بعد‏10‏ سنوات قضاها في عدة دول منها مصر
انفلونزا الطيور تتوطن في العالم
تراجع الإصابة بنسبة‏80%‏ بسبب التحصين وتقلص أعداد الدواجن للنصف
اللقاح المصري للطيور يخرج للحياة بعد شهر ليغطي‏50 %‏ من الاحتياجات

<!heade>
 
اللقاح الجديد .. هل ينجح فى الحد من انتشار المرض
انفلونزا الطيور هذا الزائر الثقيل أمكنه التوطن في عدة دول بالعالم منها مصر وأدي لخسائر فادحة منذ ظهوره قبل‏10‏ سنوات حتي الآن كما كانت له خسائر بشرية‏,‏ وإن كانت محدودة حتي الآن إلا أنها تنذر بالخطر فمصر تعتبر ثاني دولة يتوطن بها المرض تحقق إصابات ووفيات عالية من هذا الفيروس الذي يغير جلده بسرعة وحدثت له عدة تغيرات تجعله أكثر سهولة في إصابة الإنسان‏,‏ وقد تراجعت الإصابة بين طيور المزارع في مصر بشكل ملحوظ يصل إلي‏80%‏ نتيجة لنشاط برامج التطعيم التي بلغت‏1.5‏ مليار جرعة في عامين‏,‏ تم استيرادها بالكامل‏,‏ وبسبب انخفاض تراجع أعداد الطيور في مصر للنصف‏,‏ إلي جانب تطبيق أصحاب المزارع لأسس الأمان الحيوي‏,‏ لكن يتبقي أن يتعاون الأهالي مع أطباء هيئة الخدمات البيطرية في إجراء التحصين المجاني لطيورهم حيث يخفض التحصين نسب الإصابة جدا ويحمي ثروة الطيور المصرية‏...‏

وخلال شهر من الآن ستظهر أول باكورة الانتاج المحلي من جرعات التحصين ضد إنفلونزا الطيور حيث يتم الاستعداد لإنتاج الجرعات التجريبية في مكانين بمصر‏,‏ وبعد التأكد من كفاءته سيتم بعد شهرين الإنتاج الكمي الذي سيغطي أكثر من‏50%‏ من احتياجات مصر‏.‏

وقد عقد مؤتمر دولي كبير في شرم الشيخ افتتحه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء وحضره معظم دول العالم حول إنفلونزا الطيور في العالم واستراتيجية التعامل المستقبلي مع هذا المرض‏,‏ حيث سيكلف انتشار انفلونزا الطيور خسارة اقتصادية تقدر بنحو‏2‏ تريليون دولار‏,‏ مما يهدد بحدوث كارثة عالمية‏,‏ مشيرا إلي أن هناك اتفاقا دوليا علي أن تحور الفيروس وسلوكه غير المعروف‏,‏ يؤدي لانتقاله بشكل سريع من شخص لآخر‏,‏ ومن ثم سينتشر المرض علي مستوي العالم خلال فترة زمنية قصيرة‏,‏ نظرا لحركة انتقال البشر السريعة والدائمة بين مختلف دول العالم‏,‏ وهذا ما أكده وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي‏...‏ وقد أصيب علي مستوي العالم‏378‏ إنسانا مات منهم‏245‏ حتي بداية شهر أكتوبر‏,‏ في‏51‏ دولة‏,‏ وفقا لاحصاءات منظمة الصحة العالمية‏.‏

وخلال شهر نوفمبر الجاري تبدأ الحملة القومية الرابعة للتحصين ضد إنفلونزا الطيور ووفقا لما يقوله الدكتور حامد سماحة رئيس هيئة الخدمات البيطرية إن الدولة قامت بتوفير أكثر من‏75‏ مليون جرعة كمرحلة أولي لتحصين الدواجن‏,‏ وباقي الطيور المنزلية وبالمزارع لخفض الإصابة بالمرض وتحجيمه في مصر بعد أن أصبح متوطنا‏,‏ والحملات تسبقها توعية وندوات إرشادية علي مستوي الجمهورية للتوعية بالريف خاصة ربات البيوت للتعامل مع الطيور المنزلية وأهمية التحصين‏,‏ ومخاطر عدم التحصين ويشارك في الحملات نحو‏4‏ آلاف طبيب بيطري‏,‏ وعامل في‏577‏ لجنة للتحصين تعمل يوميا‏.‏ وتبدأ قصة فيروس انفلونزا الطيور في العالم

