أعدادهم في تزايد مستمر:
أطفال.. في طوابير انتظار الحضانات!
<!heade>
تحقيق: نيرمين قطب | |||||
ووفقا لنشرة المؤشرات الأقتصاديه والاجتماعية الصادرة من مجلس الوزراء فإن36 الف حالة وفاة حدثت بين المواليد في شهر يونيو الماضي من إجمالي167.1 الف طفل ولدوا في الشهر نفسه! ووصل الوضع إلي أن بعض المستشفيات يشترط علي الأم أن توقع علي إقرار خاص بتحملها مسئولية البحث عن حضانه لطفلها إذا كان في حاجة إليها! زيادة خطيرة الدكتورة معتزة بشير استشاري طب الأطفال حديثي الولادة بمستشفيات جامعة القاهرة تشير إلي أن أعداد الأطفال الذين يحتاجون إلي الحضانات فور ولادتهم في زيادة مستمرة, وأن الطفل يحتاج إلي الحضانة في حالة عدم تكيفه مع الجو العام بعد خروجه من الرحم لأختلاف البيئة وذلك لعدة أسباب أهمها حالات الابتسار لدي الاطفال والولادة المبكرة وإذا وجدت أي مشكله في التنفس أو لوجود عيوب خلقية بالطفل أو لإصابة الأم بنزيف أو ميكروب أصابها أثناء الحمل; ويظل الطفل في الحضانه حتي تستقر حالته تماماي ويبدأ في الاعتماد علي أجهزة جسمه في التنفس والتغذية. وتشير إلي ارتفاع التكاليف الخاصة بالرعاية, فالحضانة تمثل رعاية مركزة لحديثي الولادة و هي اغلي من العمليات خاصة مع وجود الأجهزه المعقدة والتحاليل المتكرره التي تتم بشكل مجاني في المستشفيات الحكومية والعامة, وتوضح أن30% من الحالات المحولة من العيادات الخارجية تكون للأطفال حديثي الولادة خلال الشهر الاول من العمر وهذا علي مستوي المستشفيات الخاصة أوالحكومية, فيما تمثل حالة الطفل الحرجة وحاجته إلي الحضانة عبئا كبيرا علي أهله وعلي المستشفي أيضا حيث تستهلك العديد من الأجهزة الغاليه والمستهلاكات الخاصة بكل طفل علي حدة والتي قد يتم تغييرها كل ثلاث ساعات مثل الخراطيم والسرنجات والكابلات والتحاليل اليومية مثل غازات الدم بالإضافة الي الصيانة المكلفة جدا لهذه الأجهزة. أما مشكلة التمريض فتتمثل في قلة العدد والحاجة إلي التدريب المستمر والتخصص فعلي سبيل المثال يجب أن ترعي الممرضة الواحدة من2 إلي3 أطفال فقط بينما ما يحدث بالفعل هو رعاية الممرضه الواحدة لعدد يتراوح بين10 و15 طفلا وهذا يمثل ارهاقاي بدنياي كبيراي يصل فيه العمل الي24 ساعة متواصلة وبتركيز عالي جدا وفي المقابل هناك عائد مادي قليل لذلك نجد الاهتمام كبير بالأطباء والتمريض في مجال الأطفال حديثي الولادة من خلال التعليم الطبي المستمر والندوات التي تقام لهم في محاوله للحفاظ عليهم. وعن أسباب زيادة نسبة الاطفال المحتاجين للحضانات ترجع هذا لأسباب منها التلقيح الصناعي وزيادة نسبته, وأيضا العقاقير التي تساعد علي زيادة نسبة الخصوبة مما يزيد من احتمال الولادة المبكره علما بأن الناس أصبحت مدركة لأهمية دخول الطفل الي الحضانة في حالة وجود صعوبة بالتنفس أو تشنجات او ارتفاع نسبة الصفراء. وتري الدكتورة معتزة أنه يجب أن تنشأ مراكز كبيرة للحضانات تضم عددا كبيرا منها وتكون علي اتصال بالمستشفيات وتتلقي الأطفال حيث تكون مجهزة علي أعلي مستوي وتكون مركزا للرعاية وأيضاي للتدريب المستمر للأطباء والتمريض وتري أن تركيز الاستثمارت داخل هذه المراكز سيساعد علي تطويرها وصيانة الأجهزه بها وضرورة ان تنشأ وفقا للكثافة السكانيه بكل منطقة أو محافظة. الوقاية من هنا من ناحية أخري يتحدث الدكتور عمرو خشاب استشاري طب الاطفال حديثي الولادة عن أن الوقاية خير من العلاج حيث تبدأ من الحمل الآمن والولادة الآمنة حتي لا تتعرض الأسرة لولادة طفل معاق أو من ذوي الاحتياحات الخاصة وتستطيع الأم تحقيق هذه العناصر من خلال المتابعة الجيدة والمستمرة لحالتها الصحية وحالة جنينها في الأماكن المعروفة والمجهزة حتي تحصل علي رعاية جيدة وتتجنب الحمل في سن صغيرة أو سن كبيرة. ويشير إلي وجود عدد من العوامل التي قد تؤدي