<!--<!--<!--<!--
حوار: أشرف التعلبى
مثلما حدث العام الماضى شهد «مؤتمر أدباء مصر» حالة من الجدل والخلاف حول انتخابات الأمانة العامة، الأسبوع الماضى، عندما اعترضت الشاعرة هبة عبدالوهاب، المرشحة على منصب الأمين العام على نظام الانتخابات بقاعدة الـ«50+1» وقدمت طعنا فى مجلس الدولة، إلا أن أعضاء الجمعية العمومية أصروا على تطبيق هذه القاعدة «50+1»والتى انتهت بفوز الشاعر ياسر خليل أمينا عاما للمؤتمر فى دورته المقبلة لعام 2023، ومعه الكاتبة عبير فوزى كأمين عام مساعد عن الوجه القبلى، والكاتب محمد أبو شادى كأمين عام مساعد عن الوجه البحرى، وتستعد الأمانة العامة للمؤتمر لعقد اجتماعها الثانى لإنهاء تشكيل اللجان النوعية المسئولة عن تنظيم الدورة المقبلة من المؤتمر، المقرر عقده نهاية العام الحالى... وحول كل ما أثير فى الأيام الماضية نسأل الشاعر ياسر خليل أمين عام المؤتمر.
سألت الأمين العام لماذا حدث جدل ولغط فى انتخابات أمانة مؤتمر الأدباء؟
كانت الانتخابات فى السنوات الماضية تدار بنظام الأعلى فى عدد الأصوات، أما فى الدورة الماضية تم التصويت والاتفاق فى أمانة المؤتمر بأن يتم حسم الانتخابات بالحاصل على 50+1، فإذا لم يحصل أى من المرشحين على هذه النسبة تتم الإعادة بين الاثنين الأكثر أصواتا، وهذا ما حدث العام الماضى، مع العلم أن لائحة نظام أمانة مؤتمر الأدباء لا تنص على نظام الانتخابات، فقط منصوص أن تقوم الأمانة بإجراء انتخابات دون ذكر تفاصيل، لذلك اتفقنا العام الماضى على نظام 50+1 لأننا نرى أنه نظام أكثر واقعية، وهو اقتراح كان مقدما من الزميلة عبير فوزى عضو الأمانة، وتم إجراء تصويت على هذا النظام قبل الانتخابات، بمباركة هيئة قصور الثقافة، وتمت الموافقة بالإجماع على هذا النظام، ومن ضمن الموافقين عليه كانت الزميلة هبة عبدالوهاب عضو الأمانة، ثم حدثت الانتخابات الماضية وحضر فيها 32 عضو أمانة مؤتمر الأدباء، حصلت فيها الزميلة هبة عبدالوهاب على 15 صوتا والدكتور حمدى سليمان 8 أصوات، والدكتور حمد شعيب على 5 أصوات، وعبير فوزى 4 أصوات، فتم اللجوء إلى جولة إعادة بين الزميل حمدى سليمان والزميلة هبة عبدالوهاب فحصل كل منهما على 16 صوتا، فتم الاحتكام للإعادة الثالثة التى حصل فيها الدكتور حمدى سليمان على 18 صوتا وبالتالى أصبح أمين المؤتمر، فلجأت الزميلة إلى القضاء، رغم أنها كانت موافقة على النظام الجديد وقبلت خوض الانتخابات على أساسه، وفى انتخابات هذه الدورة فوجئنا بها تطلب بأن تكون آلية الانتخابات بنظام الأكثر أصواتا، ولا يتم العمل بنظام العام الماضى 50+1، وهو ما قوبل بالرفض من الجميع فلو تم تغيير نظام الماضى لأصبحنا بلا مبدأ، فكيف نغير النظام كل عام.
وحضر الجمعية العمومية هذه الدورة 25 عضوا، ومنهم صوت الزميلة هبة عبدالوهاب التى انسحبت فأصبحوا 24 صوتا، وهم يمثلون ثلثى الأعضاء من مجمل الأصوات 36 عضوا، فحصلت فى الجولة الأولى على 10 أصوات و7 أصوات للزميل جمال فتحى، و6 أصوات للدكتور حمد شعيب، والزميلة عبير فوزى صوت واحد، فتمت الإعادة بينى وبين الزميل جمال فتحى، فحصلت على 13 صوتا فى جولة الإعادة، وبهذا أصبحت أمينا عاما لمؤتمر أدباء مصر فى الدورة الجديدة التى ستعقد نهاية العام.
