قصة ام مثالية
كنت الابن الوحيد عاملتني بكل حب وحنان وعناية وكانت حنونة على اصحابي -ايضا- وكنت اعاني من بعض المشاكل الصحية اثناء دارستي في المرحلة الاعدادية مما جعلني اتعثر ولا اكون من اوائل صفي وكنت اجاهد كي لا ارسب رسوبا نهائيا.
وقفت بجانبي وكانت تساعدني فهي مثقفة وخريجة جامعة في كل ما يعترضني من مشكلات ومعوقات دراسية بصبر وحنان لا نظير لهما حتى الان … قد يكون الامر عاديا وتقوم به أي ام دون تقصير … لكن كانت الوقفة الكبرى التي وقفتها هذه الام معي في امتحان الثانوية الذي يعد محنة كبيرة يتقرر بعدها المستقبل النهائي لكل طالب… هل سيلتحق بكلية يرغب فيها وتكون من كليات القمة كما يطلقون عليها؟؟
وفي الشهر الذي سبق الامتحان اصبت بوعكة صحية شديدة اوشكت ان تقضي على مستقبلي الدراسي وآمالي في النجاح والتفوق في امتحان الثانوية العامة .. يا لها من كارثة تحتاج إلى صبر ومثابرة حديدية !!! … لم تهتز الام .. ولم تيأس معي ووضعت لي للاستذكار تتناسب مع حالتي الصحية .. كنت أتناول الدواء وبيدي الكتاب، وهي على رأس الفراش تقدم لي أي شئ أحتاجه .. وكانت تسهر اكثر مني ، وتصل الليل بالنهار لتهيئ لي كل اسباب النجاح وبالفعل دخلت الامتحان وحصلت على مجموع 97.5% والتحقت باحدى كليات القمة (الهندسة) التي كنت احلم بدخولها وواصلت المسيرة والام تقف ورائي وتدعمني وتشجعني حتى حصلت على البكالوريوس ثم على الماجستير ثم على الدكتوراه.
وأنا الان لا تكفيني عبارات الثناء والشكر والامتنان لهذه الام الفاضلة.
ساحة النقاش