روضها بزيارة للفقراء والموتي
زوجتك المدللة تحتاج إلي تكتيك شرير لتأديبها
محيط ـ هنــد إبراهيــم
عندما يفكر الرجل في أن يخطو خطوة نحو الزواج والاستقرار فإنه يفكر ألف مرة ، لأنه لا يعرف كيف يختار ، هل يختارها امرأة قوية لا تمثل عبئاً عليه ، أم يختارها مدللة لا تعرف من الكون سواه تدور حوله أناء الليل وأطراف النهار .
لا شك أن الحياة مع زوجة مدللة أمر له تبعاته الخطيرة ، فهذا الوضع النفسي الجديد الذي يدفع المدللة إلى مقارنة حياتها مع زوجها وحياتها مع أهلها وتصدم عندما تكتشف أن زوجها لا يمكن أن يكون نسخة من أبيها .
وحول الفتاة المدللة ، وماذا ينتظرها في بيت الزوجية ؟ تري د. سهير نور ـ أستاذة بقسم علوم الأسرة بجامعة الإمارات ـ أن الدلال عطاء من دون مقابل للشخص المدلل وتلبية رغبته من دون توجيه أو مناقشة " أما التدليل المفرط فيكون عطاء بلا حدود وبلا مطالبة بأدنى مستوى من الواجبات".
وتوضح د. سهير أن الفتاة المدللة شخصيتها تتسم ببعض الصفات التي تجعل تكيفها مع المجتمع خارج إطار أسرتها ومع زوج المستقبل وأهله أمراً صعباً فهذه الفتاة تتسم بالعناد والأنانية والاستهتار وعدم القدرة على تحمل المسئولية وضبط سلوكها، وبناء على ذلك فإن الفتاة المدللة تدليلاً مفرطاً غالباً ما تتعرض لصدمة نفسية كبيرة تنعكس سلباً على سلوكها مع زوجها وشعورها تجاهه ، لأنها ستغضب وتثور في حال عدم استجابته لطلباتها معتبرة إياه عدواً لها لا يبادلها الحب والعطف كما كان يفعل والداها وقد تبادر نتيجة لذلك إلى أن تتنصل من واجباتها ومسئولياتها تجاه أسرتها الجديدة مما يزيد المشكلة تعقيداً.
وتشير د. سهير إلى أن زواج البنت المدللة لابد أن تعترضه مشكلات جمة خاصة إذا كان الزوج اتكالياً هو الآخر فنراه ينتظر منها تلبية رغباته في حين تنتظر هى منه أن يدللها ويخضع لرغباتها ليمضى ذلك الزواج إلى الهاوية .
تأهيل المدللة للزواج
وعن تأهيل الفتاة المدللة لمواجهة مسئولية الزواج ، يؤكد الأستاذ طلال السلومي موجه الخدمة الاجتماعية أنه يكون باعتماد أسلوب الحوار أو النقاش البناء مع الابنة وفق ضوابط شرعية واجتماعية وثقافية بحيث يعرفونها بواجباتها قبل حقوقها مع زوجها ، كي تكون على بيِّنة من أمرها أمام المرحلة الجديدة.
والأهم من ذلك تقنين عملية الدلال المفرط والنـزول بها إلى مرحلة التوازن بالتدريج كي تستشعر الفتاة قيمة الدعم المادي والمعنوي وعدم سهولة الحصول على ما تريد لتكون مستعدة لمفاجآت الحياة الزوجية .
ويضيف طلال أنه يجب أن يراعى الأهل أن يكون التدليل متوازناً بمعنى أن نعطى بناتنا حقوقهن ونلبى رغباتهن شريطة أن نوجههن ونبين لهن الصواب من الخطأ، وفى الوقت نفسه علينا أن نشرك بناتنا في تحمل المسئولية واتخاذ القرار وأداء الواجبات على أكمل وجه وأن يتعلمن أن الحياة أخذ وعطاء وليست أخذاً فقط، فالبنت المدللة دلالاً متوازناً غالباً ما تجمع في شخصيتها الرقة والحساسية جنباً إلى جنب مع القوة والصلابة والقدرة على تحمل المسئولية.
لترويض زوجتك المدللة
وأخيراً عزيزي الزوج إذا أوقعك حظك العثر في زوجة مدللة أي من من فئة النساء اللواتي تعودن أن ينفقن من دون حساب ويعشن في مستوى معين من الترف ، ولم تكن أنت عضواً في نادي المترفين التي هي عضو فيه ، فلا تخش أن تتحول إلى مهووس بتلبية طلباتها إذا قالت لك أن وزن قيراط الألماس في الخاتم الذي أهديتها إياه ليس الوزن الذي كانت تريده، أو إنها تخجل أن تركب سيارتك القديمة عندما تخرجان معاً ، فماذا تفعل إذن ؟
قبل أن تتسرع في الإجابة ، يقدم لك الخبراء طرق أكيدة تستطيع بها ترويض هذه المدللة ، وتجعلها ترضى بما تستطيع أن تقدمه أنت فعلاً ، وتحولها إلى امرأة قنوعة بإمكانياتك.
