حالة من الغضب الشعبي تجتاح الشارع المصري علي أثر ما يحدث ويطفو علي المشهد السياسي ؛ وبدأ المشهد يزداد سخونه في الايام الاخيرة ؛ واصبحت الاسرة المصرية منقسمه علي أمرها حيث اخترع المصريون مسميات غريبة أم أن تكون اخواني او مؤيد ارهابي او انقلابي كافر ؛ وازداد الامر تعقيداً بما حدث من مهرجان البراءات للجميع وقتل الجنود الذي يتكرر بصفة مستمرة وينتهي الامر بدون معرفة الفاعل او العقاب .
وبالنسبة للحديث عن براءة الرئيس المخلوع حسني مبارك فأن محاكمته تشبه مسرحية هزلية حيث يؤدي فيها مبارك ثلاثه أدوار أشبه بمسلسل الكبير قوي حيث يؤدي دور المجرم الذي ظلم الشعب كله بفساده المستشري في كل انحاء البلاد في مختلف المؤسسات ؛ وايضا قام بدور الضحية بعد أن ثارعليه الشعب وخلعه ثم سجنه ؛ والدور الثالث وهو القاضي ... ومنذ شهور تحدثت مع اصدقائي وذكرت بالحرف أنه قريباً مبارك يمرح ؛ وسوف نبحث عن شخص يلقي خطابأ يتحدث فيه عن عودة الرئيس المخلوع مبارك للحكم مرة اخري بعد أن فقدنا اللواء عمر سليمان صاحب خطاب العزل ؛ وسوف تكون كلمات الخطاب كالاتي :
أيها المواطنون.. فى ظل هذه الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد، قرر السيد محمد حسنى مبارك عودته إلى منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بالانسحاب من إدارة شئون البلاد". والله الموفق
بكل سخرية وتهكم قريبا نشاهد علي قنوات الحياة برنامج رامز عنخ امون يبث حلقته عن مبارك لنشاهد فيها أن ما حدث من ثورة يوم25يناير وعزل مبارك مروراً بالمجلس العسكري ثم عزل مرسي ما هو كاميرا خفية للفكاهة مع الشعب المصري .. اصلو الرئيس المخلوع مبارك دمه خفيف جدا .
أما بالنسبة لقتل الجنود ... فهو يشبه لعبة قتل الجنود الاشرار في المتاهة في البلاي ستيشن ؛ فكل فترة نسمع خبر استشهاد 16 جندي ؛ استشهاد 20 جندي ؛ استشهاد 25 جندي .... ما هذا !!!!
ضحايا جدد وارقام اضافية فوق اعداد القتلي والذي ازداد في الفترة الاخيرة خاصة بعد عزل مرسي نتيجة التناحر والتصارع علي السلطة والرغبة في الحصول علي الكراسي ؛ أخشي من أن يتكرر السيناريو السوري او الجزائري في مصر بعد أن بدأت مرحلة رسائل الانتقام المتبادلة بين الحكومة والجيش والداخلية والاخوان والجماعات التكفيرية والارهابيين ؛ أن قتل جنود ابرياء ليس لهم أي ذنب هو عمل ارهابي حقير .
في النهاية علي الجميع أن يتقبل االامر الواقع بكل ما فيه ؛ وعلي مؤيدو مرسي وجماعة الاخوان أن يدركوا الواقع ويقبلوا ما حدث ؛ فأن أفعال الرئيس السابق مرسي وافعالكم هي التي أدت لاستياء شعبي ؛ علي الجميع أن يدرك أن مرسي لن يعود مرة اخري رئيسا لمصر ؛ وعلي الاخوان الامتناع عن التحريض علي العنف ؛ وما هي الا ايام قليلة ويصبح ما حدث تاريخ يسرد للابناء في كتب التاريخ ؛ وسوف يترك الاخوان الشوارع ولن يظلوا الدهر كله وعليهم الدخول في العملية السياسية لأنه لا يوجد بديل جيد او فعال غير العملية السياسية السلمية .
وعلي الجانب الآخر الرئيس والسلطة الحالية أن يدركوا بعيداً عن مقدار كرههم للاخوان فأنهم ايضا مصريون وأن محاولة استبعادهم من حياة وطنهم غير واقعية .
اقولها كلمة للرئيس الحالي وللاخوان وللحكومة وللفلول وللعسكر والداخلية ... أن الذين لم يستوعبوا بعد أن عجلة التغيير قد دارت ويتوهمون أن بإمكانهم إعاقة مستقبل شعب بأكلمه من أجل مصالحهم الأنانية وأطماعهم غير المشروعة فإنهم سيضعون أنفسهم في طريق الغضب الشعبي الذي سيقتلع كل من يظن أن بإمكانه إعاقة مستقبله .