السيسى يبحث عن الشرعية المفقودة فى أمريكا
بـ 50 أتوبيس استخباراتى وتيشيرت الكنيسة
منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 6765
كعادته، لا يذهب إلى أى مكان دون دعم مخابراتى وكنسى خاصًة عند الذهاب إلى البلد الأم أمريكا، التى يحج إليها جميع الطغاة ممن لا يمتلكون أى قواعد شعبية فى بلادهم، فوسط زفة إعلامية كبيرة تضم العديد من رجال البرلمان والأقباط، و50 أتوبيسا أعدتها أجهزة المخابرات لدعم السيسي في "حجه" إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ بحثا عن الشرعية المفقودة التي يعاني منها السيسي منذ انقلاب 30 يونيو 2013م.
وبحسب مراقبين، فإن السيسي وحده هو الذي يلجأ إلى مثل هذه الزفة الإعلامية، لإحساسه بالنقص والحاجة الدائمة للمساندة والدعم، ما يعكس شعورا بالضعف وفقدان الثقة في الذات، فلا يكاد يُرى "رئيس" يفعل كما يفعل قائد الانقلاب، وهو ما يثير الدهشة والتعجب من هذه التصرفات المصرية الشاذة التي جعلت من بلادنا "أضحوكة العالم".
أتوبيسات المخابرات
أجهزة الدولة تدرك جيدا هذه الهشاشة التي يعاني منها رأس النظام بشكل خاص، فأعدت 50 أتوبيسا خلال اليومين الماضيين عليها أعلام مصر وصور قائد الانقلاب؛ أملا في توفير حشود بالمئات من العاملين بالسفارة المصرية وأجهزة الأمن والأقباط يمكن أن تجبر الكسر والضعف الذي يعاني منه السيسي وحاجته الملحة للدعم والمساندة، وسوف تطوف هذه الأتوبيسات في مشهد هزلي بالشوارع الجانبية والقريبة من مقر اجتماعات الأمم المتحدة لدعم قائد الانقلاب وجبر كسره النفسي وفقدان الشرعية.
ويتكون الوفد المرافق للسيسي من 24 نائبا من برلمان العسكر، إضافة إلى عشرات الممثلين والكومبارس والصحفيين والإعلاميين الموالين للعسكر، إضافة إلى وفد الكنيسة وأقباط المهجر.
وكشفت مصادر مطلعة عن إعداد عناصر ينتمون لجماعة الإخوان ملفات عن الأوضاع الاقتصادية والحريات والسجون لعرضها على عدد من نواب الكونجرس الأمريكي، خلال زيارة السيسي لـ"إحراج الدولة المصرية".
تيشيرتات الكنيسة
وتحظى زيارة السيسي بدعم كبير من جانب الكنائس الثلاث الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية. فيما واصلت اللجنة البابوية المرسلة من البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، جولاتها داخل الكنائس الأمريكية بنيويورك والساحل الشمالي للولايات المتحدة، والتي تتكون من الأنبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها، والأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص، لحث الأقباط بأمريكا على الخروج وجبر خاطر قائد الانقلاب، الذي تحظى الكنيسة في عهده بما لم تحظ به منذ عقود طويلة.
وأعلنت الكنيسة الإنجيلية، في بيان لها، عن أن رئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر ممثلة في القس الدكتور أندرية زكي، رئيس الكنيسة، قد تواصلت مع العديد من القيادات الإنجيلية الأمريكية رفيعة المستوى، لدعم السيسي والحشد لاستقباله. وخصصت الإنجيلية اليوم للصلاة من أجل نجاح زيارة السيسي ودعمه في شتى المجالات. ولم تكتف بذلك بل أرسلت وفدا ممثلا لها، يوم الخميس الماضي، إلى نيويورك لدعم السيسي، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية الحكومية.
ودعت الهيئة القبطية الأمريكية، إحدى منظمات أقباط المهجر، إلى استقبال السيسي والترحيب به، اليوم الأحد، أمام فندق بالاس هوتيل بنيويورك الواقع بتقاطع شارع 50 مع مادسون أفينيو بنيويورك، وكذلك تأييده أيضا يوم الثلاثاء المقبل أمام مبني الأمم المتحدة.
وأعلنت الهيئة عن توفير أتوبيسات أمام كافة الكنائس القبطية بالولايات المتحدة لنقل كافة المشاركين في وقفات الترحيب والاستقبال والتأييد لقائد الانقلاب.
وفي هذا الصدد، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أن ما وصفه بحج السيسي إلى نيويورك يأتي لتسويق نفسه دوليا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولجبر خيبة أمله في قمة العشرين الاقتصادية بالصين، والتي شهدت تجاهلا حقيقيا لوجوده.
وأضاف- في تصريحات إعلامية لقناة الجزيرة الإخبارية السبت 17 سبتمبر- أن حملات التسويق الداخلي والمساندة للسيسي بدأت تتآكل؛ بسبب التجاوزات في محال حقوق الإنسان وعمليات القتل خارج إطار القانون، وغول الأسعار الذي يأكل المصريين.
وعزا عبد الفتاح استمرار الدول الغربية في استقبال واستضافة السيسي إلى فكرة المصالح التي تتجسد في علاقته بدول الغرب، واصفا تلك العلاقة بأنها "نموذج لعملية ابتزاز لنظام السيسي الفاشي الذي لم تر مصر مثله، والذي يسعى إلى الشرعنة ويقايض من أجلها بكل شيء، وليس أدل على ذلك من انبطاحه للكيان الصهيوني كجواز مرور لشرعنته لدى الغرب"، حسب تعبيره.
من جهته، رأى الناشط الحقوقي والقيادي الناصري أحمد عبد الحفيظ أنه لا مبرر كي يصطحب السيسي في زيارته إلى نيويورك هذا العدد الكبير البرلمانيين والفنانين والإعلاميين في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها مصر، خاصة أنه ليست هناك مهام محددة لهؤلاء المرافقين.
وعن عدم وجود أطر لمحاسبة المسؤولين عن إهدار الملايين من أموال الدولة المصرية، قال عبد الحفيظ لقناة الجزيرة الإخبارية، أمس السبت 17 سبتمبر: إنه لا توحد أطر محاسبة حقيقية للمسؤولين في الدولة، ناهيك عن الرؤساء، مشيرا إلى أن الدستور الحالي لا يتضمن تلك الأطر.
ساحة النقاش