تحذير من الإفراط في استخدام
المضادات الحيوية في أمراض الصدر
السدة الرئوية المزمنة‏..‏ مرض قابل للعلاج في عام‏2009‏

<!heade>
كتب : حســن فتحي
رسائل عديدة مهمة أكدها المؤتمر الإقليمي الثامن للجمعية المصرية العلمية للشعب الهوائية‏,‏ أهمها أن سعال المدخن‏'‏ إنذار مبكر‏'‏ للانطلاق نحو نفق مظلم في اتجاه واحد هو السدة الرئوية المزمنة ونهايتها الفشل التنفسي‏,‏ وإن كان عام‏2009‏ يحمل بصيص أمل في إمكانية علاج هذا المرض‏,‏ لكنه مازال مستعصيا علي العلاج‏,‏ وأن علي الطبيب ألا يتعجل كتابة المضاد الحيوي إلا عندما يتأكد أن السبب ميكروب بكتيري وليس فيروسيا‏,‏ وأنه لاصحة للاعتقاد بأن كل طفل مصاب بالربو سيشفي منه حين يكبر‏..‏

عقد المؤتمر برئاسة الدكتور طارق صفوت أستاذ الصدر بطب عين شمس بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر‏,‏ بحضور‏800‏ طبيب‏,‏ وشمل‏37‏ جلسة علمية في مختلف مجالات الأمراض الصدرية‏,‏ ويختتم الأسبوع المقبل بورش عمل حول منظار التجويف البللوري ومناظير الشعب الهوائية التشخيصية والعلاجية والتكنولوجيا الحديثة في تشخيص كفاءة الرئتين والجهاز التنفسي وتشخيص الاضطرابات التنفسية أثناء النوم‏.‏

وتناول الدكتور عادل خطاب أستاذ ورئيس قسم الصدر بطب عين شمس وسكرتير عام المؤتمر والجمعية عدة محاضرات أمام المؤتمر‏,‏ منها السدة الرئوية المزمنة‏,‏ موضحا أنها تعد السبب الرابع للوفاة في العالم بعد أمراض القلب والسكتة الدماغية والأورام‏,‏ وسترتفع إلي السبب الثالث عام‏2020‏ لارتفاع معدلات التدخين‏,‏ الذي يعد السبب الرئيسي لهذا المرض بجانب تلوث البيئة‏,‏ ويعاني فيه المريض من سعال مزمن مع ضيق في التنفس يصاحب المجهود يصل لدرجة أنه يعجز عن ارتداء ملابسه بمفرده‏,‏ وقال إن الخطوة الأولي والأساسية في العلاج هي الامتناع عن التدخين‏,‏ حيث أنه لم يتوافر أي عقار يستطيع إعادة الرئتين والشعب الهوائية إلي طبيعتها بخلاف الامتناع عن التدخين‏,‏ بالإضافة إلي موسعات الشعب الهوائية والتي يفضل استعمالها بانتظام عن طريق الاستنشاق مع إضافة الكورتيزون بالاستنشاق للحالات المتقدمة‏,‏ ومن العناصر المهمة في العلاج‏,‏ العلاج الطبيعي وتمارين التنفس والتأهيل‏,‏ وفي الحالات الشديدة التي ينتج عنها فشل تنفسي مزمن يحتاج المريض للأوكسجين طوال الوقت‏.‏

وأكد أن تطور هذا المرض يعد طبيعيا كنفق منحدر مظلم في اتجاه واحد لكل مدخن بدايته السيجارة ثم سعال بسيط وتنتهي القصة بالأوكسجين في الرعاية المركزة‏,‏ وهو نفق لايمكن العودة منه إلا بالإقلاع فورا عن التدخين‏,‏ ويؤكد لكل مدخن‏'‏عندما تقرر أن تقلع عن التدخين تذكر مهما يكن الوقت والزمن أنك لست متأخرا أبدا‏'‏ وأن السعال الذي يحدث للمدخنين خصوصا صباحا هو بداية المرض‏'‏إنذار مبكر‏'‏ يعتبره المدخن‏'‏ كحة السجائر‏'‏ لكن ليست هناك كحة أو سعال طبيعي‏,‏ بل هذا هو العرض البسيط بداية منحدر السدة الرئوية المزمنة‏.‏

لكن الدكتور أشرف حاتم أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية بطب القاهرة تحدث عن تعريف جديد للسدة الرئوية المزمنة مع مطلع عام‏2009,‏ يقر بإمكانية الوقاية منه وعلاجه‏,‏ ويعتبره التهابا مزمنا في الشعب وانتفاخا بالرئة يؤدي إلي ضيق غير مستجيب استجابة كاملة للعلاج في توسيع الشعب‏,‏ وستصبح النظرة في إمكانية علاجه ممكنة‏,‏ بعدما سادت نظرة عدم التفاؤل نحو علاجه أمدا طويلا‏,‏ نظرة التفاؤل تضع نوعين للعلاج‏,‏ أولهما غير دوائي وهو الأهم ويشمل التوقف عن التدخين فهو الشيء الوحيد الذي يعرقل تقدمه‏,‏ ثم العلاج الطبيعي وإعادة تأهيل المصاب لتقوية عضلاته عامة‏,‏ وإعادة التأهيل تستغرق‏6‏ ـ‏8‏ أسابيع‏,‏ ويعاد كل‏6‏ شهور أو سنة‏,‏ مما يحسن نوعية الحياة للمريض‏,‏ ثانيهما العلاج الدوائي فيعتمد أساسا علي موسعات الشعب طويلة المفعول بطريق الاستنشاق‏.‏

