جاءت تهرول فى ليله قمريه ولم تستطيع التحدث من سرعه ضربات قلبها ولم استطيع تهدئة أنفاسها المتلاحقة .. سالت دموع عينيها بحورا وكأنها لم تبكى من قبل .. يخيل الى وكأنها كانت تجرى بسرعة مسافة اميال وأميال .. هدأت من روعها شيئا فشيئا حتى استلقت على اقرب اريكة متأملة سقف الغرفة شاردة وبدأت تسرد ما تشعر به قائلة ..ينتابنى فى تلك الساعة شعورا بالاختناق والضيق .. اشعر بمرارة فى حلقى .. وقشعريرة فى صدرى .. وسرعة فى نبضات قلبى .. وكأننى على مشارف الموت قهرا .. ليتنى اعرف ماذا جنيت لأدفع عمرى ثمنا لذنب لم ارتكبه واعاقب على خطيئة لا اعلم ما هى .. لأعيش فى دنيا ليست دنياى .. واتعامل مع أناس كثيرين لا اتفهم طباعهم ولا شخصياتهم من كثرة الكذب والنفاق ..فجأة انفجر بداخلها بركان الغضب .. ليحمل بين طياته مرارة السنون الماضية ..واعلنت العصيان قائله .. لن أسمح لمخلوق أن يقود عقلى الى حيث يريد ولم ولن أسمح لمخلوق أن يدير دفة حياثى أو يعبث بمشاعرى الرقيقة التى لطالما إحتويتها ولم أتركها مشاعا لأحد مهما كان .. ثم كان الصمت حليفها .. وأجهشت بالبكاء..فأخذت أربت على قلبها المسكين المتألم حد الألم .. وحدثتها عن المحن التى تصنع الرجال .. فلولا البلاء ما كانت لذة العطاء .. وحدثتها عن قصة يوسف عليه السلام وعن مرارة الالم الذى تعرض له على يد اقرب الناس الى قلبه " اخوته " ورغم ذلك صار عزيز مصر .فلولا البلاء والشقاء ما كانت لذة العطاء ومتعة النجاح والانتصار على الاعداء باللين والحكمة والمثول لقوله تعالى " {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } [فصلت 34 - 35]صدق الله العظيمفهدأ قلبها وجفت دموعها وظهرت ابتسامة ثغرها.. ثم ودعتنى قائلة سأفعل وسأعود أقوى من النار واصلب من الحديد دكتورة زينب زكى
ماما زوزو
Zenab Zaki
ساحة النقاش