أريد أن أوجه دعوة إلى أصحاب الضمائر الحية الذين يعملون في حقل التربية والتعليم بأن يتصدوا لظاهرة تفشت في مدارسنا ألا وهي ظاهرة الغش وأحياناً التغشيش وأحياناً أخرى التغشيش الجماعي .لقد أصبحت هذه الظاهرة مرضاً يهدد الجسد التعليمي والعلمي في بلادنا .أصبحنا نرى المنتدبين لأعمال الامتحانات يرون الطلاب وهم يغشون ولا يمنعونهم بل والأدهى والأمر من ذلك أصبحنا نرى نوعاً جديداً للمجاملات الاجتماعية بأن يقوم الملاحظ بتغشيش طالب أو أكثر لأنه ابن صديقه أو من جيرانه أو على علاقة كذا أوكذا ............
ثم ازداد المرض وأصبح التغشيش جماعي في اللجان ومن الكتب .
ألا يعلم هؤلاء أنهم يخونون الأمانة التي حملوها أمام الله؟
ألا يعلم هؤلاء أنهم يقدمون للمجتمع أناساً أميين نجحوا بالسرقة؟
ألا يعلم هؤلاء أنهم يقضون على جهود طلاب اجتهدوا وذاكروا وسهروا الليالي؟
ألا يعلم هؤلاء أنهم يدمرون تعب آباء سهروا لأبنائهم ووفروا لهم ما يلزمهم من قوتهم أحياناً وعلاجهم أحياناً أخرى وفي لحظة يتساوى من تعب ومن نام؟
ألا يعلم هؤلاء أنهم بشرهم يؤخرون المجتمع ؟
ألايعلم هؤلاء أنهم ظلموا وأن الظلم ظلمات يوم القيامة ؟
ألا يعلم هؤلاء أنهم سوف يدخلون القبور وأنهم سوف يقفون أمام الله ويحاسبهم ؟
ألا يعلم هؤلاء أن كل طالب ذاكر وكل أب شقي وتعب من أجل أن يوفر لأولاده ما يحتاجون ليتفوقوا يدعو عليهم ويقول حسبي الله ونعم الوكيل ؟
إن الله فرق بين الذين يعملون والذين لا يعملون فكيف أنت يا عبد تسوي بينهما ؟
وكيف تستحل على نفسك ما تتقاضاه من أجر يقدم لك على أساس عملك الذي كلفت به وهو منع الغش فتقوم أنت بالتغشيش وتقدم لأولادك ناراً في بطونهم تحرقهم بدلاً من أن تقدم لهم طعاماً يغذيهم ؟
أيها المعلم إنك من ورثة الأنبياء والأنبياء لم يكونوا يوماً غشاشين أو كذابين فتقتدي بهم في ذلك . لقد نهانا رسولنا الكريم عن ذلك بل وكل الأديان .
أيها المعلم الذي خان الأمانة اتق الله وتب ....... انظر كم من مرة ظلمت طالباً وأباً وأماً بل وأخاً لم تحقق له مطالبه لتتوفر لغيره الذي يمتحن .
وليعلم كل منا أن هناك رباً يراقبنا وهناك قبراً سوف يضمنا وهناك ناراً تنتظرنا وأن هناك من يقول : (((((((((((((((((( حسبي الله ونعم الوكيل ))))))))))))))))))))))))
وهو مظلوم وليس بين الله ودعوته حجاب .
كيف أكون معلماً للأخلاق وأنهى عن الكذب وأنا أكذب وأغش ؟
الطالب يراك الآن بعين الحرامي يراك عظيماً لأنك تساعده على السرقة ولكن في المستقبل كيف يراك ؟ وماذا يقول عنك؟
إن هذا الطالب الذي خنت الله من أجله يوماً من الأيام سوف يراك في الشارع ولن يلقي عليك السلام لأنكما التقيتم على الغش والكذب ولم تلتقيا على خير دها إليه الله .
وربنا يصلح الحال .
ساحة النقاش