من بن لادن لأوباما.. طريقك مسدود مسدود 

أوباما تعهد باعتقال زعيم القاعدة

رغم أن الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما تعهد أكثر من مرة باعتقال ومحاكمة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ، إلا أن التقارير الواردة من داخل الولايات المتحدة ترجح أن هذا الأمر مستبعد حدوثه على الأقل في المستقبل القريب وكلمة السر هنا هى الأزمة المالية.

محيط - جهان مصطفى

فقد كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الأزمة المالية التي ضربت أمريكا والعالم ستعرقل خطط الولايات المتحدة لمواصلة الحرب على ما يسمى بـ" الإرهاب الدولي" من زاويتين: الأولى تتعلق بإضعاف موقف الحكومات التي تدعم واشنطن ، والثانية تتعلق بتمويل الخطط الأمريكية للإنفاق الأمني والعسكري وتأمين الداخل ، بل والأخطر أيضا أن استمرار الأزمة سيهدد بقاء الأنظمة الصديقة لواشنطن من باكستان إلى الشرق الأوسط، وسيجبر الدول الغربية على خفض إنفاقها على الدفاع والمخابرات والمساعدات الخارجية.

وفي توضيح أكثر ، فإن الأزمة في تداعياتها الخارجية فيما يتعلق بمحاربة " الإرهاب" قد تجبر الدول الحليفة لواشنطن على خفض إنفاقها الأمني والعسكري بما يضر بالدعم الذي تقدمه هذه الدول لواشنطن في مخططاتها لملاحقة عناصر القاعدة وعلى رأسهم بن لادن والرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري ، بالإضافة إلى أنها قد تعجل بالإطاحة بالأنظمة الموالية لواشنطن في أكثر مناطق العالم خطورة  وتقوض بالتالي قدرة الولايات المتحدة في الرد على موجة جديدة من التهديدات الأمنية.

وتدور أكثر السيناريوهات خطورة في هذا الشأن حول باكستان التي يوليها المسئولون الأمريكيون أهمية خاصة بسبب دورها الحيوي فيما يسمى "الحرب على الإرهاب" وترسانتها من الأسلحة النووية .

أوباما كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية بسحب القوات الأمريكية من العراق لإرسالها إلى أفغانستان وباكستان لملاحقة زعماء وعناصر القاعدة ، كما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في 23 نوفمبر عن مخطط أمريكي خفي لتدمير باكستان لكونها البلد المسلم الوحيد الذي يمتلك قدرات نووية ، وأشارت في هذا الصدد إلى خارطة جنوب آسيا التي تم إعادة رسمها نظريًا في الدوائر الأمريكية وتظهر باكستان أرضًا مبتورة ( مقسمة ) ما بين الأرض الهندية الكبيرة في الشرق وأفغانستان الشاسعة بالغرب، موضحة أن القائمين على إعداد تلك الخارطة يزعمون أن باكستان التي يبلغ عمرها 61 عاما تضم جملة من العرقيات المختلفة وأربعة أقاليم منفصلة  لا يجمعها إلا قواسم مشتركة قليلة وأن حدودها التي رسمتها الإمبراطورية البريطانية رسمت بشكل عشوائي ومحل نزاع مع جيرانها وعلى رأسها الهند ، ولذا يجب تصحيح هذا الوضع. 

الأزمة المالية كانت بالمرصاد للتعهدات والمخططات الشيطانية السابقة، حيث أعاقت أية مخططات أمريكية لغزو باكستان في المستقبل القريب ، بالإضافة إلى أنها ضاعفت من عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه باكستان منذ بدء تحالفها مع أمريكا في محاربة ما يسمي بالإرهاب،
حيث تقلصت المساعدات الاقتصادية التي تقدمها واشنطن للحكومة الباكستانية الموالية لها ، فيما تواصلت التسهيلات التي تقدمها تلك الحكومة لواشنطن لملاحقة زعماء وعناصر القاعدة في منطقة القبائل، الأمر الذي زاد من حدة الغضب الشعبي تجاه تلك الحكومة ، وساعد القاعدة في تجنيد مسلحين جدد لمهاجمة القوات الأمريكية والحكومة الموالية لها.

وبجانب باكستان ، أعرب مسئولون أمريكيون أيضا عن مخاوفهم من تأثير تراجع أسعار النفط الخام على الدول المعتمدة عليه كاليمن، حيث يتوقع أن ترتفع نسبة البطالة بين الشباب جراء هذا التراجع وهو الأمر الذي لن يفوته تنظيم القاعدة لاستقطاب أعضاء جدد ، وبالتالي إضعاف حليف آخر لواشنطن في محاربة ما يسمى بالإرهاب.
 
