مئتي الف شخص في هذا المعسكر ومات فيه اكثر من اربعين الف شخص من اليهود وغيرهم.(3) الأساطير المؤسِسِة للسياسة الإسرائيلية ص 7 تأليف رجاء جارودى دار الشروق ط 4 2002 .(4) الإسلام قاتل جارودي www.study4uae.com .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 159 مشاهدة
نشرت فى 6 أكتوبر 2012 بواسطة elsayedebrahim

ساحة النقاش

السيد إبراهيم أحمد

elsayedebrahim
الموقع يختص بأعمال الكاتب الشاعر / السيد إبراهيم أحمد ، من كتب ، ومقالات ، وقصائد بالفصحى عمودية ونثرية ، وكذلك بالعامية المصرية ، وخواطر وقصص و... »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

70,047