وهناك إفراط في استخدام المضادات الحيوية في أمراض الصدر‏,‏ وخاصة بين الممارسين العامين‏,‏ مما أدي ـ كما يؤكد الدكتور طارق محفوظ أستاذ ورئيس قسم الصدر بطب أسيوط ـ إلي أننا نواجه مشكلة خطيرة هي مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية‏,‏ خاصة أن مجموعات المضادات المتاحة محدودة وكل فترة طويلة تظهر مجموعة جديدة من المضادات‏,‏ فالبنسلين حين ظهر في الحرب العالمية الثانية كان إنجازا علميا‏,‏ لكن نسبة الميكروبات المقاومة له اليوم تعدت‏40%‏ وهنا ينصح الطبيب عندما يكتب مضادا حيويا إلا يقع تحت ضغوط شركات الأدوية‏,‏ وعلي المريض ألا يظن أن في تناوله المضاد الحيوي الشفاء السريع‏,‏ ويجب ألا يضغط علي الطبيب ليكتب له المضاد الحيوي‏,‏ استنادا إلي الاعتقاد الخاطئ المتوارث بأن الأمراض الصدرية معدية وأن المضاد الحيوي له دور رئيسي في علاجها‏.‏

ودعا الدكتور محفوظ إلي ضرورة عمل خريطة للميكروبات الشائعة في المنطقة ونسبة مقاومتها للمضادات الحيوية‏,‏ وينصح الطبيب إلا يكتب المضاد الحيوي إلا عندما يتأكد من أن السبب ميكروب بكتيري وليس فيروسيا‏,‏ علما بأن كل أدوار الكحة والسعال التي تمتد لعدة أيام ويطلق عليها نزلات شعبية حادة أكثر من‏09%‏ منها سببه فيروسي‏,‏ مما يعني أنها لاتعالج بالمضادات الحيوية‏,‏ و لايجب استخدام مضادات حيوية قوية في الحالات الخفيفة لأن هذا يعني التعجيل بمقاومة الميكروبات لها‏,‏ وأن يوضع في الاعتبار عند استخدام المضاد الحيوي التوازن بين سعره وكفاءته‏,‏ فلا يمكن الاعتماد في كل حالة علي المضاد الحيوي غالي الثمن‏,‏ لأن المضاد الرخيص قد يفي بالغرض‏.‏

الدكتور عصام جودة أستاذ الصدر والحساسية بطب الإسكندرية أكد نفس القضية وحذر من الإفراط في استعمال المضاد الحيوي بدون أسباب وجيهة‏,‏ وضرب مثالا بعقار البنسلين الذي انعدمت فعاليته اليوم من كثرة استعماله ضد ميكروب نيموكوكس‏,‏ والذي اكتسب بالإضافة إلي ميكروبات موريكسلا كاثاراليس وهيموفلس إنفلونزا مناعة عالية ضد المضادات الحيوية‏,‏ وهي الميكروبات الرئيسية المسببة للنزلات الشعبية والالتهابات الرئوية‏,‏ وينصح باتباع التعليمات العالمية في استعمال أنواع المضادات الحيوية المختلفة حسب نوع الميكروب ودرجة شراسة الالتهاب الرئوي مع الوضع في الاعتبار حالة المريض الصحية وإصابته مثلا بالسكر أو الكبد أو الكلي أو السدة الرئوية‏,‏ حيث أن لكل حالة مرضية منها أسلوبا خاصا في العلاج بالمضادات الحيوية‏.‏

الدكتور هشام طراف أستاذ الأمراض الباطنية والحساسية بقصر العيني يصحح الاعتقاد الخاطئ لدي الكثيرين بأن الطفل المصاب بالربو سيشفي منه حين يكبر‏,‏ وهو اعتقاد خاطئ‏,‏ بل هناك عوامل تحسم ذلك‏,‏ فإذا كان المرض شديدا لدي الطفل وهناك عوامل وراثية لها دور في الإصابة مع وجود سمنة‏,‏ فإن فرصة اختفاء المرض مع الطفل حين يكبر تتضاءل‏.‏
elmasrya

من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب

  • Currently 29/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
9 تصويتات / 247 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2008 بواسطة elmasrya

ساحة النقاش

م/محمد المصرى

elmasrya
نعمل فى مجال المقاولات والتشطيبات والديكور لدينا مجموعة متخصصة من مهندسين فى جميع المجالات نقوم ببناء وحدات ابنى بيتك (مفاجاة) وبيع وشراء »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

494,676