كما يرويها الدكتور حسين علي حسين أستاذ الفيرولوجي والهندسة الوراثية بكلية طب بيطري القاهرة ــ في عام‏1997‏ حيث يحمله السمان في جوفه بعد أن قام الفيروس بالتحور بداخله ثم خرج كخليط لثلاثة فيروسات إنفلونزا بعد تبادل وراثي بين أجزاء الحامض النووي ليخرج للعالم فيروس الشر الجديد‏H5N1,‏ فانتقل هذا القاتل من السمان الوديع للطيور الأخري التي نقلته بالتالي للإنسان‏,‏ فهذا الفيروس خطير وينتقل بالحركة والتنقل سواء حركة الطيور أو الإنسان والمياه والمعدات والسيارات والقوارض والحيوانات لكن أهم مصدرين لانتشار الفيروس بين الطيور في المزارع والمنازل هما الإنسان والمياه‏,‏ فعمال المزارع يتنقلون بين المزرعة ومنازلهم التي بها طيور فتنتقل العدوي من هنا إلي هناك حيث يحمل العامل الفيروس في ملابسه وشعره وجسمه وأي شيء يحمله‏.‏

الحرص واجب
وفي هذه السنة الوضع مبشر بالنسبة لتوقف إصابة المصريين منذ نهاية شهر ابريل لكن ضاع نصف ثروة الدواجن‏,‏ وقد تقلصت الإصابة بالفيروس في المزارع بنسبة تصل إلي‏90%‏ مقارنة مع إصابات العام الماضي وبداية هذا العام‏,‏ ويرجع الدكتور حسين علي حسين أسبابها إلي الاستخدام الجيد للقاحات الواقية في المزارع مثل لقاحي‏H5N2_H5N1‏ حيث بلغت نسبة نجاحها‏80%‏ في وقاية المزارع‏,‏ والسبب الثاني انخفاض عدد الكتاكيت في المزارع نظرا لانخفاض الإنتاج نتيجة للإصابات التي حدثت في العام الماضي وبداية هذا العام‏,‏ فخفض المربون الإنتاج تخوفا من الإصابات‏,‏ وأحجم كثير من المواطنين عن تربية الطيور في المنازل مع بداية دخول هذا الشتاء‏

حيث تنخفض الحرارة مما يساعد علي وجود الفيروس في مصادر مختلفة في الطبيعة فهو يمكن له العيش‏102‏ يوم في درجات حرارة أقل من‏17‏ درجة‏,‏ ولا يجب ألا نفهم بالخطأ أن الأنفلونزا لا تأتي صيفا‏,‏ رغم حساسية الفيروس لدرجات الحرارة المرتفعة حيث يتكسر تماما عند‏70‏ درجة‏,‏ كما لعبت إجراءات الأمن الحيوي في كثير من المزارع دورا مهما في الحد من الإصابات‏,‏ مع الحد من انتقال الطيور والكشف عليها عند نقلها‏,‏ وتعد الطيور المنزلية من أكبر المشكلات الأساسية لانتشار إنفلونزا الطيور في مصر‏,‏ حيث تحتاج إلي تكثيف حملات التوعية والتطعيم التي تقوم بها الجهات البيطرية للحد من انتشار الإصابة وتحديد أماكنها‏,‏ وتحصين الطيور المنزلية مجانا فيجب تيسير عمليات التحصين دون تهرب أو تخوف أوإنكار وجود الطيور بالمنازل‏.‏

