الصعايدة يا ولدي هزمهم الفقر لكنهم لم ينكسروا حين تركوا أراضيهم وديارهم وذهبوا الي بقاع الأرض طلبا للرزق ؛ هذه كلمات رددها رجلا مسن بلغ من العمر عتيا و جاوز الثمانين حين وصف وضع الصعيد بهذه الكلمات القليلة المؤلمة .  الصعيدي ... شخصا له طبيعة خاصة تعرفه منذ ان تراه من الوهلة الاولي بدون تفكير او سؤال تقول له انت منين من الصعيد؟ انه انسان يشعر بالفخر والاعتزاز لكونه ذات جذور صعيدية ؛ صاحب بشرة سمراء ؛ تربي بين ضفاف النيل ؛ وارتوي بعرق اشعة الشمس الحارقة ؛ هو صاحب القلب الابيض واللهجة القوية الحادة التي تميزة عن غيره ؛ صاحب مبادئ وقيم تجعلك تخجل من كثرة حياءه انه هو الصعيدي ؛ ظاهرة مثل باطنة ؛ لا يعرف للكذب طريق ؛ ولا يغدر يوما صديق ؛ دائما ما يضحي بأعز ما يملك من اجل اسعاد الاخرين ؛ ظلمته كل الحكومات والمسئولين علي مر العصور والازمان ؛ لا يعرفة سؤء كان رئيسا ذو جذور صعيدية او قاهرية الجميع بلا استثناء ظلمه واهدر حقوقه .

رغم أننا لم نسمع يوما عن تخلف الصعيدي عن دفع الجزية في القدم او انه تخلف عن دفع الضريبة والتقدم للتجنيد حديثا ؛ بل يسارع الصعيدي للتطوع رغبة منه في الدفاع عن الوطن ليصبح حراً كريما؛ يأبي الذل والاهانة ؛ ولم نسمع يوما ان صرح أوطالب بالانفصال كما فعلت دول اخري لكنه يعتز بمصريته ؛ فخور بها وسط الشعوب ؛ ورغم ذلك هو منسي من قبل كل الحكومات والرؤساء ؛ كأن الصعيدي كتب عليه الشقاء او انه ليس له اي حق من حقوق المواطنة ..... منذ ولادته يعيش في شقاء وعناء ؛ من لحظة ولادته بالمستشفي التي تعاني من نقص الخدمات الصحية وتدني مستوي الخدمة المقدمة ؛ وكم من طفلا مات لغياب طبيب او لعدم وجود اجهزة طبية تسعفه او تنجده من خطر الموت المحقق .

وكل يوم نسمع عن دماء تسيل علي قضبان الموت والفشل الحكومي ؛ دماء يرويها اهل الصعيد ؛ فكم من حوادث ومصائب راح الصعايدة ضحيتها من قطار الصعيد الي عبارة السلام الي قطار اسيوط الي قطار البدرشين والعياط .......الي ... الخ وغيرها العديد من مسلسلات القتل والثأر والحرق ؛ لقد اصبح الصعيد مهجورا لهجرة ابنائه الذين يخرجون او يفرون هاربين علي حد قول بعضهم للبحث عن لقمة العيش في اي مكان مهما كان . يذهبون لليبيا والسعودية والكويت والامارات وغيرها من البلدان العربية والاجنبية فقط للبحث عن مصدر رزق بعد ان ضاقت بهم الدنيا في بلادهم ؛ تاركين اطفالهم واسرهم بدون راعي او مسئول عن الاسرة ؛ فقط لهم الله اولا واخيرا .

يعيشون في بلاد الغربة غرباء عن وطنهم يعاملون معاملة متدنية كانهم عبيد او خدم ؛ وما ذهبوا الي دول الخليج الا ليصبحوا خدماً لامراء الامارات والكويت ؛ ورغم هذا كله لم تتكلف الدولة تعب الحديث عن حقوقهم او البحث عنهم لنجدتهم في ازمتهم ؛ فقط تكتفي بالمشاهدة ؛ حتي عندما يتحول الصعيدي لجثة هامدة صامتة تتركة الحكومة بدون اي عطف او رحمه او شفقه باسرته ؛ وكم من صعيدي مات بدول الخليج ولا يجد اي اهتمام من المسئولين لتكريمه حتي بعد مماته ؛ كأن الحكومة فرحه بتقليص عدد المصريين ؛ نعم هذا هو شعار ترفعة الحكومة المصرية ؛ حيث ياتي نعش المواطنين علي نفقة اقرابه او اصدقائه او بعض من المصريين المجاورين له يجمعون بعض الاموال ليتحملوا نفقة حمل نعشه علي الطائرة ؛ وما علي اهله الا الانتظار لمدة خمسة عشرة يوما او عشرين يوما ايضا جثثا هامدة فوق ارضيه مطار القاهرة لانتظار استلام الجثة ؛حتي في موته تتحمل اسرته العناء والمشقة .... هذا هو حال الصعيدي في دول الخليج .

 وان كان الصعيدي لا يستطيع تحمل نفقة السفر يذهب للقاهرة والاسكندرية بحثا عن عمل ؛ وعليه ايجاد فرصة العمل الصعبة جدا في ظل تواجد ابناء القاهرة ؛ مما يدفعه ذلك للعمل عامل اجري او مساعد نجار او مساعد مبيض محارة او غيرها من المهن ؛ وعليه نسيان مؤهله تمام رغم انه حاصل علي كلية هندسة او زراعة او تجارة ؛ وكم من مهندس ذهب لمقاول امي ليعمل معه عامل خرسانه حتي يستطيع تحمل متاعب الحياة التي تواجهه ليلا نهارا .

 بكل صراحة وآلم وحزن شديد والدموع تزرف من عيني .. اتسأل اين انتم من الصعيد واهله ؟ ام انكم تشاهدونه في المسلسلات والافلام والمسرحيات الهزلية المضحكة التي تقدموها رغبة في الكوميديا او النكات او الدراما ؛ الجميع نسي هموم الصعيد واهله ؛ وفي النهاية الكلام كثير للغاية وقلمي ينزف ولن يتوقف عن المطالبة بالحقوق المهدره ؛ ولن يكفي الف كتاب للحديث عن الصعيد وفضله وحضارته وتجاهله .

كلامي انتهي ولكن أملي مستمر الي ان يصبح ويتحول الصعيد لمنارة تشرق بالعلم والثقافة والتحضر والرقي والمشروعات التنموية .

elsayda

بوابة الصعايدة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 138 مشاهدة
نشرت فى 10 أكتوبر 2013 بواسطة elsayda

رئيس التحرير: أشرف التعلبي

elsayda
نحارب الفقر- المرض- الامية -الثأر... هدفنا تنوير محافظات الصعيد- وان نكون صوت للمهمشين »

تسجيل الدخول

بالعقل

ليس كافيا أن تمتلك عقلا جيدا، فالمهم أن تستخدمه جيدا