التوصل إلي خيوط مهمة قد تقود
إلي تحديد الجناة في الحادث الإجرامي

<!heade>
متابعة‏:‏ عصام مليجي ـ هشام الزيني ـ أيمن فاروق ـ محمد دنيا
المستشار هشام بدوى المحامى العام لنيابات أمن الدولة العليا يتفقد موقع الحادث
توصلت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية إلي خيوط مهمة قد تقود إلي تحديد الجناة‏,‏ مرتكبي الحادث الذي لاقي استنكارا من كل المواطنين والمؤسسات المصرية والخارجية‏,‏ والذي وقع أمام المشهد الحسيني وأسفر عن مصرع فتاة فرنسية وإصابة‏23‏ آخرين من المصريين والفرنسيين والألمان والسعوديين‏.‏

وقد بدأت الأجهزة الأمنية في فحص المقيمين بفندق المشهد الحسيني الذين كانوا موجودين يوم ارتكاب الحادث وكذلك فحص متعلقاتهم‏,‏ خاصة أنه قد تم العثور علي بعض متعلقات لأشخاص غادروا الفندق بلا عودة حتي ظهر أمس‏.‏

ويتابع السيد حبيب العادلي وزير الداخلية أولا بأول ما توصلت إليه أجهزة البحث حول هذا الحادث‏.‏ وما انتهي إليه تقرير المعمل الجنائي الذي أكد أن العبوتين اللتين انفجرت إحداهما والثانية قد تم إبطال مفعولها من خلال أجهزة المعمل الجنائي والحماية المدنية أنهما بدائيتا الصنع‏.‏

وقد تابع المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام التحقيقات التي تباشرها نيابة أمن الدولة بإشراف المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا والمستشار عمر قنديل المحامي العام الأول لنيابات غرب القاهرة وفريق النيابة الذي استمع إلي أقوال المصابين وشهود العيان‏.‏

واستنكر أهالي المنطقة الحادث وأبدوا ملحمة مصرية لحظة وقوعه حيث تكاتفوا مع رجال الإسعاف في نقل المصابين إلي المستشفيات وتبرعوا بدمائهم‏.‏ وقد تماثل‏16‏ مصابا للشفاء وغادروا المستشفيات بينما يتم علاج الباقين بمستشفي معهد ناصر‏.‏

وقد انتهت أجهزة المعمل الجنائي من رفع آثار الانفجار الذي وقع بساحة الحسين‏,‏ وأظهر التقرير المبدئي الذي تسلمته أجهزة وزارة الداخلية أن العبوة التفجيرية يتراوح وزنها بين كيلو جرام وكيلو ونصف الكيلو من الجرامات‏,‏ وإنها كانت معبأة في إناء من الفخار ومعدة بطريقة بدائية‏,‏ وغير مدروسة تشبه في مكوناتها وطريقة اعدادها الألعاب النارية المباعة في الأسواق‏,‏ وأكد التقرير أيضا أن العبوة كانت تحوي كمية كبيرة من البارود الأسود‏,‏ وعددا كبيرا من قطع الزلط صغيرة الحجم وتخلو من المسامير ولكنها تضمنت بعض القطع الحديدية‏.‏

وأشار التقرير إلي أن تلك العبوات تسبب موجة ترددية إيجابية تبعثر محتويات العبوة الناسفة في اتجاه واحد‏,‏ ولكن تصادف إلقاء العبوة علي قاعدة رخامية عكست تلك الموجة وتأثيرها علي النافذة الزجاجية لمقهي الأمل الكائن في الطابق الأول لفندق الحسين الساحي‏.‏