وبالنسبة للتداعيات الداخلية للأزمة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، حذر مدير المخابرات الوطنية الأمريكية مايك ماكونيل من أن الخفض الكبير في ميزانيتي الجيش والمخابرات على خلفية الأزمة المالية قد يقوض قدرة الولايات المتحدة على استباق التهديدات الجديدة والدفاع ضدها ، كما أعرب مدير المخابرات في وزارة الأمن الداخلي تشارلز ألن عن قلقه من أن إدارة أوباما لن تجد التمويل الكافي لتنفيذ الخطط الأمنية الجديدة التي أقرت فعلياً وهو الخطر بعينه للأمن الأمريكي.

بداية النهاية للقطب الأوحد 
 
ويبدو أن الأنباء السارة للقاعدة لن تقف عند ما سبق ، فقد حذرت دراسة لمجلس المخابرات القومي الأمريكي بعنوان "الاتجاهات العالمية في 2025 " من أن الأزمة المالية تشكل بداية النهاية لإنفراد أمريكا بقيادة العالم ، مرجحة أن يتراجع النفوذ الاقتصادي والسياسي للولايات المتحدة على مدى العقدين القادمين .

وأضافت أن الأزمة المالية الحالية في وول ستريت هي بداية إعادة توازن اقتصادي عالمي وأن دور الدولار الأمريكي باعتباره العملة العالمية الرئيسية سيضعف إلى الدرجة التي يصبح عندها "الأول بين عملات متساوية" .

ووفقا للدراسة أيضا فإنه من المتوقع أن تنضم الصين والهند وروسيا إلى الولايات المتحدة على قمة عالم متعدد الأقطاب وتنافسها في النفوذ ، بجانب إيران وتركيا وإندونيسيا التي اعتبرتها الدراسة من الدول التي تكتسب قوة ، قائلة إن النظام الدولي كما تشكل بعد الحرب العالمية الثانية لن يمكن إدراكه بحلول 2025 بسبب صعود قوى ناشئة واقتصاد معولم وانتقال تاريخي للثروة من الغرب إلى الشرق وتأثير متنام لأطراف فاعلة من غير الدول . القوة النسبية للولايات المتحدة حتى في المجال العسكري ستتقلص وسيصبح النفوذ الأمريكي أقل تأثيرا " .

تحذيرات الظواهري

المتغيرات السابقة ستجعل أوباما يفكر مليا قبل الإقدام على مغامرة عسكرية جديدة ضد باكستان ، لأن أية حسابات خاطئة في هذا الشأن قد تعني انهيار الامبرطورية الأمريكية وليس تراجع نفوذها فقط ، وتلك هي الرسالة التي بعثت بها القاعدة للرئيس الأمريكي المنتخب.

الظواهرى يحذر أوباما من مواجهة مصير بوش

ففي شريط فيديو بثه أحد المواقع الإسلامية على الإنترنت في 19 نوفمبر، حذر أيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم أوباما من الفشل الذريع في حال اتباعه ذات السياسات التي تبناها سلفه جورج بوش، كما حذره من إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان, قائلاً :" ما أعلنته سابقا عن نيتك بأن تسحب القوات من العراق لترسلها إلى أفغانستان وباكستان هي سياسية مصيرها الفشل.إذا أردت أن تتعظ من الفشل الأمريكي في أفغانستان تذكر المبلغ الذي بلغه بوش والرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف ومصير السوفييت والبريطانيين من قبلهم".

تحذيرات الظواهري تستند لأمور أخرى بجانب الواقع الجديد الناتج عن الأزمة المالية ، ويأتي على رأسها أن القاعدة تحتفل حاليا بالانتصار على جورج بوش الذي أنهى ولايتيه بفشل ذريع على مختلف الأصعدة ، بينما خصومه الذين وعد بجلبهم إلى العدالة ، أو تحويلهم إلى جثث مثل بن لادن والظواهري والملا محمد عمر زعيم حركة طالبان لا يزالون على قيد الحياة ، فيما تغرق القوات الأمريكية في مستنقع العراق وأفغانستان .

ويبقى الأمر الأهم والذي يعيه جيدا بن لادن والظواهري وهو أن حديث أوباما عن سحب جزء من قواته في العراق وتحويلها إلى أفغانستان لن يفيد أمريكا في شيء خاصة وأن حلفائها يبحثون حاليا عن مخرج للهروب من جحيم هجمات طالبان ، بالإضافة إلى أن زيادة حجم القوات الأمريكية لن يحسم المعركة مع طالبان ، بل سيزيد من خسائر الأمريكان ، لأن فرصة صيدهم من قبل مقاتلي الحركة ستكون أكبر كلما زاد عددهم وكثرت تحركاتهم

elmasrya

من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب

  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 318 مشاهدة
نشرت فى 4 ديسمبر 2008 بواسطة elmasrya

ساحة النقاش

م/محمد المصرى

elmasrya
نعمل فى مجال المقاولات والتشطيبات والديكور لدينا مجموعة متخصصة من مهندسين فى جميع المجالات نقوم ببناء وحدات ابنى بيتك (مفاجاة) وبيع وشراء »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

494,892