لقاحات مصرية في الطريق
وبالنسبة لوضع اللقاحات فمازالت جميعها مستوردة وتم استيراد‏1.5‏ مليار جرعة حتي الآن خلال عامين‏,‏ ويجري التحصين تحت الجلد بجرعتين بينهما شهر‏,‏ ثم تكرارها كل‏4‏ أشهر للفراخ البياضة والأمهات‏,‏ ويتم الاكتفاء بجرعة واحدة للتسمين‏,‏ ويبلغ سعر كل ألف جرعة مستوردة‏180‏ جنيها‏,‏ لذلك كان هناك اهتمام من الدولة بالإنتاج المحلي بالكامل للقاحات بعد توطن الفيروس‏,‏ فهناك جهتان ستنتجان اللقاح الأولي‏..‏ معهد الأمصال واللقاحات بالعباسية‏,‏ والثانية الشركة البيطرية لإنتاج الأدوية واللقاحات تحت اشراف الدكاترة أحمد السنوسي رئيس قسم علم الفيروسات بطب بيطري القاهرة والدكتور حسين علي حسين والدكتور اسماعيل رضا استاذ الطب البيطري بالكلية‏

ويشير الدكتور حسين الي اقتراب ظهور الإنتاج التجريبي من اللقاح خلال شهر ثم يتم الانتاج الكمي بعد ثبات كفاءة اللقاح خلال‏3‏ اشهر والانتاج يتم بالكامل فيتم استيراد العترات المرجعية فقط فيتم تمريرها في اجنة البيض الخالي من الأمراض تماما ثم تثبيطها وانتاج لقاح بعد خلطها بالمواد المساعدة‏,‏ وسيجري انتاج لقاح‏H5N2‏ أولا ثم النوع الثاني بعد ذلك ويهدف الانتاج لتغطية أكثر من‏50%‏ من احتياجات مصر‏,‏ والمطلوب تعاون الجهات المعنية‏,‏ لدعم الإنتاج بأسرع ما يمكن لعدم إعطاء الفرصة لعودة انتشار الفيروس‏,‏ والوقاية من حدوث إصابات جديدة‏,‏كما سيوفر اللقاح المحلي أموالا طائلة‏.‏

ونبه إلي أن اللقاح لا يمنع العدوي‏,‏ لكن وظيفته الحد من انتشار الفيروس بين الطيور‏,‏ بخفض أعداد الفيروس في براز الطيور المحصنة‏10‏ آلاف مرة من مثيلتها غير المحصنة‏,‏ وأساس نجاح العملية أن تحدث مناعة بنسبة‏90%‏ للطيور المحصنة‏,‏ مما يساعد علي تقليل أعداد الفيروس وبالتالي يقل انتشاره بين داخل القطيع وبين قطعان المزرعة ومنع انتقاله للمناطق الأخري‏.‏

فيروسات الخطر
ويشير إلي أن الخنازير تلعب دورا خطيرا في تحور وتطور الفيروس ليصيب الإنسان بسهولة من الطيور‏,‏ ولم يثبت حتي الآن انتقال الفيروس من إنسان لآخر‏,‏ وهناك طائر خطير لم يلتفت له الكثيرين وهو طائر السمان فتم التحول في السمان ومنه انتقل للطيور الأخري ثم إلي الإنسان‏,‏ فتتم هذه العملية البيولوجية بانتقال فيروس‏H5N1‏ من الأوز للسمان‏,‏ ثم انتقال الفيروس‏H5N1‏ من الشرشير للطائر نفسه‏,‏ الذي يحمل في الوقت نفسه‏H9N2‏ وبدخول الفيرواسات الثلاثة لجسم السمان تتكاثر في خلاياه ومن ثم حدث تبادل وراثي بين أجزاء من الحامض النووي لتلك الفيروسات مما يؤدي لخروج فيروس جديد‏H5N1‏ الذي يأخذ تأشيره للانتقال للطيور الأخري‏,‏ ومنه ينتقل للإنسان‏