وتبين أيضا أن العبوة إنفجرت أسفل المقعد الرخامي الذي كان يجلس عليه مجموعة من السائحين الفرنسيين وأمامهم كان يمر ــ وفقا للسيناريو الأمني المبدئي ــ باقي المصابين‏,‏ وتسبب انفجار العبوة في مربع ناقص ضلع من الرخام في انحصار الموجة الترددية وتجميعها في إتجاه واحد‏,‏ وهو الطريق الفاصل بين مبني الفندق والحديقة المواجهة له‏,‏ وقامت أجهزة المعمل الجنائي بإشراف اللواء عدلي فايد مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام باستخدام أجهزة حديثة من بينها سيارتان مجهزتان‏,‏ إحداهما متخصصة في فحص ما خلفته العبوة الناسفة من آثار مدمرة علي مكان إلقائها والأخري متخصصة في فحص مكونات العبوة وتحديد طرق تركيبها وتكوينها وتفجيرها‏,‏ وتبين من الفحص أن العبوة خلفت حفرة صغيرة الحجم لا يتجاوز عمقها‏7‏ سنتيمترات‏,‏ كما أثر الانفجار علي أحد أعمدة المقعد الرخامي مما أدي لتحطيمه وسقوط الجالسين فوقه‏.‏

من ناحية أخري أجرت الاجهزة الأمنية بالقاهرة التحريات الأمنية اللازمة حول المترددين علي مكان الحادث والمتواجدين حوله‏,‏ واستمعت إلي أقول شهود العيان‏,‏ وقدمت لمباحث أمن الدولة شخصين من العاملين بمطعم وكافتيريا الحسين‏,‏ واللذين أكدا رؤيتهما لإثنين من المشتبه فيهم‏,‏ وحاول الشاهدون مطاردتهما لكن محاولتهما باءت بالفشل وأدليا أيضا بأوصاف شخص ثالث أسمر البشرة كثيف وطويل الشعر‏,‏ ومصفف إلي الخلف باستخدام مثبت للشعر‏,‏ وقامت الأجهزة الأمنية بعرض صور بعض المشتبه فيهم علي شهود العيان ونظمت أجهزة الأمن العام لأحد الرسامين الجنائيين جلسة لرسم ملامح المتهمين تمهيدا للتوصل إليهم وتحديد شخصياتهم‏.‏

واستعرض اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة القاهرة‏,‏ تقريرا من اللواء محمد نصير مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة يفيد بنتائج التفجير الفعلي للعبوة الناسفة التي تم العثور عليها وإبطال مفعولها أمام قيادات العمل الأمني بوزارة الداخلية الموجودين بمكان الحادث‏.‏

وأكد رجال الحماية المدنية أن تفجيرهم للعبوة الثانية كان يهدف لتحليل مكوناتها وبيان مدي تأثيرها ومطابقة أقوال شهود العيان وسؤالهم عن التأثير الصوتي للإنفجار الأول‏.‏

وبمجرد موافقة القيادات الأمنية علي إجراء تجربة الإنفجار الثاني‏,‏ والتي لم تحدث من قبل في نفس مكان الحادث‏,‏ قام ضباط وأفراد لحماية المدنية بوضع شكائر رملية وعددها نحو‏7‏ شكائر رملية بطريقة دائرية وأسقطوا بداخلها العبوة الناسفة أقاموا كردونات أمنية حول مكان التفجير ثم قاموا بتفجيرها وأبطال مفعولها‏,‏ وذلك بخطوات هادئة عقب صوت الإنفجار توجه اللواء محمد نصير إلي مكان العبوة وأشار بيديه إلي اللواء إسماعيل الشاعر إلي اكتمال تأمين المكان لدخول ضباط المعمل الجنائي وقيادات العمل الأمني بوزارة الداخلية‏.‏

وتبين أن التفجير الثاني أسفر عن التوصل إلي عدة نتائج‏,‏ وهي أن مكونات العبوة الأخري تماثلت تماما مع المكونات المرجحة للعبوة الأولي إلا أن الثانية عثر بداخلها علي بعض القطع الحديدية الصغيرة الصدئة‏,‏ والتي يرجح أنها كانت ضمن كمية الزلط في العبوة‏,‏ وتأكد أيضا صدور موجات تضاغطية إيجابية‏,‏ وأن العنصر الفعال فيها هو بارود الألعاب النارية‏,‏ وليس مادة الــ‏(‏ تي‏.‏ إن‏.‏تي‏)‏ بدليل محدودية تأثيرها علي الشكائر الرملية التي ظلت ساكنة‏,‏ ولم تطير لأعلي‏.‏

