وسط تحذير الأونروا من كارثة إنسانية في غزة
بان يشن أعنف هجوم ضد إسرائيل
وأوغلو يندد بسلبية المجتمع الدولي
آلاف المرضي يواجهون خطر الوفاة في المستشفيات
.. و60 الف فلسطيني بلا كهرباء!
<!heade>
في الوقت الذي يعاني فيه قطاع غزة من تداعيات الحصار الذي تفرضه عليه إسرائيل إظلاما تاما وغيابا لأغلب المتطلبات الحياتية من كهرباء وغاز ووقود وأدوية وأغذية, شن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أعنف هجوم لعدم استجابة الحكومة الإسرائيلية لندائه بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمحاصرين بالقطاع, وذلك علي الرغم من اتصاله برئيسها إيهود أولمرت في هذا الصدد. وقالت ميشيل مونتاس المتحدثة باسم الأمين العام ـ في مؤتمر صحفي عقدته مساء أمس ـ إنه علي الرغم من أن مون عبر عن ادانته لإطلاق الصواريخ الفلسطينية من القطاع علي الأهداف المدنية, إلا أنه لا يقر بأن يكون ذلك سببا في تجويع المدنيين وعقابهم بالصورة التي يشهدها قطاع غزة في الوقت الراهن. وفي بيان صحفي, شدد مون علي ضرورة قيام إسرائيل بشكل عاجل بالسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية لسكان غزة, وطالب مختلف الأطراف باحترام اتفاق التهدئة الذي تم التوقيع عليه برعاية مصرية. ومن جانبها, حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة الأونروا, من كارثة إنسانية هي الأسوأ والأكبر في قطاع غزة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية قبل8 سنوات, وحذرت من أن مخازنها باتت خالية وطالبت المجتمع الدولي بالإسراع في تقديم العون. ومن جهته, انتقد الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي, الصمت الدولي إزاء الإغلاق الإسرائيلي لمعابر غزة, واصفا الوضع في القطاع بالعار. وقال ـ في تصريحات له أمس ـ نحن نشحر بالعار لأن العالم كله لا يستطيع أن يتحرك أمام مواقف لا تأخذ في الاعتبار أي قانون دولي إنساني, داعيا اللجنة الرباعية الي التحرك لمواجهة المواقف الإسرائيلية المتعنتة. وفي غضون ذلك حذرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة, من خطر توقف أكبر مستشفيات قطاع غزة عن العمل اذا استمر الحصار الذي تفرضه إسرائيل علي القطاع. وقالت الوزارة ـ في بيان صحفي لها أمس ـ إن مجمع الشفاء الطبي ومستشفي غزة الأوروبي دخلا في أزمة حقيقية تنذر بوقوع كارثة صحية نتيجة تعطل المولدات الكهربائية الرئيسية جراء منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي ادخال قطع الغيار والزيوت اللازمة لتشغيلها. وحذرت من الخطر المحدق بأرواح العشرات من المرضي الذين يرقدون علي أسرة العناية المركزة وأجهزة غسيل الكلي, وعشرات الأطفال المبتسرين ـ حديثي الولادة اقسام الحضانات. وطالبت كل مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الصحية الدولية بضرورة الإسراع بمنع هذا التهديد الخطير لأرواح المرضي. وعلي سياق متصل, بدأت مطاحن غزة للدقيق أمس باستخدام القمح الرديء المخصص للحيوانات والطيور, وذلك بسبب الحصار والإغلاق الإسرائيلي المتواصل لليوم التاسع عشر علي التوالي. وكشف تقرير مكتب تنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أوتشا التابع للأمم المتحدة, إن استمرار اغلاق المعابر بين قطاع غزة واسرائيل منذ الخامس من نوفمبر الحالي أدي الي خفض امدادات السلع الواردة للقطاع, خاصة المواد الغذائية الضرورية, مشيرا الي أن نحو60 ألف فلسطيني في مناطق مختلفة يعيشون حاليا بلا كهرباء بالإضافة الي انخفاض معدل إمدادات الوقود لقطاع الصناعة, حيث سمحت إسرائيل فقط بدخول نحو13% من الاحتياجات الصناعية. وأضاف التقرير أن80% فقط من115 من آبار المياه تعمل بشكل جزئي بسبب نقص الوقود وانقطاع الكهرباء وعدم توافر قطع الغيار, مما نتج عنه أن20% من سكان القطاع يحصلون علي المياه لمدة ست ساعات كل5 أيام و40% منهم يحصلون علي المياه كل4 أيام والباقي كل ثلاثة أيام. وذكر التقرير أن النقص في وقود الطهي أدي الي اغلاق أكثر من20 مخبزا لرغيف الخبز من إجمالي47 مخبزا بمدينة غزة. في تلك الأثناء, أطلقت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة, حملة كبيرة لجمع الأدوية والمستلزمات الطبية في عدة دول أوروبية, بهدف ارسالها الي قطاع غزة المحاصر للسنة الثالثة علي التوالي, لاسيما أن السلطات الإسرائيلية تمنع ادخال أي صنف من الأدوية, كما أنها ترفض السماح بسفر المرضي لتلقي العلاج في الخارج. وتشهدت العاصمة الفرنسية باريس, في السادس من ديسمبر المقبل, مظاهرة حاشدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الحصار وجرائم الحرب الاسرائيلية تحت عنوان التضامن مع غزة.. فلسطين تنظمها منظمة الفلسطينيون في فرنسا بالاشتراك مع اللجنة الفلسطينية من أجل حق العودة ومنظمة فلسطين ـ أوروبا. |
ساحة النقاش