أحمد لقمان أمين عام منظمة العمل العربية لـ الأهرام:
14 % حجم البطالة في العالم العربي
ترتفع إلي25 % بين الشباب
<!heade>
كانت تلك القضايا محور حوار الأهرام مع الأمين العام الجديد لمنظمة العمل العربية أحمد لقمان الذي تعددت مناصبه الوزارية في بلده اليمن قبل حضوره للقاهرة كسفير لبلاده ومندوب لها بالجامعة العربية ليعود ليرأس أهم منظمة تحدد مستقبل الأمة العربية. وعلي مدي أكثر من ساعة بمكتبه بالقاهرة كان الحوار الذي قال في بدايته: بالرغم من كل الجهود التي تبذلها الدول العربية في مجال التشغيل إلاأن قضية البطالة تصدرت اهتمامات قيادات النخب الحاكمة وتصدرت البرنامج الانتخابي للرئيس محمد حسني مبارك واهتمامات الكثير من القادة العرب فإن القضية تجاوزت اهتمامات القادة بضرورة أن تكون ذات اهتمام عربي من المحيط للخليج خاصة بعد أن تجاوزت مشكلة البطالة في العالم العربي جميع الخطوط الحمراء وتنحصر بصورة أكبر في الفئات المتعلمة بين الشباب بنسبة25% من أعدادهم الي جانب ارتفاع نسبة الاناث الباحثات عن عمل. وآخر الاحصائيات تشير الي وجود أكثر من17 مليون عاطل عن العمل بالوطن العربي وبحاجة لتوفير أكثر من71 مليون فرصة عمل الي عام2025 وهو مايستلزم توفير أكثر من6 ملايين فرصة عمل سنوية وبالكاد وصلنا الي توفير3 ملايين فرصة عمل سنويا. ويشير أمين عام منظمة العمل العربية أحمد لقمان إلي أنه من خلال تجربته كوزير عمل سابق باليمن وسفير بمصر وجد أن عدم الاهتمام العربي الجماعي بقضية البطالة يثير مخاطر كبيرة تهدد السلم الاجتماعي وأن جميع القرارات السابقة التي اصدرها وزراء العمل لاتجد أرض الواقع لتنفيذها وذلك إنطلاقا من أن وزراء العمل معنيون بقضية البطالة ولكن أدوات الفعل لديهم قليلة لأنهم لايملكون جميع أدوات الفعل والتنفيذ لجميع القرارات اللازمة لحل المشكلة. من أجل ذلك وجدنا أنه من الضروري مشاركة جميع الأطراف وذلك من خلال مؤتمر منظمة العمل العربية الذي عقد بشرم الشيخ وتقدمنا باقتراح أن يشارك في الاجتماعات الوزراء المعنيون بالتعليم والتخطيط والاقتصاد يشاركون وزراء العمل الي جانب أصحاب الأعمال والعمال وقد أجازها مؤتمر العمل العربي الذي عقد بشرم الشيخ للمشاركة في منتدي عربي حول البطالة عندما تحدثت مع سمو ولي عهد دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رحب باحتضان الدوحة لانعقاد المنتدي العربي للتنمية والتشغيل الذي سيعقد ابتداء من16 نوفمبر المقبل علي مدي يومين ويشارك فيه الجميع. * وماذا عن المنتدي العربي للتشغيل والتنمية الذي سيعقد بالدوحة؟ سيكون منتدي الدوحة أول حدث عربي لمواجهة عملية لمشكلة البطالة منذ انشاء الجامعة العربية ونتائجه ستعرض علي القمة الاقتصادية العربية القادمة بالكويت وستجتمع لجنة من الخبراء خلال شهر أكتوبر الحالي لاعداد مشروع اعلان الدوحة الذي سيصدر في ختام المنتدي واعداد تصور ماالذي يمكن أن يخرج به. الي جانب ذلك في اطار الاستعداد المكثف للمنتدي ستعقد مائدة مستديرة تضم كبار المثقفين والاعلاميين والمسئولين ورجال الأعمال يومي3029 أكتوبر الحالي بالقاهرة لمناقشة قضية التشغيل والبطالة وكيفية الاستفادة من عقد القمة الاقتصادية في تناول قضية البطالة. وبالنسبة لمنتدي الدوحة نجد أن هناك3 قضايا أساسية أولا: حول سياسات التنمية والتشغيل وثانيا: التعاون العربي والدولي في قضايا التشغيل وثالثا: مواضيع القمة الاقتصادية. وتم تشكيل4 مجموعات عمل حول تشغيل الشباب وتنمية المهارات لتذليل الصعاب وتوفير فرص للتشغيل والمواءمة بين مخرجات التعليم والموائمة واحتياجات سوق العمل, وتنمية قضية توطين وتعريب الوظائف وتكون الأولوية لابن البلد ويجد المواطن العربي فرصة أفضل للعمل بالوطن العربي وتنظيم سوق العمل بين العرض والطلب ويكون هناك