أما بشأن لائحة أمانة مؤتمر الأدباء ففى عام 2019 تم تعديل لائحة المؤتمر فى دورته بمحافظة بورسعيد وحتى اليوم لم يتم إقرارها، وسوف نتابع مع هيئة قصور الثقافة موقفها وماذا أبدى فيها مجلس الدولة أو وزارة الثقافة؟، وهذه اللائحة تمنع القيل والقال، وسوف نستحدث فى الاجتماع المقبل لجنة لوائح لمتابعة موقف لائحة 2019، ونحن نستند لشرعية الجمعيات العمومية، وحين تقر الجمعية العمومية ولا يتعارض ما أقرته مع القانون والدستور يصبح نافذا.
يرى البعض أن مؤتمر أدباء مصر ليس له تأثير على أرض الواقع ويعتبرونه نزهة سنوية اعتاد الأدباء عليها... فماذا تقول؟
مؤتمر أدباء مصر طوال تاريخه له قيمة كبيرة وله دور مهم فى مناقشة كل القضايا الثقافية، وفى كل الدورات يكون الأدباء حريصين على قراءة الأبحاث التى تصدر عن المؤتمر، ونستفيد منها كبعد ثقافى وإبداعى، وعلى من يرددون هذه الأقاويل أن يقدموا لنا مقترحات فعلية لمناقشتها وليس تعليقات سطحية، وما يتم مناقشته ودراسته فى مؤتمر أدباء مصر مفيد للغاية، وهناك الكثير من الأبحاث التى يتم طرحها تقدم رؤية للأدباء فى الكثير من القضايا الثقافية لإثراء الحركة الثقافية.
وعلى سبيل المثال فى مؤتمر العام الماضى كانت هناك ندوات ومناقشات ثرية للغاية وعلى رأس هذه القضايا التى تم مناقشتها «الميتافيرس» والتحول الرقمى والتكنولوجيا وتأثيرهما على الثقافة، وكيفية التعامل معهما، وأين نقف نحن وماذا نريد؟، وغيرها الكثير من القضايا الملحة والجديدة علينا، كما أن المؤتمر يعطى فرصة جيدة لاستهداف باحثين جدد لديهم رؤية حديثة وهذا يحسب للمؤتمر.
وزيرة الثقافة اعتذرت العام الماضى عن عدم حضور المؤتمر.. فهل ترى أن وزارة الثقافة لا تضعه كأولوية..وهى مجبرة على إقامته لإرضاء الأدباء؟
من المستحيل أن تكون رؤية وزارة الثقافة لمؤتمر أدباء مصر بهذا الشكل، لأن الوزارة إن كانت ترى أن مؤتمر الأدباء رفاهية لكانت توقفت عن إقامته ووجهت اعتماداته لأنشطة أخرى، لكن الوزارة مازالت تحافظ على المؤتمر برونقه ومكانته وكيانه وتكلفته، وهذا يحسب لوزارة الثقافة، لكن تَغيب الوزيرة عن المؤتمر الماضى حدث لظروف مرضية منعتها من الحضور، ولا أعتقد أن وزارة الثقافة بمكانتها تتواطأ لإخراج شيء غير راضية عنه.
مؤتمر العام الماضى ناقش قضية الفعل الثقافى ومشكلة المعنى.. وهو عنوان لم يلق قبولا كافيا من الأدباء.. ما المستهدف لكم فى الدورة الجديدة، وما القضية التى تودون طرحها؟
توقيت إقامة المؤتمر يتوافق مع اليوبيل الذهبى لحرب أكتوبر، وأتمنى من الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر بصفتى واحد من الجمهور المعنى بالثقافة قبل أن أكون أمينا للمؤتمر، أن يناقش المؤتمر فى دورته المقبلة أدبيات الحرب ومحاور عن حرب أكتوبر وماذا يمكن أن يقدمه الأدباء فى الفترة المقبلة لمصر من استثمار فكرى وثقافى يتناسب مع رؤية مصر المستقبلية.
ما المحافظة المرشحة لاستضافة المؤتمر المقبل؟
نجحنا العام الماضى فى تحقيق العدالة الثقافية بإقامة المؤتمر فى محافظة الوادى الجديد، والآن لدينا موافقة مبدئية من محافظ مطروح باستضافة المؤتمر وهو مجهود فردى للدكتور حمد شعيب، عضو الأمانة العامة، لاستضافة 400 أديب وباحث فى المحافظة، وهذا لا يعنى أن القرار نهائى، فأنا شخصيا أتمنى إقامة المؤتمر فى مدن القناة أو سيناء خاصة مع ما نرغب فى مناقشته بمناسبة اليوبيل الذهبى لحرب أكتوبر.