خطط بنفسك
ماذا سيحدث لو تركتها هي تضع الخطط لحياتكما ؟ اعتقد أن هذا سيكون أحد كوابيسك ، لذلك يجب عليك أن تؤكد على أنك صاحب هذا الدور في المنزل، فإذا لم تمسك بزمام الأمور فستخسر كثيراً، سواء عاطفياً أو مادياً.
لذلك رتب حياتك بشكل عقلاني وعادل، وعدها بأنك ستحاول إسعادها بشكل يضمن لكما حياة آمنة في المستقبل.
دللها بطريقة غير مادية
الدلال والدلع مستحبان في علاقتها بك، لكن يجب أن يحدثا في الوقت المناسب وباعتدال، فهما كتناول حلوى لذيذة بكثرة قد يؤدي إلى التخمة ووجع المعدة ، لذلك تذكر أنك تريد أن تغير عاداتها ، وأفضل طريقة لذلك جعلها تقدر ما تفعله من أجلها ، ففي البداية لا تحاول أن تدللها مادياً، بل بوسائل أخرى مشوقة، فتقديم هدايا ذات معنى خاص هو أكثر رومانسية وصحية لعلاقتكما على المدى الطويل ، اجعلها تقدر الأشياء غير المادية في الحياة.
بعيداً عن البنك
المرأة المدللة التي تستمتع بالحصول على الأشياء التي تتدلى منها بطاقة السعر، يجب أن تعرف أن هناك أشياء ممتعة ليس لها ثمن كمشاهدة فيلم أو الذهاب في نزهة مشياً على الأقدام أو قراءة كتاب أو حتى معانقة على الأريكة.
وإذا كانت زوجتك من هؤلاء المدللات شجعها على ممارسة هذه الأنشطة بالتدريج لتعديل سلوكها، فعندما تنشغل بأداء أنشطة لم تتعود ممارستها فان نزعتها نحو العيش المترف سوف تبدأ بالتلاشي، ولكنك بالطبع سوف تدللها من فترة إلى أخرى لتبقيها مرتاحة وسعيدة ولتثبت لها أنك لست بخيلاً!
اجعلها تشاهد الأقل منها
لجعلها تقتنع بأن السعادة في الحياة ليست مرتبطة بالمادة، دعها تر من هم أفقر منها واجعل يديها تتسخان قليلا لتشاهد المجتمع والناس حولها، فبإمكانك مثلاً أن تشارك معها في عمل تطوعي لمساعدة العجائز والأيتام أو زورا معا بيوت فقراء لمساعدتهم ، ولا مانع من زيارة القبور للتأسي وأخذ العبرة ، ربما سوف تسمع بعض التذمر وأنتما في الطريق، لكنها لو ضحت بدلالها قليلا من أجلك، فإنها تستحق أن تكون زوجتك وأم أولادك.
حل وسط للطرفين
لن تتغير شخصيتها بين يوم وليلة وسوف تلاقي بعض المعارضة والتذمر أثناء فترة الترويض، لذلك لا بد أن تكون صبوراً ولا تستسلم بسهولة لبكائها وغضبها لو لم تحصل على ما تريد، لأنك إن استسلمت فسوف تكرس لديها سلوك الأنانية أو شعورها بأنها هي الأولى عندما يتعلق الأمر بمحفظتك.
قف أمامها وقل لها أنك لن تسمح لها بأن تجعلك تحت أمرها، وحاول أن تصل إلى حل وسط معاً ، وعندما ترى أنك تقف على أرض صلبة، ولكن بإمكانك ملاقاتها في منتصف الطريق، فسوف تحاول الاقتراب هي أيضاً.
علاقات جديدة
ضمها إلى مجموعة جديدة ، طريقة لتخليصها من نزعة الدلال ، فإذا كانت مرتبطة بك فلا بد أن تستمتع برفقة عائلات أصدقائك أيضاً، فكل شخص لا يحب أن يكون البطة السوداء أو أن يكون المنبوذ اجتماعياً، لذلك فإن مشاركتها في بعض التجمعات واللقاءات الاجتماعية مهمة جداً، وعلمها أن تقدر أصدقاءك والنشاطات التي تحبها وتمارسها معهم كجزء من فريق ، هذا النمط الجديد من العلاقات ربما يجعلها تتعامل مع الحياة الحقيقية التي اعتادت أن تراها من برجها العاجي .
ساحة النقاش