وجاءت أقوال شهود العيان لتؤكد تماثل صوت الإنفجار الثاني مع الأول‏,‏ وفي نهاية التقرير تأكد أن العبوتين بدائيتان‏,‏ وأن إعدادهما تما بطريقة عشوائية‏,‏ وذلك عن طريق وضع البارود داخل العبوتين‏,‏ وإنطفأ الفتيل الناري للثانية قبل وصوله إلي البارود فور إلقائها‏.‏

كما إنتهت نيابة أمن الدولة العليا باشراف المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول من سماع أقوال المصابين في حادث الانفجار الذي وقع مساء أمس الأول في حي الحسين وسط القاهرة‏,‏ حيث إستمعت النيابة الي أقوال‏15‏ سائحا فرنسيا وآخر ألمانيا ومصريين و‏3‏ سعوديين أثناء تلقيهم العلاج داخل معهد ناصر من إصابات طفيفة لحقت بهم جراء الانفجار وقد أجمع المصابون علي أنهم فوجئوا بوقوع الانفجار عند دخولهم المشهد الحسيني وعقب نزول الفوج السياحي الفرنسي من الأتوبيس متوجهين الي المشهد الحسيني فوجئوا بسماع صوت إنفجار شديد أدي الي إصابة بعضهم بشظايا ناتجة عن إنفجار عبوة كانت موضوعة أسفل مقعد حجري بموقع الحادث‏.‏

وأضاف المصابون في أقوالهم أمام المستشار طاهر الخولي المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا أنه عقب وقوع الانفجار غطت موقع الحادث سحابة من الدخان الكثيف وسادت حالة من الذعر والهلع بين المصابين ومنهم من وقع علي الأرض متأثرا بجراحه وآخر تطاير في الهواء من شدة الانفجار وأجمع المصابون علي عدم مشاهدتهم لأي شخص يرجح أنه مرتكب الحادث‏,‏ لوقوع الانفجار عقب نزولهم من الحافلة التي كانوا يستقلونها وتوقفت خارج ساحة المشهد الحسيني‏.‏

ولم تتمكن النيابة من سماع أقوال أحد المصابين وهو سائح فرنسي حيث أن حالته حرجة ويصعب معها سماع أقواله‏.‏

في الوقت الذي قامت فيه النيابة بمعاينة موقع الحادث وتبين أن العبوة التي إنفجرت كانت موضوعة أسفل مقعد حجري بموقع الحادث وأدت الي تفجير المقعد تماما وأحدثت حفرة بسيطة بعمق‏7‏ سم وقد تمكنت أجهزة الأمن من إبطال مفعول عبوة أخري مماثلة للعبوة المتفجرة وقد ساهم توقيت وقوع الحادث والمحلات المغلقة بالمنطقة نظرا لإجازاتها الاسبوعية في تقليل حجم الخسائر الناتجة عن الانفجار‏.‏

وقد أمرت النيابة بانتداب المعمل الجنائي لفحص عينات الشظايا التي تم استخراجها من أجساد المصابين وتحديد المادة المستخدمة في التفجير وتحريات المباحث حول الحادث‏,‏ كما أمرت النيابة بتسليم جثة السائحة الفرنسية الضحية الوحيدة للانفجار للسفارة الفرنسية والتصريح بدفنها‏.‏
elmasrya

من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب

  • Currently 126/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
41 تصويتات / 342 مشاهدة
نشرت فى 24 فبراير 2009 بواسطة elmasrya

ساحة النقاش

م/محمد المصرى

elmasrya
نعمل فى مجال المقاولات والتشطيبات والديكور لدينا مجموعة متخصصة من مهندسين فى جميع المجالات نقوم ببناء وحدات ابنى بيتك (مفاجاة) وبيع وشراء »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

506,257