كتب: محمد فتحي
" مش لاقي شغل وعايز أبيع كليتي عشان اعمل مشروع".. هذا ملخص ما كتبه أحد الشباب على الفيس بوك وقام العديد من النشطاء بنشره على صفحاتهم خلال الأيام الماضية.. ولكن بالبحث اكتشفنا الكارثة.. وهي أن هناك الكثير من الشباب المصري يعرضون أعضاءهم البشرية للبيع من أجل الهروب من بطالتهم ومشاكلهم الاقتصادية.. وأصبح هناك صفحات على الفيس بوك متخصصة لبيع الأعضاء البشرية وتشهد إقبالا كبيرا من مختلف الجنسيات ومنهم مصريين للأسف..
من هذه الصفحات صفحة" كلى للبيع"، والتي تعتبر سوقا مفتوحة تعرض حالات تريد بيع أو شراء الكلى، ولا يخجلون من ترك أرقام تليفوناتهم وكأنهم في سوبر ماركت، وهناك من يحدد السعر وهناك من يترك الأمر لمن يدفع أكثر
ومن هؤلاء الشباب كتب أشرف عرفة" أنا شاب من القاهرة عمري 30 سنة ارغب في بيع كليتي لظروف خاصة بيع كلية 90 ألف جنيه، أو جزء من الكبد فصيلة الدم o والطول 170 الوزن 60 ممكن في أسرع وقت علشان أنا الظروف عندي وحشة أوى أنا عاوز الموضوع ده سر لإن أهلي مش موافقين "، وآخر قال" أنا مستعد أبيع كليتي مقابل 3500 يورو.. أنا عندي 26 سنة بصحة جيدة جدا والحمد الله من مصر"، وكتب آخر" نريد بيع كليتنا احنا 3 أشخاص من مصر"، كما كتب محمود السيد" اريد التبرع بكليه مصري عندى 29 سنه قول السعر علي الخاص"
تحدثت مع بعض هؤلاء الشباب الذين يعرضون بيع كليتهم.. حيث يقول إسلام: الظروف صعبة في كل شيء، ووصلت إلى حالة من اليأس تدفعني لفعل أي شيء، وأنا لن أتاجر في المخدرات أو أقوم بأي شيء حرام، فكليتي ملكي وعرضتها على المواقع للبيع، وأحيانا يتصل بي أشخاص للشراء ولكن لا نتفق على سعر، فأكبر سعر جاءني كان 10 ألاف جنيه، وهذا مبلغ لن يفعل أي شيء الآن، وأنا مثلي مثل غيري أحلم بفرصة عمل، فأنا معي دبلوم، ولا أتكبر على أي عمل حتى ولو كان عامل نظافة
أما محمد فقال: عندي 25 سنة وحصلت على دبلوم صنائع، ولم أجد أي عمل حتى الآن، بحثت كثيرا عن أي فرصة ولمدة أربع سنوات ولكني لم أصل إلى شيء، وتقدمت كثيرا للعمل في أماكن طلبوا مني أن أملأ استمارة بـ 20 جنيها ولكنهم يجمعون الفلوس فقط، وحاجتي للفلوس دفعتني لأعرض بيع كليتي على الانترنت، وكتبت في الإعلان أني لديّ كلية +A والحمد لله صحتي جيدة وليس لدي أي داء، ولا أدخن أو أشرب أي كحول، فلم أجد أي حل آخر سوى أن أفكر في ذلك، وهناك من اتصل بي لشرائها ولكن البيع لم يتم، ومازلت منتظر أي مشتري، وأعرضها للبيع بـ 50 ألف جنيه، حتى أستطيع أن أفتح مطعم" تيك أواي"، ويكون ملكي، وأهلي لا يعلمون ما أفكر فيه، وأقوم بذلك من وراءهم لأنهم بالتأكيد سيرفضون ذلك، ولكن ماذا يفعل شاب في سني لا يجد أي عمل ولا يجد أي أموال لعمل مشروع ويؤمن مستقبله، بالطبع صعب جدا أن يصل تفكيري إلى بيع كليتي ولكني لم أجد حل آخر
" أنا مصري عايز أبيع كليتي للظروف المهينة اللي أنا فيها".. هكذا عرض وليد صبري بيع كليته.. والذي تحدثت معه للتعرف على تلك الظروف التي دفعته للتفكير في ذلك.. ويقول: معي بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس، وأنا في الثلاثينات من عمري ولم أفعل أي شئ في حياتي ولم أتزوج، وأي شاب في هذا العمر يفكر في أشياء كثيرة يفعلها ولكني لم أحقق أي شيء، وكان عندي مديونية بعد أن تعرضت لخسائر كثيرة، ففي 2011 كنت أعمل في المقاولات، وخسرت بسبب الأحداث التي مرت بها البلد، ثم غيرت نشاطي وفتحت محل في سوق العبور، وحدثت خسائر أخرى، ووصلت ديوني إلى 35 ألف جنيه، وأعمل حاليا 20 ساعة في اليوم حتى ألبي احتياجاتي، فأعمل محاسب في سوق العبور بـ 60 جنيها في اليوم، وفي صيدلية في المساء بألفين جنيه في الشهر، وعرضت كليتي للبيع بدون أن يعلم أحد من أسرتي، وهناك من عرض الشراء بـ 15 ألف جنيه، ولكني كنت أريد أن أبيع بـ 35 ألف جنيه حتى أستطيع أن أسدد ديوني، فقد وصلت لمرحلة شعرت فيها بأن كل الأبواب مغلقة أمامي وما باليد حيلة
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسمالبريد الإلكترونيعنوان التعليقالتعليق
الاكثر قراءة
ساحة النقاش