رأي

جريدة الجمهورية المصرية يوم  17 اغسطس 2006
بقلم: السيد البابلي
[email protected]
أطفال "السكر"..!

هل صحيح ان في مصر حاليا أكثر من ثلاثة ملايين طفل أصيبوا بمرض السكر؟ وإذا كان هذا الرقم صحيحا فماذا فعلنا ونفعل لمساعدتهم وتجنيبهم أعراض وعواقب وتفاعلات مرض السكر؟ وهل هناك رعاية صحية مدرسية لأطفال السكر وكيف تتحمل أسرهم التكاليف الهائلة للعلاج من هذا المرض؟
إن هذه قضية صحية بالغة الخطورة خاصة إذا علمنا أنه يوجد أسر لديها طفلان وثلاثة من المرضي بالسكر ويحتاج الطفل لتحليل نسبة السكر بالدم 7 مرات يوميا مرة قبل ومرة بعد كل وجبة من الوجبات الثلاثة والسابعة في الثانية صباحا حتي لا يحدث للطفل هبوط شديد في نسبة السكر بالدم وهو نائم ويحدث مالا يحمد عقباه.
والمشكلة أن هذه التحاليل تكلف أهل المريض حوالي 25 جنيها يوميا بخلاف ثمن الأنسولين. وترتفع أسعار شرائط التحاليل بشكل غريب. حيث كانت العبوة 25 شريطا ب 50 جنيها من سنتين وارتفعت الآن ل 90 جنيها.
ہہہہ
وقد وصلتني رسالة بالغة التأثير من العقيد بالمعاش عبد الرءوف فتح الباب من شبين القناطر يقول فيها حول هذا الموضوع ان المشكلة التأمين الصحي لا يوجد به أي طبيب مختص بسكر الأطفال ولا يمنحوهم سوي عبوتين من الأنسولين المخلط الذي لا يضر ولا ينفع!
ويقول في رسالته إن هذا المرض لا يعرف أي طبيب عنه شيئا إلا في مكانين فقط هما وحدة الغدد الصماء وعلاج السكر بمستشفي أبو الريش الجامعي وقسم الاطفال بمستشفي عين شمس الجامعي ولا يوجد بعد ذلك أي استاذ كبير لأمراض الأطفال أو أمراض السكر يمنع أن يعطيك إجابات شافية أو علاجا محددا.
وياسيدي نزيد علي قولك بأنه لا يوجد أطباء كثيرون قادرون أيضا علي علاج الكبار المصابين بالسكر أو يتابعون حالتهم وتطورات علاج هذا المرض والأدوية الجديدة في العالم.. وإذا ذهبت إلي أي طبيب من هؤلاء فإنه بمجرد أول تحليل أو ثاني تحليل سوف يعتبرك مريضا بالسكر ويكتب لك بعض الأقراص أو حقن الانسولين مع بعض النصائح المتعلقة بتخفيض الوزن والامتناع عن السكريات والنشويات.. وواصل علي العلاج يا استاذ ومع السلامة.
وهي فعلا قضية وطنية تحتاج إلي حملة قومية للتوعية بهذا المرض وآثاره ومضاعفاته. فلدينا أكثر من عشرة في المائة من عدد السكان مصابين بهذا المرض.. بخلاف الذين يعانون منه ولكنهم لا يعرفون أنهم مصابون بالمرض. والبعض يتعامل مع هذا المرض باستهتار ولا مبالاة.. والبعض الآخر علي النقيض ينظر إليه بخوف وقلق شديدين.
وإذا كنا نقول إن الكبار يستطيعون أن يجدوا طريقة لحصار هذا المرض وعواقبه فإن الصغار في حاجة إلي من يأخذ بيدهم لتجنب تأثير السكر علي أوردة وشرايين الجسم وعلي الكلي والكبد وأمراض الفم والأسنان والعيون.
ونحن في هذا ندعو لتدخل الدولة لحماية اطفال صغار لا يدرون من أمر أنفسهم شيئا ويجب أن توفر لهم شرائط التحاليل مجانا أو بأثمان رمزية وكذلك توفير الأنسولين بكافة أنواعه. ولا يجب أن تكون الدولة وحدها في ذلك إذ ان رجال الأعمال الكبار عليهم مسئولية التبرع لأقسام رعاية هؤلاء الأطفال بمستشفي أبو الريش الجامعي ومستشفي عين شمس الجامعي فمثل هذا التبرع يعد من أفضل الأعمال الصالحات والصدقة الجارية.
إننا أمام قضية أطفال لا صوت لهم إلا ضمائرنا جميعا التي يجب أن تسارع إلي البدء في حملة وطنية هدفها إنقاذ أطفال السكر وتقديم العون لهم ولتكن البداية بإصدار بطاقات خاصة لهم تمنحهم تخفيضا عند شراء أدوية السكر وشرائط التحليل.. والمهم أن نبدأ في تقديم يد المساعدة.
ملحوظة أخيرة:
الجامعات الخاصة انتشرت في كل المحافظات والعلم أصبح "يكيل" بالدولارات.. وليس "بالبدنجان" الذي أصبح للفقراء.
  • Currently 150/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
50 تصويتات / 110 مشاهدة
نشرت فى 26 يوليو 2009 بواسطة elmohazab

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

7,920