44434 ‏السنة 132-العدد 2008 اغسطس 2 ‏غرة شعبان1429 هـ السبت

 

<!--ntaine-->

بـريــد الأهــرام

 

<!--ntaine-->
  <!--a-->

مفتاح النجاة من المرض الخطير

 

 

<!--a-->
ما إن تناولت قضية الأطفال المصابين بمرض السكر‏,‏ حتي انهالت علي تعليقات ورسائل القراء‏,‏ وأساتذة الطب الذين بعثوا إلي بعصارة فكرهم لتحذير الناس ونصحهم بمخاطر هذا المرض الخطير وطرق الوقاية منه‏.‏ وسوف اتناول تباعا بالشرح والتحليل رؤية الأطباء لكي يستفيد منها الجميع‏..‏

واتوقف اليوم في بداية الحملة ضد مرض سكر الأطفال مع هذه الرسالة الشاملة‏:‏

*‏ د‏.‏ صلاح الغزالي حرب‏:‏ استجابة لندائكم الكريم في بريد الأهرام السبت الماضي فإنني أتوجه اليوم ببعض الارشادات الي كل الأسر التي ابتلاها الله بإصابة أحد أبنائها بمرض السكر وذلك من أجل عدم إصابة فرد آخر بهذا المرض‏.‏

أولا‏:‏ بالنسبة لمرض السكر من النوع الأول‏..‏ المعتمد علي الانسولين والذي يصيب عادة صغار السن‏,‏ فإنه لا توجد حتي اليوم وسيلة فعالة للوقاية منه‏.‏ ولكن تبقي هناك حقيقة علمية توافق عليها العلماء وهي أن الرضاعة الطبيعية للطفل ولمدة كافية لا تقل عن ثمانية أشهر‏..‏

هي صمام أمان حقيقي ضد الإصابة بهذا المرض مع تجنب استعمال الألبان الصناعية التي ثبت أن لها دورا مهما في إحداث الخلل المناعي المؤدي لهذا المرض‏..‏ وقد بدأت منذ سنوات قليلة أكبر دراسة علمية في تاريخ السكر عن هذا الموضوع في فنلندا التي تعتبر من أكثر دول العالم تعرضا للإصابة بهذا المرض ومن المنتظر أن تعلن بعد نحو أربع سنوات من الآن النتائج النهائية‏.‏

ثانيا‏:‏ بالنسبة لمرض السكر من النوع الثاني الذي يصيب الأطفال وصغار السن والذي أصبح ظاهرة خطيرة في السنوات الأخيرة بسبب شيوع البدانة‏,‏ وزيادة الوزن لدي هذه الفئة العمرية‏..‏ فقد قامت بلاد كثيرة باتخاذ الكثير من الاحتياطات الواجبة للحد من هذه الكارثة قبل أن تستفحل‏,‏

وتكفي هنا الإشارة إلي ما قامت به سنغافورة في هذا المجال حيث منعت الإعلان في وسائل الإعلام المختلفة عن الأغذية عالية السعرات والتي تغري الأطفال والشباب‏,‏ كما قامت بمراجعة شاملة لكل مقاصف المدارس والحضانات لتغطية ما يقدم لهم من أغذية‏.‏

ثالثا‏:‏ بالنسبة لمرض السكر من النوع الثاني والذي يمثل أكثر من‏90%‏ من حالات السكر في العالم‏,‏ ويصيب غالبا من هم فوق سن الأربعين‏,‏ فإن طرق الوقاية منه أصبحت أكثر وضوحا عن ذي قبل ويمكن تلخيصها في الآتي‏:‏

{‏ المحافظة بقدر الإمكان علي الوزن المناسب وتجنب السمنة‏.‏

{‏ تجنب التدخين‏.‏

{‏ العلاج الفعال لارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الدهون بالدم‏.‏

{‏ متابعة السيدات اللاتي يصبن بسكر الحمل‏,‏ وذلك بعد انتهاء الحمل لفترة كافية تحسبا لظهوره مرة أخري‏.‏

{‏ الدعوة من خلال وسائل الإعلام المختلفة الي نشر ثقافة الفحص الشامل من أجل الاكتشاف المبكر لهذا المرض أو منع حدوثه وهذا الفحص ينبغي أن يكون بصورة دورية كل‏1‏ ـ‏3‏ سنوات لكل من وصل إلي سن الخامسة والأربعين‏,‏ وكل من وصل إلي سن الخامسة والعشرين لمن لديهم أقارب من الدرجة الأولي مصابون بهذا المرض‏.‏

ويهمني هنا الإشارة إلي وجود مركز للفحص الشامل لمريض السكر في مستشفي معهد ناصر التابع لوزارة الصحة‏,‏ والذي اقترحت فكرته وقمت علي إدارته منذ نحو خمسة عشر عاما وحتي الآن‏..‏ وهو يقوم بهذه المهمة علي أكمل وجه ولكنه يحتاج بصورة عاجلة مزيدا من الدعم بالإمكانيات لكي يستمر في تقديم هذه الخدمة المميزة‏..‏

وأخيرا‏..‏ تبقي كلمة‏..‏ إن مفتاح النجاة للوقاية من هذا المرض الخطير هو ببساطة العودة إلي تقاليدنا الشرقية القديمة في تناول الطعام الذي يرتكز أساسا علي الخضراوات الطازجة‏,‏ والفواكة‏,‏ والأسماك المشوية‏,‏ والابتعاد عن تلك الوجبات الكارثية المسماة بالوجبات السريعة والتي تحمل وسط رائحتها النفاذة‏,‏ وألوانها الجذابة ودعايتها القوية كل أسباب الضرر والخراب بالجسد الإنساني‏.‏
  • Currently 195/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
65 تصويتات / 116 مشاهدة
نشرت فى 26 يوليو 2009 بواسطة elmohazab

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

7,922