خبراء سوق المال يقللون من تأثير
الأزمة المالية علي الاقتصاد المصري
كتبت ــ مها حسن: |
أكد خبراء سوق الأوراق المالية ان تأثير الازمة المالية العالمية علي الاقتصاد المصري والبورصة محدود, وقالوا ان اداء الشركات المصرية وميزانياتها تؤكد زيادة الارباح وتحقيق نتائج جيدة ومشيرين إلي خروج الاجانب واتجاهاتهم للبيع لتحسين مراكزهم المالية في الخارج, ونصحوا المستثمرين المصريين بعدم الانسياق وراء الاجانب في المبيعات خاصة ان الاسعار الحالية متدنية ومغرية للشراء وليست للبيع. واضافوا ان ميزان المدفوعات يمكن ان يتأثر ايجابيا بتراجع اسعار البترول وانخفاض تكاليف النقل بما يؤدي لزيادة الصادرات ومؤكدين ان المرحلة المقبلة من المفترض ان تشهد تراجعا في معدلات التضخم بما يتبعها من تراجع في أسعار الفائدة المصرية.
وقال الدكتور طارق عبدالباري العضو المنتدب لشركة مصر للمقاصة والحفظ المركزي إنه لاداعي للقلق من الازمة المالية العالمية خاصة ان الدول والحكومات تحاول ايجاد حلول جذرية لها سواء بانشاء صندوق برأسمال700 مليار دولار أو تدخل الحكومات بحماية اموال الموعدين وشراء اصول أو سندات كاجراءات وقائية, وكذلك ضخ سيولة من الدول العربية وكل هذه الاجراءات تمثل خطوات واضحة للسيطرة علي المشكلة والازمة الحالية التي يمكن علاجها والتعامل معها.
اما بالنسبة للبورصة المصرية فالشركات واقع ميزانياتها يؤكد وجود ارباح غير عادية وطفرة في نتائج أعمالها, كما ان لدينا نظما رقابية فعالة أكثر من الخارج مثل هيئة سوق المال وهيئة الرقابة علي التأمين خاصة ان السياسات تتعامل بحرص شديد وليست بسياسة الباب المفتوح. وحول تأثير الازمة المالية علي ميزان المدفوعات يقول عبد الباري ان أسعار البترول تراجعت مما يخدم ميزان المدفوعات ومما يعني ان المنتج المصري لايزال منافسا للأسعار العالمية ومما يفتح مجالات أوسع للتصدير وبما يضمن استمرار نجاح الشركات في المستقبل.
وأوضح انه في حالة حدوث ركود عالمي أو تراجع في معدلات النمو فان تأثيرها سيكون اقل حدة علي السوق المصرية, مشيرا إلي ان معدلات التضخم من المفترض ان تتجه نحو الانخفاض خلال الفترة المقبلة بعد ان ظهرت أول اشاراتها بعد تراجع اسعار البترول بما يخدم انخفاض اسعار النقل والتكاليف التي تتحملها المصانع خاصة ان مصر دولة مستوردة للبترول رغم انتاجها وتصديرها للخارج إلا ان الارقام التي تسجلها الواردات مازالت اعلي من ارقام الصادرات.
ويقول باسل الحسيني رئيسي مجلس إدارة شركة استثمارات مالية إن تراجع البورصة المصرية يرجع إلي تأثيرات الازمة المالية العالمية خاصة ان المستثمرين المصريين يتأثرون بالنواحي النفسية والجو العام والاضطرابات الاقتصادية العالمية, مشيرا إلي أن أسعار الاسهم الحالية مغرية للشراء, خاصة للشركات التي تحقق قوائم حالية جيدة,
ويقول الدكتور ايهاب الدسوقي استاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات: لاشك ان تأثير الازمة علي اي اقتصاد يتوقف علي مدي ارتباطه بالاقتصاد العالمي ويأتي الارتباط من خلال تدفقات رءوس الاموال سواء الداخلة أو الخارجة وحركة التجارة الخارجية سواء الصادرات أو الواردات وايضا تتوقف علي عامل اخر داخلي يتعلق بمدي تأثير الاقتصاد النقدي والحالي علي الاقتصاد الحقيقي, مشيرا إلي أن درجة انفتاح الاقتصاد المصري وارتباطه بالاقتصاد العالمي ضئيلة وليست كبيرة لان تدفقات رءوس الاموال في صورة استثمار اجنبي مباشر أو غير مباشر مازالت ضعيفة ونسبتها للناتج المحلي الاجمالي صغيرة, وكذلك الصادرات المصرية لاتتعدي10 مليارات دولار وهو رقم ضئيل ولايمثل نسبة كبيرة من الدخل القومي امامن ناحية العامل الداخلي فمازال الاقتصاد النقدي والمالي المصري في مراحل تطوره الاولية |
ساحة النقاش