جدِّدوا إيمانَكم قالوا يا رسولَ اللَّهِ فكيفَ نجدِّدُ إيمانَنا قالَ جدِّدوا إيمانَكم بقولِ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ

(( الراوي أبو هريرة ))

ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوةَ الإيمانِ . من كان اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه ممَّا سواهُما . وأنْ يحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلَّا للهِ . وأنْ يكرهَ أنْ يعودَ في الكفرِ بعد أنْ أنقذَه اللهُ منه ، كما يكرهُ أنْ يُقذَفَ في النَّارِ

(( الراوي أنس ابن مالك ))

بسم الله الرحمن الرحيم ..والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم

اللهم أخرجنا من ظلومات الوهم والجهل إلى أنوار الحق والمعرفة، وزدنا علما وهدى وتقوى واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..

اليوم لدينا سر جديد من تلك الأسرار الكبيرة التى تركها لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينتظر من يبحث فيها ويتدبرها ويلمس بعيون قلبه مواطن الخير فيها ..

جدِّدوا إيمانَكم بقولِ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ

والسر يكمن في العلاقة بين هذا الحديث وبين الذي بعده، فدققوا معي رحمكم الله:

ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوةَ الإيمانِ . من كان اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه ممَّا سواهُما

إذا عندما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جددوا إيمانكم فإن أحد معاني كلامه هو أن نجدد شعورنا بحلاوة الإيمان.. فمما لا شك فيه أن للإيمان حلاوة وطلاوة وعالم من الجمال الروحي والنفسي والراحة من كل هم وغم.

ثم حدد لنا قائدنا ومعلمنا الوسائل التى بها نستطيع أن نجدد إيماننا:

ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوةَ الإيمانِ . من كان اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه ممَّا سواهُما

• الآن أنت تحب والديك .. كن بارا بهما.

• تحب أولادك ربيهم على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يضمن لك ربك فلاحهم ونجاحهم ونجاتهم من النار، بدليل الآية:

(( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ))

{سورة النساء آية رقم 9}

• تحب المال قم بتجارة مع الله يضمن لك بها السعادة والهناء في الدنيا والآخرة:

(( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ))

• تحب المال والبنون والإستقرار وتسعى إلى الأمن والآمان والنجاح فادعو بدعاء عباد الرحمن:

(( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)  أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا)). سورة الفرقان.

• تحب التفوق والتميز وتريد أن تثبت وجودك؟ إذا اتبع قول الله تبارك وتعالى:

((الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ))

{سورة الحج آية 41}.

الآن سنقوم بتطبيق كل ما سبق بطريقة سهلة وثلثة وبسيطة جدا، وهي أن نبحث في أنفسنا عن السلبيات التى تواجهنا في حياتنا اليومية مثل:..

• فلان بينك وبينه عداوة.. إذا عليك بتنفيذ أمر الله لك:

(( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ))

العفو لن يكلفك شيئا، أكثر من أن تأمر من أساء إليك بالمعروف، قل له اتق الله، فإن أخذته العزة بالأثم تولى عنه واتركه ولكن أدعو له حتى يعرف عقلك الباطن أنك عفوت عنه فلا يختزن عداوة ولا بغضاء، فيصبح حالك مثل هؤلاء الذي قال الله تبارك وتعالى فيهم :

(( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )){فصلت34}.