الأزمة المالية تقضي على 50% من نشاط الاكتتابات العامة حول العالم

 محيط – زينب مكي

دفعت المعنويات السيئة لدى المستثمرين، بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية ودخول أغلب كبرى الاقتصادات حول العالم موجة ركود هي الأسوء منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي، إلى الاحجام عن طرح اكتتابات سواء جديدة ـ أولية ـ أو عمليات زيادة في رؤوس الأموال.

 وفي هذا الصدد كشف تقرير اقتصاي حديث ان نشاط الاكتتاب تراجع على مستوى دول العالم الى أكثر من النصف منذ العام 2007 ،حيث بلغ عدد الاكتتابات خلال الأشهر الاحدى عشر الماضية بلغت 745 اكتتابا في جميع أنحاء العالم بعائدات وصلت الى 95.3 مليار دولار بينما شهدت الفترة نفسها من عام 2007 ما يقارب 1790 اكتتابا بلغت عائداتها 256.9 مليار دولار.

 ونقل تقرير الاكتتابات السنوي الصادر عن شركة "ارنست اند يونج" في دبي ان الاكتتابات الاقليمية بدورها حققت خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2008 نحو 4.22 مليون دولار من ثلاثة اكتتابات مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق والتي كانت ستة مليار دولار.

 ووفقا للتقرير الذي أوردت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أجزاءا منه تصدرت السعودية خلال عام 2008 قائمة أسواق الاكتتابات في المنطقة بالنسبة لحجم العائدات اذ استحوذت على 78% من حجم اكتتابات الشرق الأوسط تلتها الإمارات بنسبة 10.3% ، فيما جاءت مصر في المرتبة الثالثة بنسبة 4.7% من حجم اكتتابات الشرق الأوسط.

 وأشار التقرير إلى أن أسواق المنطقة شهدت جمع 13.4 مليار دولار من خلال 55 إصدارا للاكتتاب العام في الفترة من يناير حتى نوفمبر ما يعني زيادة بنسبة 4.6%، مقارنة مع 12.8 مليار دولار جمعت في عام 2007 بأكمله، قبل أن تتراجع خلال الشهرين الأخريين بفعل الأزمة العالمية.

 وعلى صعيد الأسواق الناشئة كشف التقرير عن تراجع نشاط الاكتتابات بشكل ملحوظ ؛اذ لم تشهد أسواق البرازيل وروسيا والهند والصين سوى 163 اكتتابا خلال الأشهر الـ11 من عام 2008 بلغت قيمتها 28 مليار دولار مقارنة مع الفترة ذاتها من العام السابق التي شهدت 365 اكتتابا بعائدات وصلت الى 106.8 مليار دولار.

 وقال التقرير ان الاكتتابات الآسيوية تميزت بأكبر عائدات مسجلة حتى هذا التاريخ اذ بلغت عائداتها 29.7 مليار دولار ومن حيث عدد الاكتتابات تصدرت قارة آسيا مجددا الأسواق بتسجيل 337 اكتتابا بينما شهدت أوروبا 161 اكتتابا وأمريكا الشمالية 91 اكتتابا.

 أما بالنسبة لأكبر ثلاثة اكتتابات عالمية من حيث حجم العائدات فقد اظهر التقرير ان اكتتاب مؤسسة "فيزا" جاء في المرتبة الأولى في تاريخ سوق اكتتابات الولايات المتحدة الأمريكية مسجلا 19.7 مليار دولار بينما حل ثانيا اكتتاب شركة "الصين لانشاءات السكك الحديدية المحدودة" بمبلغ 5.7 مليار دولار وجاء اكتتاب شركة الطاقة البرازيلية في المرتبة الثالثة بعائدات بلغت 1.4 مليار دولار.

 واستحوذ قطاع المواد الأولية على اكتتابات العام الماضي بعدد 183 اكتتاباً،  تلاه قطاع الصناعات بواقع 105 اكتتابات ثم قطاع التكنولوجيا الذي سجل81 اكتتاباً، وفقا لما أوردته صحيفة "الحياة" اللندنية.

 وبلغ رأس المال الذي حققته القطاعات الثلاثة الأعلى بين اثني عشرة قطاعاً، 63% من عائدات الاكتتابات الإجمالية، فحقق قطاع الخدمات المالية 26.2 مليار دولار، وقطاع الطاقة 18.3 مليار دولار، وقطاع المواد الأولية 16 مليار دولار.
 
وعلى صعيد ميتصل نقلت صحيفة "الوقت" البحرينية عن جمعية الاقتصاد السعودية إن عدد الشركات التي أجلت طروحاتها في السوق المحلية بالملكة ما بين 120 إلى 140 شركة، يبلغ إجمالي رؤوس أموالها قرابة 70 مليار ريال كتوقعات أولية.

وأرجعت الجمعية السبب إلى الحالة النفسية التي تمر بها السوق، فالمستثمرون غير متشجعين على الاكتتابات بعد تكبدهم الكثير من الخسائر، خصوصا أن معظمهم اعتمد على البنوك في الاقتراض، وهم مطالبون الآن بتسديد فوائدها، حيث يصل عدد المستثمرين المدينين للبنوك إلى 5 ملايين شخص، بقيمة إجمالية تصل إلى 220 مليار ريال.

 وفي الكويت تم تأجيل اكتتاب شركة الاتصالات بعد ضغط من مجلس النواب، بسبب تدهور أوضاع السوق وتوقع فشل الاكتتاب، كما أعلنت شركة طيران الجزيرة الكويتية إرجاء إدراج أسهمها في سوق دبي بسبب ظروف السوق غير المواتية،

 وفي الإمارات، فقد أجَّلت شركة بريد الإمارات طرح أسهمها من العام الجاري إلى العام المقبل بسبب ظروف السوق، كما فعلت كذلك شركة طيران الإمارات، ووتشير بيانات رسمية إلى أن نحو 24% من الأسهم المتداولة في أسواق المال الإماراتية انخفضت أسعارها لما دون القيمة الدفترية بسبب عزوف المستثمرين عن الشراء.

 وفي قطر تم تأجيل اكتتاب شركة ''فودافون قطر'' إلى الربع الأول من العام ,2009 وكذلك الأمر بالنسبة لاكتتابات زيادة رأس المال في بنكي قطر الإسلامي والتجاري القطري.