كتب ولاء نبيل وهبة عبدالحميد ٢٢/ ١/ ٢٠٠٩
شهدت محطة مصر حالة من الارتباك والزحام الشديدين استمرت لساعات بعد إعلان الهيئة عن انتهاء إضراب سائقى القطارات بسبب تأخر وصول القطارات عن موعدها واضطر المواطنون إلى افتراش الأرض، والاستعانة ببعض الأغطية لحماية أطفالهم الذين غلبهم النعاس من برودة الجو، فيما فشل أبناء الصعيد فى السفر لأسرهم فى الإجازة وكان سائقو القطارات قد دخلوا فى إضراب عن العمل احتجاجاً على عدم صرف زيادة حافز القيادة للكيلو مترات بواقع ٢٥ قرشاً لكل كيلو متر بدلاً من ٩ قروش. وسادت حالة من الغضب بين المواطنين، بعد أن نوهت الهيئة عبر الميكروفونات داخل المحطة عن إمكانية إرجاع تذاكر السفر للراغبين فى إلغاء رحلاتهم. وأمام مخرج المحطة المقابل لرصيف وجه قبلى وقف نحو ١٤ فرداً من عائلة المواطن مصطفى يوسف، للبحث عن وسيلة بديلة تمكنهم من السفر إلى الأقصر بعد أن تأخر موعد وصول القطار الذى كان من المقرر سفرهم عليه لقضاء واجب العزاء فى أحد أقاربهم. وقال مصطفى: «اضطررت لإرجاع تذاكر السفر التى حجزتها منذ ١٥ يوماً بعد أن أعلن موظفو الهيئة عن إمكانية إرجاع التذاكر لعدم علم الهيئة بموعد انتهاء الإضراب، الأمر الذى وضعنا فى أزمة كبيرة، فمنذ قرابة ساعة ونحن واقفون فى الشارع، عاجزين عن إيجاد وسيلة لنقلنا جميعاً إلى الأقصر، خاصة أننا نحمل العديد من أمتعتنا الخاصة». وتابع: «فكرنا فى استقلال سيارة خاصة من موقف عبود فطلب منا أحد السائقين مبلغ ١٥٠٠ جنيه، فى حين لا يتجاوز سعر تذكرة القطار ٤٦ جنيهاً، وعندما فكرنا فى ركوب السوبر جيت، علمنا أن آخر محطاته هى سوهاج، مما سيجبرنا على استقلال سيارة أخرى حتى الأقصر، يصل سعر تذكرة الفرد الواحد بها ٢٥ جنيهاً، فضلاً عن أن السرعة الطائشة تجعلنا فى حالة رعب وقلق طوال الرحلة». وقال لطفى حسن ورضا فتحى: «كان من المفروض أن نستقل قطار المنيا من المحطة فى تمام الساعة التاسعة إلا ربع ليصل بنا فى تمام الساعة الحادية عشرة مساء اليوم، كى نباشر عملنا صباح غد بشركة رويال للأسمنت، التى تسلمنا بها العمل حديثاً، لكن تأخر القطار سيتسبب فى عودتنا للشركة متأخرين، عن موعد انتهاء الإجازة، مما سيعطى بالطبع انطباعاً خاطئاً عنا لإدارة الشركة، الأمر الذى قد يؤثر سلباً على استمرارنا بها». وانتقد لطفى ورضا أسلوب تعامل موظفى حجز تذاكر السكة الحديد مع المواطنين الذى يتم بمنتهى السخرية والاستهزاء، لدرجة أنه نشبت عدة مشاجرات بينهم تبادلوا خلالها الشتائم، وأوضحا: «ذهبنا لإرجاع التذاكر كباقى الركاب، لكننا فوجئنا بموظف حجز التذاكر يرجع لنا ثمن التذاكر خاصماً من قيمتها جنيهين، وعندما سألناه عن سبب ذلك، قال: (ده تمن تذكرة معونة الشتا) فبحثنا له عن تذكرة معونة الشتا، وقمنا بإرجاعها له فقام بتمزيقها وإلقائها فى وجهينا قائلاً: (دى ما بترجعش يا حضرات.. يالا مع السلامة)». ومن محافظة أسيوط جاءت روجينى إبراهيم، البالغة من العمر ٧٥ عاماً لإجراء عملية استئصال جزء من الكلى، وبعد انتهاء الجراحة والمتابعة الطبية لحالتها قررت العودة إلى بلدها، حيث بادرت زوجة ابنها بالحجز لها على قطار أسيوط، قبل موعد السفر بيومين، لضمان حجز مقعد لتلك السيدة المسنة، ومنذ الساعة الثامنة والنصف ـ حسب ما روت زوجة ابنها ـ افترشوا جميعاً رصيف المحطة الأمر الذى أجهد حماتها بشدة، رغم تحذير الأطباء لهم من خطورة تعرضها لأى نزلات برد أو إجهاد. وقالت زوجة ابنها إنها اضطرت أن تدخل حماتها إلى دورة المياه الرجالى لأن الحريمى كانت مزدحمة للغاية. وانتقد محمود النوبى تناقد تصريحات مسؤولى الهيئة، الذين أعلنوا عن إمكانية إرجاع تذاكر السفر، ورفض موظفى الهيئة تنفيذ التعليمات التى أعلنت للجميع حيث برر موظفو حجز التذاكر الرفض بأن القطارات على وشك الإقلاع، دون تحديد موعد محدد لذلك. أما رشا محمود وسهام على، طالبتان فقالتا: «بعد أن قمنا بإرجاع التذاكر، أعلنت الهيئة عن وصول القطار إلى الرصيف، فأسرعنا على الفور لإعادة شراء التذاكر، لكن موظفى الهيئة رفضوا ذلك وطلبوا منا شراءها من الكمسارى داخل القطار، الأمر الذى سبجبرنا بالطبع على شرائها بغرامة قد تتجاوز ٧ جنيهات، وقد يجبرنا على الوقوف طوال الرحلة». ووصف أشرف محمود يوم إضراب السائقين بيوم الاستغلال، حيث ارتفعت أسعار جميع السلع والمشروبات التى تباع على أرصفة المحطة، فقد زاد سعر كوب الشاى كما روى ٢٥ قرشاً، ووصل سعر زجاجة المياه المعدنية إلى ٤ جنيهات، وسعر عبوات الـ«كانز» ٤ جنيهات. «أنا بالطريقة دى هنام على الرصيف»، بهذه الكلمات عبرت عفاف كامل، ربة منزل، عن تخوفها من تأخر وصول قطار الإسكندرية الذى اعتادت استقلاله أسبوعياً من القاهرة إلى الإسكندرية، لمتابعة العملية الجراحية التى أجرتها فى عينها بأحد مستشفيات القاهرة، وقالت: «اعتدت استقلال القطار أسبوعياً، فى تمام الساعة الثامنة، ليصل بى إلى الإسكندرية الساعة الحادية عشرة، ولأننى ليس لى أى أقارب فى القاهرة، أخشى أن يتأخر القطار عن موعده أكثر من ذلك أو أن تلغى رحلته، الأمر الذى سيجبرنى على المبيت على الرصيف، فى هذا الجو البارد». |
ساحة النقاش