فرح امين كثيرا عندما جاءه جواب التعيين ولم يبالى اين المكان على قدر سعادته بانه سيعمل وفى وظيفة حكومية عن طريق المسابقة التى اعلنتها وزارة الموارد المائية وهاهو الجواب الاصفر يحمل له خبر الذهاب الى ديوان عام الوزارة لاستكمال مصوغات تعينه ويصحى امين مبكرا ويخرج حاملا اوراقه الى ديوان عام الوزارة لاستكمال الاوراق اللازمة ويخرج امين بجواب استلام العمل الى بنى سويف ليصبح مفتش الرى هناك وهو سعيد وجلس امين فرحا وهو يخطط ان المسافة بينه وبين القاهرة لاتتعدى الساعتين كلما احس باللمل ينزل القاهرة وهكذا بدا يتحاور مع نفسه ويذهب امين الى بنى سويف لاستلام عمله وهناك يتم توزيعه على احدى الادارات ليذهب هناك ليستقبله المهندس حسان ليرحب به ويقول له انك اتيت لتستلم منى المكان اصل خلاص حسن الختام فى الوظيفة الميرى اللى الواحد قضى فيها احسن ايام اهو فاضل كام شهر تعرف فيهم كل كبيرة وصغيرة وهخليك اكنك بقالك زمان شغال مفتش رى وتقول عم حسان قال ليبداامين رحلته فى وظيفته وعم حسان يعلمه ويعرفه جميع النواحى الادارية والمهنية وامين يتقبل ويتعلم سريعا مما افرح المهندس حسان وقال له سوف تصبح مفتش رى مخضرم ياامين وطوال هذه الفترة لم ينزل امين الى القاهرة الا مرات قليلة وذلك بحكم ان المهندس حسان يعلمه كل كبيرة وصغيرة فى العمل حتى ان احد العاملين قال له حرفيا يابشمهندس انت ربنا بيحبك انك جيت هنا ولاقيت عم حسان وعرفك الشغل واصوله لان نادرا لما تلاقى حد زى عم حسان اللى بيعامل الكل على انهم ابنائه ويستحقوا النصيحة والتوجيه وفى ذلك الوقت كان امين بدء يتاقلم مع المكان ويتكيف معه ومع الموجودين فيه لتصبح بينهم الفة ومودة وكان اغلب وقته يقضيه فى المكتب الا فى الليل ولكنه فى يوم احس باجهاد فقرر ان يذهب الى الاستراحة حتى يرتاح قليلا وخصوصا انها فى خلف مبنى الادارة وليست بعيدة ودخل امين الا ستراحة حتى يرتاح قليلا وبعد فترة من النوم قام امين ليفتح الشرفة الموجودة فى غرفته ليفوجى بمنظر يشده
ليخرج من الشرفة ليتامل المكان والمنظر الخلاب الذى يشاهده لاول مرة سائلا نفسه اين هو من هذا المكان الذى يشاهده لاول مرة وكانه يحضر الى هذا المكان لاول مرة وهو الموجود على بعد خطوات منه ولم يشاهده الا الان واصبح امين ينهى عمله يوميا ليذهب الى الاستراحة ليفتح باب شرفته ليخرج الى الطبيعة الساحرة التى بدات تجذبه اليه متاملا هذا الجمال الربانى الذى بدا يعيش معه وينسى كل شئ الا شئ واحد منظر الماء المتدفق امامه والخضرة الطبيعية التى تسحر العين وتذهب بالخيال الى دنيا اخرى يعيش معها الانسان لحظات من السعادة بعيدا عن الهموم واحمال وضغوط العمل ليجد امين ملاذ وعشقا جديدا له يتمثل فى هذا الركن الذى ينفرد اليه تاركا كل شئ بعد انتهاء عمله لتامل الجمال الربانى الذى لايعيره الانسان اى اهتمام الا اذا جلس بينه وبين نفسه ينظر اليه والى جمال طبيعته ليقول سبحان الله على مخلوقاته الجميلة التى كثيرا من الناس لايعلموا قدرها
ساحة النقاش