ويوضح العالم المصري الدكتور أحمد السنوسي أستاذ ورئيس قسم علم الفيروسات بكلية طب بيطري القاهرة أن فيروسات الانفلونزا تنقسم لثلاثة أنواع‏C,B,A‏ الأول يصيب الإنسان والحيوان والطيور والثاني يصيب الإنسان فقط والثالث والإنسان في الأساس ووجد لدي بعض الخنازير في الصين‏,‏ وأخطر مجموعة‏A,‏ وتكمن خطورة فيروس الأنفلونزا بشكل عام في تكوينه من الداخل فهو عبارة عن أجزاء وراثية منفضلة من النوع‏RNA‏ لها ترتيب داخل الفيروس‏,‏ فالجينات الثلاثة الأولي مسئولة عن تكوين بروتينات داخل الخلية والتي تكون مسئولة عن التكاثر وعملية النسخ للفيروس‏,‏ والجين الرابع مسئول عن إنتاج إنزيم هيمجلوتتنين‏

وهذا الجزئ السطحي في مسئول عن التصاق الفيروس بجدار الخلية بشكل نوعي‏,‏ أما الجين الخامس مسئول عن انتاج بروتين التكاثر والبناء للفيروس داخل الخلية‏,‏ والجين السادس مسئول عن الجزء السطحي الثاني نيورامينيداز وهو مسئول عن إفراز وخروج الفيروس من الخلية المصابة وانتشارها للخلايا المجاورة‏,‏ والجين السابع ينتج نوعين من البروتينات‏M.2M1,‏ والثاني أهم حيث يمكن المادة الوراثية للفيروس الخروج والانطلاق بحرية داخل سيتوبلازم الخلية المصابة حتي تكتمل دورة تكاثر الفيروس‏,‏ وكان هذا البروتين هدفا قديما لبعض العقاقير التي تستخدم حتي الآن في علاج الانفلونزا البشرية‏,‏ والجين الثامن يؤدي لإنتاج نوعين من البروتينات‏NS2.NS1‏ ويتميز الأول بفاعليته المضادة لمادة الانترفيرون المناعية التي تفرز من الجهاز المناعي وهو وراء شدة ضراوة أنفلونزا الطيور للفتك بخلايا الإنسان لذلك تكون الإصابة في الرئتين فتاكة وسريعة‏.‏

والجمبري متهم أيضا
ويوضح هذا الشكل التركيبي المتنوع للمواد الوراثية للفيروس تمكنه من التغير السريع والمتكرر باختلاط تلك الجينات الوراثية بالمواد الوراثية لسلالات أخري من الانفلونزا وغيرها من الفيروسات الأخري خاصة التي تصيب القشريات الموجودة بالمياه والتي يتناولها البط والأوز وتختلط في خلايا الجهاز الهضمي المصابة بفيروس انفلونزا الطيور فيحدث تبادل وراثي بين المادة الوراثية‏H‏ مع المادة الوراثية الخاصة بفيروسات القشريات مثل الجمبري فتتبادل القطع الوراثية بين النوعين من الفيروسات لتجديد التركيبة الوراثية والتغيرات التي تجعل الفيروس أكثر ضراوة وبذلك تظهر سلالات جديدة متطفرة ومتغيرة‏,‏ وتحدث هذه الطفرات في الطيور المائية وبعض الطيور الأخري وأخطرها طائر السمان حيث تحدث بداخله التطورات في الفيروس بسرعة شديدة وتجعل الفيروس خطيرا‏.

 

elmasrya

من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب

  • Currently 96/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
32 تصويتات / 277 مشاهدة
نشرت فى 6 نوفمبر 2008 بواسطة elmasrya

ساحة النقاش

م/محمد المصرى

elmasrya
نعمل فى مجال المقاولات والتشطيبات والديكور لدينا مجموعة متخصصة من مهندسين فى جميع المجالات نقوم ببناء وحدات ابنى بيتك (مفاجاة) وبيع وشراء »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

506,270