ولادة عملاق مغربى فى قطاع انتاج الورقيات
«بابليرا تطوان» تبتلع «سافريباك» بقيمة 30 مليون دولار
الدار البيضاء: لحسن مقنع
أعلنت شركة «بابليرا تطوان»، التابعة لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير المغربية، توصلها إلى اتفاق لإدماج شركة «سافريباك» لصناعة الورق التي تملكها عائلة الصفريوي المغربية.
وأوضحت الشركة أن العملية، التي تبلغ قيمتها 258.7 مليون درهم (30 مليون دولار)، ستتم في البورصة المغربية خلال الفترة من 15 إلى 17 من الشهر الجاري عبر مقايضة أسهم «سافريباك» مقابل أسهم «وراقة تطوان». وأشارت إلى أن سعر المقايضة حدد في 108 من أسهم «بابليرا تطوان» مقابل 19 سهما من أسهم «سافريباك».
وقالت الشركة إن العملية سيتم تمويلها عبر الزيادة في رأسمال «بابليرا تطوان» من خلال إصدار 1.56 مليون سهم جديد بسعر 165.5 درهم للسهم (19 دولارا) للسهم، والتي ستخصص لشراء إجمالي أصول شركة «سافريباك»، وأضافت أن شركة «سافريباك» تم تقييمها في هذه العملية على أساس 940.72 درهم (107 دولارات) للسهم.
وستسفر هذه العملية عن انتقال حصة الأغلبية في رأسمال «بابليرا تطوان» من صندوق الإيداع والتدبير إلى عائلة الصفريوي، إذ ستتقلص حصة صندوق الإيداع والتدبير من 88 في المائة قبل عملية الاندماج إلى 35 في المائة بعد العملية، فيما ستحصل عائلة الصفريوي على حصة 60.5 في المائة من رأسمال الشركة الجديدة المنبثقة عن عملية الاندماج، وذلك من خلال الأسهم التي ستحصل عليها مقابل أصول شركة «سافريباك».
ويملك صندوق الإيداع والتدبير حصته في وراقة تطوان، عبر فرعه المتخصص في مجال الحراجة (استغلال الغابات) وصناعة الورق «سيليلوز المغرب»، والتي تملك مجموعة فروع متخصصة في كافة حلقات صناعة الورق، انطلاقا من الاستغلال الغابوي وإنتاج الخشب إلى صناعة الورق والمنتجات الورقية، مرورا بإنتاج عجينة الورق. ويقدر الرصيد الغابوي لشركة «سيليلوز المغرب» بنحو 30 ألف هكتار، وتنتج نحو 145 ألف طن من عجينة الورق سنويا، تصدر 80 في المائة منها إلى الخارج، خاصة نحو إيطاليا وتركيا وتونس واليونان ودول أوروبا الشرقية.
وكانت «بابليرا تطوان»، التي يعود إنشاؤها إلى سنة 1948 وتقدر طاقتها الإنتاجية الحالية بنحو 90 ألف طن في السنة، قد عرفت فترة صعبة خلال الأعوام الستة الماضية نتيجة احتداد المنافسة وهبوط أسعار الورق. وكانت تخطط لإغلاق مصنعها الذي يقع على مساحة 54 ألف متر مربع وسط مدينة تطوان، وبيع العقار والتجهيزات التابعة للمصنع، ونقل نشاطها إلى منطقة سيدي يحيى شمال الرباط، حيث غابات «الأوكاليبتوس» التابعة للشركة الأم، إلا أنها وجدت بديلا عن هذه الخطة في عملية الاندماج مع شركة «سافريباك».
ويرجع تاريخ إنشاء «سافريباك» إلى سنة 1976 من طرف عائلة الصفريوي، ويقع مصنعها في مدينة طنجة على مساحة 35 ألف متر مربع مغطاة، ويضم ثلاث سلاسل بطاقة إجمالية 119 ألف طن في السنة، ويعود تاريخ اقتناء آخر سلسلة إنتاجية، وقدرتها 93 ألف طن إلى السنة الماضية.
وتتميز السوق المغربية للورق بضعف الاستهلاك الفردي الذي لا يتجاوز 8.5 كيلوغرام للفرد في السنة، مقابل 11 كيلوغراما في الجزائر، و12 في تونس، و45 في المملكة العربية السعودية.
ويتميز قطاع الإنتاج المغربي للورق بكثرة الشركات، التي يقدر عددها بنحو 84 شركة، غير أن الإنتاج المحلي لا يفي سوى بنحو 40 في المائة من الحاجيات، إذ ينتج المغرب نحو 200 ألف طن من الورق سنويا، ويصدر نحو 30 ألف طن، فيما يستورد 300 ألف طن من الخارج.
وعرف القطاع أخيرا دخول العملاق الأميركي «انترناشنال بايبر»، عبر شرائه لشركة «سي إم سي بي» وإدماجه فيها لعدة شركات صغيرة، والذي أصبح يملك في المغربية طاقة إنتاجية تقدر بنحو 125 ألف طن من ورق الطباعة و300 ألف طن من الكارتون في السنة.
وقطاع صناعة الورق مرشح ليعرف تحولات عميقة خلال السنوات المقبلة، نتيجة تنفيذ اتفاقيات التجارة الحرة وسقوط الحواجز الجمركية، والتي يترقب أن تصل إلى التحرير الشامل لتجارة الورق مع الاتحاد الأوروبي في أفق 2012، ومع تركيا في أفق 2017، فيما تم تحرير تجارة الورق مع كل من تونس ومصر والأردن أخيرا في إطار اتفاقية أغادير.
المصدر: جريدة الشرق الاوسط
ساحة النقاش