بالطفل السليم الي حالة مماثلة وهذا إذا توجهت الام الي الاماكن غير المتخصصة أو كانت الولادة غير آمنة أو إصابت الطفل بنقص في الأوكسجين أو الإصابة بكسر في أي من أعضاء الجسم ويحذر الدكتور عمرو خشبه من نقل الطفل بغير الوسائل المتخصصة في رحلة البحث عن حضانة فبقاء الطفل حديث الولادة خارج الحضانة حتي لو كانت لساعة واحدة خطأ وكذلك من اكبر الأخطاء أن يقوم الأهل بنقل الطفل في وسائل المواصلات وحتي السيارات العادية ولكن لابد من نقل الطفل في هذه الحالة من خلال سيارة إسعاف مجهزة ويوجد بها حضانة. ويوضح أن الحضانات هي أجهزة ذات تكلفة عالية وقد يتراوح سعرها بين40 و60 الف جنيه بالإضافة إلي ثمن الأجهزة المعاونة التي قد تكون أغلي مثل جهاز التنفس الصناعي وهي تمثل الآن أزمة حقيقية في بعض المستشفيات فهل من المعقول أن تكون هناك قائمة انتظار للحضانات؟ ويواصل أن الارتفاع في سعرها ليس هو فقط المشكلة ولكن العمالة المدربة والصيانة المتخصصة لها تمثل تكلفة عالية أيضا خاصة أن وجود طبيب وتمريض متخصص وحضانةوأجهزه معاونة يمثل مثلث الحماية لهؤلاء الأطفال. ويشير إلي أن اقبال الأهل علي الحضانات في المستشفيات الحكومية يرجع إلي أنها مجانية حتي في الاقسام الاقتصادية التي يدفع فيها أجراي تكون الأسعار رمزية فيه مقارنة بالأسعار الموجوده في المستشفيات الخاصة التي قد يصل فيها اليوم إلي1000 جنيه إذا استخدم الطفل جهاز التنفس الصناعي! ويري أن الحل لهذه الأزمة هو التعاون بين الجهات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية للتوعية وأيضا لجمع التبرعات لشراء الحضانات. تكاليف..ورغبة من جهته يري الدكتور أشرف شعلان أستاذ طب الأطفال أن أزمة الحضانات لا تتمثل فقط في التكاليف المرتفعة لشراء حضانة أو الأجهزة المصاحبة له أو حتي في اعداد الحضانات ولكنها تتمثل أكثر في رغبة الناس في الحصول عليها مجانا نظرا لارتفاع تكلفة الحضانة في المستشفيات الخاصة ويشير إلي أن الأزمة قد تظهر في بعض الأماكن بينما لا تمثل اي مشكلة في أماكن اخري لا يوجد بها نفس العدد من المواليد ويري أيضا أن زيادة الإقبال علي الحضانات ناتج عن ارتفاع الوعي لدي الآباء والأمهات حيث قلة نسبة الولادة في البيوت وزيادة نسبة الإقبال علي العيادات والمستشفبات حيث تساعد الخدمة الطبية الجيدة لحديث الولادة الآن علي سرعة تحسن حالة الطفل الذي يحتاج إلي حضانه والتي كانت السبب الأول في وفاة العديد منهم في الماضي. ويضيف أن هناك مشكله أخري حقيقية وهي قلة أعداد التمريض الخاص بحديثي الولادة والعمليات التي يجب ان يكون مدربا بشكل عال جدا لأنه يتعامل مع حالة حساسة جدا. ومن ناحيه أخري يوضح الدكتور هشام شيحه رئيس الادارة المركزية للرعاية العاجلة بوزارة الصحة أن اجمالي عدد الحضانات بالمستشفيات التابعه لوزارة الصحة يبلغ2611 حضانه بالإضافة الوجود214 وحدة خاصة للأطفال حديثي الولاده ويبلغ اجمالي الحضانات بالمستشفيات العامه والمركزية1982 حضانه مؤكدا أن هذه الخدمه تقدم مجانا للأطفال حديثي الولادة وتشمل الاقامه والعلاج والفحوصات الطبية والتحاليل وأيضاي الاشعة. وكان عدد الأطفال الذين قدمت لهم خدمات الحضانات في عام2007 قد بلغ أكثر من78 الف مولود مما أسهم في خفض نسبة الوفيات الي9.5% بعد أن وصلت إلي22.5% عام2006 وعن تكلفة شراء الحضانات يقول الدكتور هشام شيحه إنها تتراوح بين50 و80 ألف جنيه وفقا للأجهزه المساعده التي تطلب مع الحضانه وتتم الصيانه تبعا للشركة التي يتم الشراء منها. وعن الأزمه الموجودة في العماله المدربه والمتخصصة للحضانات يؤكد وجود نقص في أعداد هذه العمالة المتخصصة وأنه جاري حاليا تدريب الغالبية العظمي من الأطباء والتمريض العاملين بالوحدات علي المواد النظرية والمهارات العملية وجار عقد الدورات التدريبية |
ساحة النقاش