تعاون حقيقي بين مؤسسات التدريب والتعليم والتكيف مع المتطلبات والمتغيرات المستحدثة في أسواق العمل, بالإضافة إلي قضايا التنقل والعمالة المؤقتة, وهذا يتطلب تعاونا مع دول مجلس التعاون الخليجي المولدة لفرص العمل وكيفية استفادة الوطن العربي من خلال بناء الثقة بين الدول العربية المصدرة للعمالة والمستقبلة لها وهو مايعني أن هذا التجمع الكبير الأول من نوعه تحت مظلة الجامعة العربية في رحاب الدوحة وبرعاية سمو ولي العهد سيتخذ عدد من القرارات والتوصيات التي يترتب عليها اجراءات عملية ترفع للقمة الاقتصادية العربية المقبلة الي جانب اعلان الدوحة الذي سيصدر في ختام اعمال المنتدي. وبالنسبة للمائدة المستديرة التي ستعقد يوم29 من الشهر الحالي بالقاهرة فتهدف الي استطلاع وجهات نظر مجموعة كبيرة من السياسيين والمثقفين والاعلاميين لوسائل معالجة مشاكل البطالة والتنمية وايجاد رأي عام تجاهها بعيدا عن القضايا السياسية, وأن دعوة مصر والكويت لعقد القمة الاقتصادية في يناير المقبل هدفها تحديد ومعالجة قضايا الفقر والبطالة والتشغيل وهجرة الكفاءات العربية. * كيف تري مشكلة عدم توافر الكفاءات العمالية بعد اختفاء مراكز التدريب في المصانع الكبري وعدم الاهتمام بالتعليم الفني والصناعي والتركيز علي التعليم العالي الجامعي؟ أولا يجب الاعتراف بأن النظام التعليمي في الوطن العربي لم يعد نظاما مناسبا للمرحلة الحالية رغم طرح العديد من مشاريع تطوير التعليم ألاأن الشكوي عامة من أن غالبية خريجي الجامعات ليسوا مؤهلين للعمل بشكل مباشر وللأسف نظم التعليم تسير في اتجاه مغاير لتأهيل الخريج لسوق العمل وكم من خريجين يعملون في مجالات بعيدة تماما عن دراستهم وذلك علي افتراض أن فرص العمل موجودة فمابالنا اذا كانت فرص العمل محدودة واصبح صاحب العمل يفضل العامل الأجنبي علي العامل الوطني وهذه قضية هامة دفعت العديد من الدول الخليجية لرفع شعار' توطين الوظائف'. هذا الي جانب تراجع مستوي التدريب وبالتالي نحن بحاجة الي مؤسسة تدريبية عربية لتدريب المدربين وتعمل علي توفير مدربين أكفاء يتولون تدريب العمالة في الدول العربية التي تختلف فيها الجهات المشرفة علي التدريب بعضها تابع للصناعة وأخري للزراعة وثالثة للقوي العاملة... الخ. وهناك مؤسسات تدريب خاصة وهو مايعني عدم وجود مؤسسات تدريب حاكمة تضبط ايقاع التدريب وتغير استراتيجيته بمايتناسب مع احتياجات سوق العمل. ومن بين المشاريع الشبكة العربية لسوق العمل حيث لايستطيع صاحب القرار اتخاذ أي قرار صائب اذا كانت البيانات التي يعتمد عليها غير واضحة وغير دقيقة. وبناء عليه كيف يمكن معالجة قضية البطالة وتتبعها وليس لدينا بيانات ومعلومات دقيقة عن سوق العمل. وهذه الشبكة العربية ستوفر الوقت والجهد وتسهل امداد أصحاب القرار بالبيانات المطلوبة لمعالجة الخلل وتتبع حركة العمل. * كم من قرارات صدرت عن القمم والاجتماعات العربية ولم تنفذ لغياب الارادة وعدم توفر السيولة المادية للتنفيذ كيف تضمن لمشروعات المنظمة وقرارات منتدي الدوحة القادم باذن الله التنفيذ؟ هناك مشكلة أكبر من توفر التمويل وهي صدور قرار سياسي باعطاء الأولوية للعمالة العربية بشرط وجود تساو وتوازن في الكفاءة والتوزيع النسبي للعمالة في الدولة الواحدة وعدم انفراد الدول الآسيوية علي سبيل المثال بالنسبة الأكبر في عمالة دول الخليج وأنا مع حق دول مجلس التعاون الخليجي في تنظيم سوق العمل والمحافظة علي هويتها ووضع الضوابط التي تنظم سوق عملها وفي المقابل نرفض القيود المفروضة من بعض الدول بعد أحداث11 سبتمبر أمام هجرة واتاحة فرص العمل للعمالة العربية بالخارج بعد أن اصبحت هجرة منتقاة لاستنزاف العقول العربية ووضع القيود الصعبة أمام العمالة المتوسطة الراغبة في العمل والهجرة المؤقتة. |
ساحة النقاش