محاكمة

شعر/ كواعب احمد محمد

أفتح دفاترك وأطلق لسانك وأبدأ المرافعة 

فمهما دافعت ومهما تكلمت فكل الكلام عندي سواء

فلقد أذبنت وقدبلغت ذنوبك عنان السماء

وأصدرت حكمي عليك بالسجن في قلبي مدي الحياة 

لأنك لص ..تسللت إلي حياتي بمنتهي الإحتراف 

وعلمني حبك ألا أستسلم ولا أتردد ولا أخاف

ولانك قاتل مع سبق الترصد والإصرار

قتلت في نفسي إحساس الجمود

 وكنت مقيدا  بعذابي ففككت القيود

وتريد أن أتركك الآن لتلوذ بالفرار 

كلا وألف كلا فلن أتراجع في هذا القرار

لقد حكمت عليك بالسجن في قلبي مدي الحياة 

كنت أناالخصم وأنا القاضي والشاهد والإدعاء 

وأنت المذنب وقد بلغت ذنوبك عنان السماء

فكيف أتركك تعبث بمشاعري كيفما تشاء

حقا ..لم يكن بيننا أية مواثيق ولا أية عهود 

وأعترف .أنك لم تحاول أبدا أن تتخطي الحدود

وجئتني اليوم وحيدا فلقد تخلي عنك الشهود

فأصدرت حكمي عليك بالسجن في قلبي مدي الحياة 

ولم يكن حكمي مشوبا ولا منقوصا ولم أتبع فيه الأهواء

فكان مشولا بالنفاذ المعجل بلا إنتظار

ولا يقبل النقض ولا الإلتماس ولا الإشعار

فلا مجال للهرب فلاأحد يهرب من حكم الأقدار

ولا تجادل ولا تراوغ ولا تحاول حتي البكاء

فأنت المذنب وقد بلغت ذنوبك عنان السماء 

ولا تطلب مني رأفة ولا تخفيفا ولا إحسانا

فلقد أغويت قلبي وعلمته التمرد والعصيانا 

فلا يستحق الرحمة من قتل بلا رحمة إنسانا 

فلملم أوراقك وأمتثل .فلا حكم يعلو حكم القضاء

فأنت المذنب وقد بلغت ذنوبك عنان السماء